هل هناك فرق بين الفرقة الناجية والطائفة المنصورة وأهل الحديث ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل هناك فرق بين الفرقة الناجية والطائفة المنصورة وأهل الحديث ؟
A-
A=
A+
السائل : هل هناك فرقٌ بين الفرقة الناجية والطائفة المنصورة وأهل الحديث ؟

الشيخ : يا أخي ، لا أرى لكم أن تدخلوا في مثل هذا النقاش الذي يَصدَعُ القلوب ويفرِّقها ، فسواء كان هناك فرق أو لم يكن ثمَّة فرق ؛ لأنه إن كان هناك فرق فيكون فرقًا دقيقًا جدًّا قد ينتبَّه له البعض ولا ينتبه له البعض ، ثم إذا نُبِّهَ عليه ذاك البعض قد يتبيَّنه وقد لا يتبيَّنه ، المهم ألا يكون هناك خلاف بين هؤلاء المختلفين والمتسائلين : هل هناك فرق بين الطائفة المنصورة وبين الغرباء وبين الفرقة الناجية ؟

أن يكون هؤلاء كلُّهم على كلمة سواء ؛ هي وجوب الرجوع إلى العمل بالكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح ، فإذا ما اتَّفق هؤلاء المختلفون في كون هذه الألفاظ الثلاثة هل هي مترادفة بمعنى واحد أم هناك خلاف بين بعضها البعض ؟ إذا اتَّفق هؤلاء المختلفون على ذاك المنهج القائم على الكتاب والسنة والسلف ؛ فهذا الاختلاف اختلاف يسير ، وليس باختلاف جديد من مثله ، فقد اختلف الصحابة اختلافًا أشدَّ من هذا بكثير ، ومع ذلك فما كان هذا سببًا لِأَن يتفرَّقوا ، بل ظلُّوا كما قال - تبارك وتعالى - في القرآن الكريم : (( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا )) ، فقد كان هناك من يقول بأن الرجل - مثلًا - إذا جامَعَ زوجته ولم يُنْزل الماء فليس عليه غسل ، وآخرون يقول : بلى ؛ عليه غسل ، ولكن هل هذا الاختلاف صَدَعَ الصَّفَّ بينهم ؟ حاشاهم !

والأمثلة كثيرة وكثيرة جدًّا لا حاجة بنا فلم يبق من وقت الأسئلة إلا دقيقة أو دقيقتين ، فأنا أنصحك أن لا تتحيَّز لهؤلاء ولا لهؤلاء ، بل تنصحهم بنصيحتي هذه ؛ لا تجعلوا خلافات يسيرة غير جوهرية ليست لها علاقة بأصول الشريعة ؛ لا تجعلوا هذه الخلافات السَّهلة سببًا للفرقة ؛ لأنكم بذلك تخالفون المنهج الذي تزعمون كلُّكم جميعًا أنكم عليه وهو أنكم على منهج السلف الصالح ، فالسلف الصالح اختلفوا في مثل هذه الأمور ولم يتفرَّقوا ، لعل كلامي واضح ؟

السائل : نعم .

الشيخ : إن شاء الله .

مواضيع متعلقة