يقول بعض الإخوة إن صدام حسين المنحرف فكرياً والذي ساهم في قتل كثير من الدعاة ، لو ترك دون قتال لساهم في نشر الشرك والمذاهب الهدامة في جزيرة العرب فنحن نقاتله من باب دفع الضرر فما تعليقكم .؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
يقول بعض الإخوة إن صدام حسين المنحرف فكرياً والذي ساهم في قتل كثير من الدعاة ، لو ترك دون قتال لساهم في نشر الشرك والمذاهب الهدامة في جزيرة العرب فنحن نقاتله من باب دفع الضرر فما تعليقكم .؟
A-
A=
A+
السائل : بالله يا شيخ .

الشيخ : تفضل .

السائل : تعلمون يا شيخ العراق وفكره المنزلق ومحاربته للدعوة الإسلامية وللدعاة كما أنا عايشتهم هناك طبعا فالإخوة هناك بعضهم في السعودية يقولون نحن ننتمي إلى السعوديين في مقاتلة العراقيين من أجل دفع الشر العريض الذي يتمثل به العراقيون ألا وهو حزب البعث ومناصرته لأهل الشرك من القبورية والشيعة وما أشبه ذلك فلو قدر الله عز وجل أن حكم العراق هذه الجزيرة لانتشر الشرك في الحرمين وانتشر في كل مكان في الجزيرة ويعني سمح لأصحاب المذاهب المنزلقة فكريا جدا كما هو موجود في العراق أن تكون موجودوة مثلا في الممكلة فيقولون يعني نحن ننتمي إلى السعوديين نحارب معهم من أجل دفع ذلك الشر وإن كان فيه في الممكلة شر إلا أنه أهون من شر العراق ولعل تتنزل القاعدة المذكورة القاعدة الأصولية جلب أخف الضررين لدفع أعلاهما ؟

الشيخ : هذا سبق الكلام عليه

السائل : هل تتنزل القاعدة أحسن الله إليك ؟

الشيخ : ما سبق الكلام عليه دفع الشر الأكبر بالشر الأصغر؟ .

السائل: طبعا

الشيخ: هذا هو

السائل : المغزى من ذلك يا شيخ هل ينتمي الواحد بهذا الاستدلال يعني ينتمي إلى الجيش ... ؟

الشيخ : شوف أنا أقول شيئا أما هذا فقد سبق الجواب عليه , لكن تصور الموضوع كما حكيت ولا أقول كما قلت ليس بصحيح أولا حزب البعث في العراق أو في سوريا لا يمثل كلا من الشعبين السوري أوالعراقي وأظنك معنا في هذا ؟

السائل : نعم .

الشيخ : إنما يمثل نفسه ومن معه من أهل الأهواء والأغراض الشخصية المادية أما عامة المسلمين في كل من الدولتين فهم ضد الحكومتين البعثيتين هذه حقيقة لا يناقش فيها أحد إطلاقا وإذا كان الأمر كذلك فهنا يجب أن نفرق بين الاستعمارين لو وقع الآخر كما وقع الأول الاستعمار الأول الذي وقع هو الاستعمار الصليبي كما شرحنا آنفا وبيّنّا بطلان الأدلة أو الاستدلال بتلك الأدلّة على تسويغ هذا الاستنصار بهؤلاء الكفار حينما يستولي الأمريكان والبريطان على بعض البلاد العربية كالسعوية لا يعني أنّ الحكومة الأمريكية هي التي استولت وإنما يعني أن الشعب الأمريكي بحكومته هو الذي استولى وعلى ذلك فقس أي دولة أخرى أمّا لو استولى لا سمح الله العراق على البلاد السّعودية فلا يعني ذلك أن حزب البعث بشعب العراق استولى على السعودية وإنما حزب البعث الذي لا يمثل الشعب العراقي هو الذي استولى ولذلك نحن لو أردنا أن نأخذ بأخف الشرين لا شك أن شر استيلاء حكومة البعث التي لا تمثل الشعب المسلم شرها أقل من شر استيلاء الحكومة الصليبية التي تمثل الكافر وتمثل الكفر وهذا واضح جدا فالشعب الأمريكي مع دولته في صليبيته أما الشعب العراقي والسوري ليس مع دولته في بعثيته فافترق الأمران تماما هذا من جهة. من جهة أخرى الأمريكان والبريطان أكثر عددا وعُددا من العراقيين ولا شك فلو استولى العراق على السعوديين فمن الممكن يوما ما أن يتقوّى السعوديون ومن يناصرهم في دينهم و في توحيدهم على الحكم البعثي لأنه لا يمثل الشعب العراقي أما أن يستطيع يوما ما أن يتغلّب على الحكم الأمريكي والبريطاني الذي يمثل الشّعبين في دينهم وفي شركهم و كفرهم فهذا أصعب بكثير من الانتصار الأول على دولة العراق البعثية التي لا تمثّل الشّعب العراقي المسلم لذلك فأنا أرى أنّ ما حكيته من ادعاء أننا ننضم إلى السعوديين كما عبّرت أنا لدفع الشر الأكبر بالشر الأصغر هذا أوّلا فيه أقل ما يقال عدم تفكير دقيق لتقدير المفسدتين مفسدة احتلال الصّليبيين للبلاد الإسلامية ومفسدة احتلال حزب البعث للبلاد الإسلامية هذا شيء والشيء الآخر لا بد من إعادة التذكير به . العراق ما اعتدى على السعوديين فلو اعتدى ممكن أن يقال و أنا أقول في كثير من الأحيان أنّ القاعدة التي ذكرت أنت أخيرا وذكرتها أنا من قبل وهي كلها تلتقي بدفع المفسدة الكبرى بالصغرى أو دفع الشر الأكبر بالشر الأصغر هو مأخوذ من قوله تعالى: (( إلا ما اضطررتم إليه )) و ذلك يعني حينما يقع الإنسان في المشكلة فلا بد له من أن يرتكب أحد الضّررين وكلّ ما في الأمر بالنّسبة للسّعودية أنهّا خشيت أن يصيبها ما أصاب جارتها الكويت فاستعانت ما فيه مانع أن تستعين بالدول العربية أما أن تستعين بالدول الكافرة والتي لا سبيل إلى إخراجها إلا أن يشاء الله بمعجزة من عنده تبارك وتعالى لأننا ما استطعنا أن نخرج اليهود وقد مضى عليهم هذه السّنين ونصيح من كلّ الدّول العربية وأولها العراق أننا نحن نريد أن نخرج اليهود من فلسطين ثم لا نسمع إلا ما قيل: " أسمع جعجعة ولا أرى طحنا " فلهذا أعتقد أن تسويغ الوقوف بجانب القتال مع السعوديين للعراقيين مع مخالفته لقوله عليه السلام في زمن الفتن: ( كونوا أحلاس بيوتكم ) لا نراه تسويغا مقبولا ولعلنا جميعا من الحاضرين نتذكر بأنه لما وقع القتال بين علي ومعاوية وشتان بين هذا القتال وبين ما قد يقع اليوم من حيث أن قصد من كل من الفئتين يومئذ هو الانتصار لدين الله عز وجل أما اليوم فلا شيء من ذلك سوى الحرص على المحافظة على ثروة البلاد وأراضيها ، مع ذلك فنعلم جميعا بأنه قد وجد في زمن القتال بين علي ومعاوية ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اعتزلوا الفريقين لماذا ؟ لأنها معركة بين المسلمين يقاتل بعضهم بعضا واحد هؤلاء الأصحاب كان معتزلا وما انضمّ إلى جيش علي إلا لما حينما قتل عمار بن يسار لأن هذا الصحابي المعتزل للفريقين كان قد سمع من النّبيّ صلّى الله عليه وسلم قوله: ( ويح عمار تقتله الفئة الباغية ) فلما وقع عمار قتيلا من جيش معاوية حينئذ رأى البرهان الساطع فانضمّ إلى علي أما من قبل كيف أنا أقاتل المسلمين مع علي إلى هنا كان خوف السلف من أن يدخلوا في معارك تقع بين المسلمين وخاصّة إذا كان الأمر كما هو اليوم ليس قتالا في سبيل الله وإنما هو في سبيل الانتصار للمادة وليس للدين .

مواضيع متعلقة