بيان ما وقع فيه " سيد قطب " من القول بوحدة الوجود ! - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان ما وقع فيه " سيد قطب " من القول بوحدة الوجود !
A-
A=
A+
الشيخ : وقلت للرجل : هذا نحن موقفنا . قال : طيب ؛ ماذا قال سيد قطب ؟ قلنا : هات " تفسير الظلال " . فجئنا بمجلدين ، أحدهما في تفسير سورة الحديد أظن ، والآخر في (( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )) ، فقرأنا ، أحد الجالسين قرأ ، فهناك لا بد أن نكون على اطِّلاع مما قال ، ظاهر كلامه تمامًا أنه " لا وجود إلا وجود الحق " ، وهذا هو عين القائلين بوحدة الوجود ؛ " كلُّ ما تراه بعينك فهو الله " ، وهذه المخلوقات التي يسمِّيها أهل الظاهر هي مخلوقات ليست شيئًا غير الله ، وعلى هذا تأتي بعض الروايات التي تفصِّل هذه الضلالة الكبرى مما يُروى من بعض الصوفية القدامى من كان يقول : " سبحاني سبحاني ! ما أعظم شاني !! " ، والآخر الذي كان يقول : " ما في الجبَّة إلا الله !! " ، هذا الكلام كله في هالموطنين من التفسير أنا أقول لعله سيد قطب - رحمه الله - قرأ شيء من هذه الصوفيات فتأثَّر بها ، وهو رجل أديب فسَبَكَها في التفسير ، فخرج منه هذا الكلام ؛ لأنه هو في الواقع في مواطن أخرى فجمهور المسلمين يعني أهل السنة والعقيدة الصحيحة يقول بالفرق بين الخالق والمخلوق على خلاف عقيدة وحدة الوجود ، فأنا قلت للرجل : هذا الكلام - أخي - هذا الكلام كفر ، ولا يجوز إقراره ، ولا يجوز إبقاؤه ، وأنا في اعتقادي والدين النصيحة أن هذا الكتاب إذا طُبِعَ من الجماعة أنفسهم الإخوان المسلمين فمن الواجب عليهم لا أقول أن يغيِّروا العبارة نفسها ، وإنما أن يعلِّقوا عليها بحيث أنُّو ما يتورَّط بها بعض مَن لا علم عنده بالعقيدة الإسلامية الصحيحة ، أما السكوت عليها فلا يجوز كما هو معروف في علم الفقه .

الخلاصة : بَحَثَ الرجل وقدَّمَ وأخَّر فلم يستطع أن يجد لتلك الجمل معنى إلا هذا المعنى الظاهر ، لكن انتقل إلى مواطن أخرى معروفة يصرِّح فيها أنُّو هناك خالق ، هناك مخلوق ، والمخلوق غير الخالق ، وهذه الأشياء الحمد لله من فطرة المسلمين جميعًا .

فالشاهد : أقاموا ذلك القرار الجائر على مجرَّد كلمة بَلَغَتْهم ، وأقل ما يُقال فيها ما يُقال منذ القديم : " وما آفة الأخبار إلا رواتُها " !

فأخيرًا : بدأَتْ - لما استقررت هنا - بدأَتْ إشاعات عجيبة وغريبة جدًّا ، وما ندري من أين تصدر في الواقع ، لكن - مع الأسف - نظن أن بعض المتحمِّسين من أفراد الإخوان المسلمين هم الذين يُشيعون هذه الكلمات ، كل هذه الأشياء إشاعات لا أقيم لها وزنًا في المقدار الذي فُوجِئْتُ به من مجلتكم " المجتمع " التي كانت تصدر ولا تزال ، وكانت تُتحفنا بأن ترسل إلينا ما أستطيع أن أقول أحيانًا ؛ لأنها كانت تأتيني أحيانًا أم بصورة مطَّردة ، ولكن هناك تُسرق أو يمنعون دخولها أو لأيِّ سبب ، ففي الوقت الذي كانت المجلة كأنُّو فيه هناك ارتباط معنوي روحي قائم بيني وبينها يدلُّني على ذلك أنها تقدِّم إلينا هذه المجلة هدية بصورة متتابعة ، وإذا بنا نُفاجأ بمناقشة أجرَوها بين أخ لنا من " أنصار السنة " في السودان يمكن اسمه عبد القادر ، " عبد القادر حسن " ، إي نعم ، وإذا بهذه المجلة تسطِّر ما نسمعه هنا من أنُّو الشَّيخ الألباني ضد الإخوان المسلمين ، ولعلهم حتى ما - أيضًا - أخطئ ذكروا أني أكفِّر أو أضلِّل أو ما شابه ذلك من الكلمات ، قلت : سبحان الله ! كنا نعيش في أخبار غير مسجَّلة ، وإذا بها تُسجَّل وفي مجلة سائرة ... . =

-- ... ( صفوفكم أو ليخالفنَّ الله بين وجوهكم ) أي : قلوبكم . ومعنى هذا الحديث أن اختلاف المسلمين في تفسير --

= أقول خلاصة ما تقدم وباختصار : أنا لا أعادي الإخوان المسلمين ، بل أعتبرهم أنهم الموطِّدون للدعوة السلفية والمهيِّئون للأفراد ليتقبَّلوا هذه الدعوة ، وأنا هذا ألمَسُه في طيلة حياتي هذه التي لا تقلُّ عن خمسين سنة في الدعوة أنا أعرف هذه الحقيقة .

مواضيع متعلقة