ما صحة قولهم أن نجتمع على خطأ خير من أن نفترق على صواب .؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما صحة قولهم أن نجتمع على خطأ خير من أن نفترق على صواب .؟
A-
A=
A+
الشيخ : نأتي أخيرا إلى مثال ثالث وأخبر وهم الخوارج ، أو الإباضية أهم كتاب عند الإباضية هو الكتاب المسمى بمسند الربيع بن حبيب الأزدي ، وقد ابتدع بعض متأخريهم مضاهاة منه لما عند أهل السنة من صحيح البخاري وصحيح مسلم وصحيح ابن خزيمة وصحيح ابن حبان هم ما عندهم أي كتاب اسمه صحيح ، فابتدعوا لهذا الكتاب المعروف قديما وحديثا باسم مسند الربيع بن حبيب فقط ، فسموه صحيح من عندهم سموه بالصحيح مضاهاة لصحيح البخاري وصحيح مسلم ونحو ذلك ، هذا الكتاب الذي هو مسند الربيع أو بزعمهم يسمونه بالصحيح فنقول هذا الصحيح ، معتمد أولا على بعض الشيوخ للربيع ابن حبيب ، غير معروفين تراجمهم حتى عندهم ، تراجمهم غير معروفة ، بل أعجب من هذا بكثير ، و بهذا أنا أنهي الكلام عن هذا السؤال ، أعجب من هذا العجب ، أن الربيع بن حبيب لا ترجمة له ، لا عندنا ولا عندهم ، هذا الذي يروي كتاب إيش ؟ صحيح الربيع بن حبيب لذلك فالذي يقول إنه لا ينكر على الشيعة الاعتماد على كتبهم الجواب عرفنا بهذا التفصيل وموجزة ، أنه لا يمكن الاعتماد على رواية وقعت فيما مضى ، تتعلق بالرسول عليه السلام ، أو بمن بعده من الصحابة الكرام ، إلا بطريق الإسناد أولا ، ومعرفة الرواه جرحا وتعديلا ثانيا فكل الفرق الإسلامية فقراء من هاتين الوسيلتين وهذه الأمثلة عرضناها أمامكم ، لذلك نقول ونحمد لله أن جعلنا أولا مسلمين ، ميزنا بذلك على أهل الكتاب أجمعين ، ثم جعلنا من أهل السنة من المسلمين حيث إنه لا يوجد عند الفرق الأخرى ، ما يهتدون به سبيلا .
أبو ليلى : الله يجزيك خير .
الحلبي : الله يكرمك يا شيخ .
الشيخ : وإياك ، تقليدا للجامع الصحيح تبع البخاري .
الحلبي : أستاذنا تتميما للبحث يعني يذكر في بعض الكتب من كتب الإباضية ، إنه له ترجمة وأحيانا يطولون وأخذ عن فلان وراح وجاء وكذا ، فكيف نستطيع نجاوب عليهم في مثل هذا ؟
الشيخ : نعم ، هذا يذكرونه حسب طريقتنا نحن ، وليس لهم متصل بنفس الذي يذكر هذه الترجمة للربيع بن حبيب ، يعني نحن مثلا أي ترجمة نبغاها ، نعلوا بها ، حتى نصل إلى أقرب مصدر من المترجم ، هؤلاء بينهم وبين الربيع قرون ، مع ذلك يقولون ذكر فلان في كتاب كذا ، كتاب كذا يذكر شيئا ، لا سند له بينه وبين الربيع بن حبيب ، حينما يترجم له بما ترجم به طويلا وطويلا .
الحلبي : هذا عندي الذي في هذا الكتاب شيخنا ، المؤلف من القرن السادس ، ومترجم للربيع بن حبيب .
الشيخ : هذا هو .
الحلبي : تأكيدا لكلامك أستاذنا .
الشيخ : هذا أولا ، ثانيا : ليس فيه ما يتعلق بالتعديل والجرح ، ليس فيه بأنه ثقة ، وأنه حافظ وضابط كثير الرواية ، أو قليل الراوية ، بما هو معروف عندنا ، في كتبنا بالتفصيل فهذا كله يدل ، بالإضافة إلى أنه لم يذكر في كتب تراجم أهل السنة إطلاقا ، على أنهم يذكرون كما تعلم ، من كان ثقة من كان ضعيفا ، من كان كذابا ، من كان مجهولا ، فهذا الرجل مغمور بالمرة ، ليس له ذكر في كتب تراجم علماء السنة ، فهذا يؤكد أن الذين الآن في العصر الحاضر ، يريدون أن يظهروا هذا الشخص ، فليس لهم مراجع عالية ، وإنما يرجعون إلى بعض المؤرخين ، بينهم وبين المترجم ، قرون طويلة ،و لذلك فمع خلو هذه الترجمة عن التوثيق ، وعن بيان مرتبته في الضبط والحفظ ، فهي عبارة عن مراسيل ، بل ومعاضيل لا سنام لها ولا خطام كما يقولون ،والآن كتاب المسند هذا ، أريد أن ألفت النظر إلى أن أول ما يقرأ الإنسان في هذا الكتاب ، يجد ما يأتي مما يدل أن هذا الكتاب ، كأنه غير صحيح النسبة إليه ، لأنه أحيانا ، تجد روايات لا علاقة لها بالربيع متأخرة عنه ، لكن لنبدأ بأول حديثنا ، قال الربيع بن حبيب ابن عمرو البصري ، من الذي قال قال ؟ إذا هذا السند منقطع ، يعني عادة علماء الحديث ، لما يروون كتاب مثل هذا يذكروا هنا في المقدمة ، سمعه فلان ، وهذا عن فلان ، وهذا عن فلان ، إلى أن يتصل بالمؤلف ،وأخر واحد هو الذي كتب هذا خطه ، أو سماعه للكتاب عن شيخه وشيخه ، عن شيخه هكذا إلى المؤلف ، هنا نفاجأ قال الربيع بن حبيب ، من الذي قال قال الربيع بن حبيب ؟ أين الإسناد ؟ لا سند ، فإذا هذا منقطع لا قيمة له ، اي لو كانت أسانيد الربيع كلها صحيحة ، والربيع نفسه هو ثقة وحافظ ، لكن لا سند إليه ، فسقط الكتاب كله بالكلية ، مثل كتاب التوراة والإنجيل الآن ، لأنه كتاب التوراة والإنجيل ، ما فيه أسانيد باعترافهم ، بعد هذا فيها تناقض كثير وكثير جدا ، فما قيمة هذه الكتب ؟ لا شيء أيضا هذا الكتاب لا شيء ، الربيع بن حبيب ما يقول ، حدثني أبو عبيدة مسلم ابن أبي كريمة -يرحمك الله - ، أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة هذا قالوا عندنا مجهول ،و ذكره ابن حبان في الثقات فقط ، هذا أول شيخ بدأ فيه ، عندنا مجهول ، يعني غير مشهور بالرواية والعدالة ، فلا قيمة لمثل هذه الراوية ، نجيء هنا في الداخل تجد أحاديث هم لا يؤمنون بها ، يقول ( ثم يقال لي يا محمد اشفع نشفعك ) ، ما فيه عندهم شفاعة ، هم لا يؤمنون بها ، أي نعم ، بعد هذا في عندك أحاديث يقول لك ، جابر بن زيد ، ما قال حدثني أبو عبيدة عن جابر ، لا رأسا مقطوع قال جابر بن زيد هذا رقمه ألف وخمسة ، لما نزلت هذه الآية (( وأنذر عشيرتك الأقربين )) ، إلى آخره ، يعني تلاقي أشياء وأشياء تقطع بأن هذا الكتاب مجموع من هنا وهنا وهنا ، مثل كتاب ألف ليلة وليلة يعني ، مش يعني واحد مؤلفه ومرتبه ، وراويه روايات صحيحة ، انظر الآن هنا حديث عندنا موجود ، أبو سفيان عن الربيع بن حبيب ، هنا أبو سفيان عن الربيع بن حبيب ، هنا بالأول قال أبو عمرو الربيع بن حبيب من هذا أبو سفيان ؟ هات تلاقي أبا سفيان ؟ مجهول الهوية ، يقول عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب ، قال قال رسول الله ( لا يخرج من المسجد بعد النداء يوم الجمعة ، إلا منافق ، ألا رجل أخرجته حاجة وهو يريد أن يرجع فيصلي ) ، هذا معروف عندنا في كتب السنة مع ضعفه ، ما في يوم الجمعة ، إنما في الجماعة بصورة عامة .
الحلبي : وسعيد بن المسيب .
الشيخ : أي نعم
السائل : السلام عليكم
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، قال الربيع قال أبو عبيدة بلغني عن سعيد بن جبير بلغني ، جابر بن زيد قال ابن عباس ، شوف الذي أشرت آنفا ، قال وأخبرنا بشر المريسي ... .
الحلبي : حلو كملت .
الشيخ : رأيت المريسي معروف عندنا بأنه معتزلي قائل بخلق القرآن وجادله بعض أهل السنة ، هذا مات سنة مائتين وثمانية عشر ، هذا ليس له علاقة بالربيع بن حبيب ، الذي هو تابع تابعي في زعمهم عرفت كيف ؟ وعن من يروي ؟ عن محمد بن يعلي ، جهمي متروك الحديث ، قال أخبرنا الحسن ابن دينار ، انظروا هذه السلسلة العراطية عندنا في السورية ، ما عندنا في سلسلة ذهبية هذا بشر المريسي المبتدع الضال عن محمد بن يعلى جهمي متروك الحديث ، قال أخبرنا الحسن بن دينار كذبه أحمد ويحيى ثلاثة عن خصوب بن جحدر كذبه شعبة والقطان وابن معين عن إسحاق بن عبد الله أن الحارث بن نوفل إلى آخره ، هذا أولا سند ليس له علاقة بالربيع ، فمن الذي أدخله في هذا الكتاب ؟ غير الربيع ، فإذن هذا كشكول مجموع من عدة روايات ، أنا كنت عملت دراسة الحقيقة لهذا الكتاب ... .
الحلبي : أيام بليق شيخنا ؟
الشيخ : أيام بليق لا ، قبل في الشام
الحلبي : عجيب
الشيخ : في الشام لأنه في واحد مسكين ، هكذا ولد طرطور هكذا يقولون عندنا في الشام ، يعني يريد يظهر شيء مثل ما أنت شايف بعض الشباب ، جاء لعندي في الدكان وسألني عن هذا الكتاب قلت والله ما سمعت به ، وفعلا ما كان عندي خبر عنه ، رجعت على المكتبة الظاهرية .
الحلبي : شيخنا يجوز أكثر من ثلاثين عام !
الشيخ : هو كذلك ، رجعت للمكتبة الظاهرية وراجعت الفهارس فوجدته ، أخذته وراجعته وإذا فيه العجائب التي عم أحكي لكم الآن بعضها ، هنا ما يقول يقول الربيع أخبرنا بشر عن إسماعيل ، فهذا بشر أقول أنا هنا ، الظاهر أنه اسماعيل بن علية ، لأنه هو يروي عن اسماعيل بن علية ، عن داوود بن أبي عقيل أو عقيل عن أبي هند ، أيضا مما وجدته الآن هذا يذكرني إنه في أخطاء عجيبة في هذه الأسانيد ، أسماء مذكورة في السند ، ليس لها علاقة بالأسانيد ،لماذا ؟ لأنهم ليس عندهم رواية موثوقة بها ، آخذها محدث عن محدث عن محدث ، كما هو الشأن عند أهل السنة ، الحقيقة هذا كتاب كان مهجورا ، كان غير معروف ، أرادوا الجماعة وقد انتشرت الكتب يطبع فيها في المطابع هذه ما هب ودب ، يريدون يظهروا للناس إنهم على شيء ،وليسوا على شيء ، فما عندهم غير هذا الكتاب ، هذا الكتاب إذا درسه رجل عالم متجرد ، خليه يكون أوروبي كافر ، سوف يحكم بأن هذا الكتاب لا يعتمد عليه لما يجد فيه من اضطراب في الرواية ، وتداخل أسانيد بعضها في بعض وانقطاعات ونحو ذلك ، فإذن نقول الكلمة هذه التي جاء السؤال فيها ، الحقيقة هي تبرير وتسليك لواقع الفرق الإسلامية الفقيرة في الرواية ، ولذلك أي كتاب في الفقه المخالف لفقه أهل السنة ، تجدهم يحتجون بأحاديث أهل السنة ، لأنهم فقراء ليس عندهم مراجع يعتمدون عليها ، هذا ما يمكن الجواب عما سبق ، الآن أعطينا السؤال الثاني .
الحلبي : جزاك الله خيرا
الشيخ : وإياك .

مواضيع متعلقة