هل جماعة جهيمان التي قتلت في المسجد الحرام المكي خوارج أو بغاة.؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل جماعة جهيمان التي قتلت في المسجد الحرام المكي خوارج أو بغاة.؟
A-
A=
A+
السائل : بالنسبة للجماعة التي هلكت في الحرم المكي بقيادة جهيمان العتيبي فقد جاءت في رسالة " الولاء والبراء " للأستاذ عبد الرحمن عبد الخالق وصفه له الجماعة أنها من الخوارج، فما رأيكم في إطلاق هذا الوصف وهل هم فعلاً من الخوارج لأن ابن تيمية رحمه الله قد ذكر شرطًا في كتابه مجموع الفتاوى بين البغاة والخوارج، وإذا ما طبقت هذا الشرط يلاحظ أن هذه الجماعة من صنف البغاة ولا يصح إطلاق لفظ الخوارج عليهم والله أعلم ؟

الشيخ : فلا شك أن هؤلاء ليسوا خوارج لأن كلمة الخوارج تحمل في طاوياها منهجًا خاصًا وطريقًا تبنته هذه الطائفة خالفوا الشريعة والكتاب والسنة في كثيرٍ من النواحي ولذلك أخذوا هذا الاسم الخوارج، ليس لمجرد أن يخرجون على الأئمة بل يخرجون عن نصوص الكتاب والشرعية فليس هناك طائفة من أهل السنة يتبنون عقيدة أهل السنة مائة في المائة لكنهم شذوا فخرجوا على الحاكم المسلم فيقال لهم مع كونهم خرجوا لا يقال لهم إنهم من الخوارج لأن كلمة الخوارج لها دلالة خاصة تحمل في طاوياها انحرافات كثيرة وعديدة غير انحراف الخروج عن طاعة الحاكم وإثارة الفتن بين الحكام وبين المسلمين، فلا شك أن جهيمان هذا لا يمكن أن نعتبره أنه كان من الخوارج، أما أنه خرج خرج لكن ما في تلازم بين كونه خرج وبين كونه من الخوارج، في اللغة العربية يقال فلان إذا حكّم في مسألة من المسائل فحكم حكمًا شرعيًا بأنه عدل، أو حكم حكمًا غير شرعي يقال: بأنه ظلم، لكن في كلٍ من الحالتين لا يقال في الأول عادل، حاكم عادل، ولا يقال في الثاني: حاكم ظالم ، بمجرد أن الأول عدل في قضيةٍ واحدة، والآخر أساء وظلم في قضيةٍ واحدة، وإنما ينظر فيما يغلب على هذا الإنسان، نحن نعرف من التاريخ الأول أن الحجاج بن يوسف الثقفي مضرب مثل في الظلم والجور وقتل النفوس البريئة وحسبه أنه قتل سعيد بين جبير من كبار علماء التابعين ورواة الحديث، ترى ؟ هذا الحجاج الظالم ما عدل يومًا ما في قضيةٍ ما؟ لا بد أنه عدل كثيرًا كثيرًا لكن ما هو الذي غلب عليه؟ غلب عليه الظلم وبه عرف. فهؤلاء الجماعة الذين خرجوا وأثاروا فتنة الحرم المكي وهم بلا شك في ذلك كانوا مخطئين أشد الخطأ، ما خرجوا في شيء آخر ولا تبنوا عقيدة الخوارج فيما يتعلق مثلاً بتكفير المذنب المرتكب الكبيرة، ما تبنوا عقيدة الخوارج التي تقول بأن الله لا يرى يوم القيامة أو في الآخرة.

بينما أهل السنة يقولون يراه المؤمنون بغير كيفٍ وتشبيهٍ وضرب للمثال، فتسميتهم خوارج في مبالغة في الطعن في هؤلاء وحسبهم أنهم بغوا واعتدوا في هذا الخروج وكانوا سببًا لسفك دماء بريئة من كلٍ من المسلمين الذين كانوا في ذلك الحرم مهاجمين أو مدافعين أو مسالمين، هذا رأيي بالنسبة لهذا السؤال، يعني أحطت بالإجابة عن السؤال ولا بقي شيء هناك... .

السائل : جزاك الله خيرا .

الشيخ : وإياك إن شاء لله وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .

سبحانك الله وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أن أستغفرك وأتوب إليك.

مواضيع متعلقة