السائل :

حديث لعن الله زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد.. حديث عائشة .

الشيخ :

يجب قبل كل شيء أن تعلم أن الحديث روي بلفظين اثنين لعن الله زوارات القبور ولعن الله

زائرات القبور واللفظ الأول جاء هكذا جملة مستقلة لعن الله زوارات القبور ليس قبلها شيء ولا

بعدها شيء أما اللفظ الآخر لعن الله زائرات القبور فهذه لها تتمة لعن الله زائرات القبور

والمتخذين عليها المساجد والسرج هذا اللفظ الثاني في هذا السياق والتمام والكمال ضعيف

الإسناد فإذا قلت سائلًا لعن الله زوارات القبور لا تقل مع هذه الجملة والمتخذين عليها المساجد

والسرج لأنه هذه التتمة إنما هي تتمة الرواية الثانية لعن الله زائرات القبور وهي رواية ضعيفة

والإشكال أنك تسأل كيف التوفيق بين هذا الحديث باللفظ الصحيح لعن الله زوارات القبور وبين

قول السيدة عائشة رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أنا زرت القبور فماذا

أقول الجواب أن قوله عليه السلام لعن الله زوارت القبور هذه صيغة مبالغة تفيد اللعن لمن تكثر

زيارة القبور من النساء فهذه النسوة الآتي يتخذن عادة لهن وديدناً زيارة القبور هن في الواقع لا

يقصدن من مثل هذه الزيارة ما كانت تقصده السيدة عائشة حينما أرادت أن تزور ولذلك سألت

الرسول ليعلمها ماذا تقول أنا ضمين وقمين أننا لو أخذنا مليون امرأة مسلمة اليوم هذا إذا ما قلنا

الرجال احترامًا للرجال وسألناهن وإن شئتم قلتم سألناهم ما هو صيغة السلام إذا مر المسلم

بالمقابر أو ذهب لزيارتها فما الذي يقول سوف لا تجد واحدة وان شئت قلت واحدا يعرف

جواب هذا السؤال لماذا لأنهم جميعا نساءاً ورجال ليس همهم تطبيق الشريعة وإنما المقصود من

هذه الزيارة هو إما دفع شعور يشعر به الإنسان أنه مات أبونا مات أخونا مات صديقنا وما رحنا

زرناه ما يخطر في باله أنه هو رايح يفيد نفسه ويفيد قريبه يفيد نفسه فإنها تذكره بالآخرة كما

أشار الحديث إلى ذلك يفيد المزور بأن يدعوا له ويقول كما قال أسأل الله لنا ولكم العافية في

آخر الحديث فالتوفيق بين الحديثين إذًا زوارات القبور اللآتي يقصدن زيارة لا للسلام ولا

للاعتبار فإذا كانت تقصد السلام والاعتبار فهنا حديث عائشة إذا أنا زرت القبور ماذا أقول وإذا

كانت تقصد سوى ذلك فهناك حديث حسان بن ثابت وغيره لعن الله زوارات القبور تفضل .