التوحيد الذي كان عليه المشركون - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
التوحيد الذي كان عليه المشركون
A-
A=
A+
خلق السموات والأرض وخلق في جملة ما خلق تلك الآلهة التي اتخذوها آله من دون الله عز

وجل وكانوا إذا يعترفون أنها من خلق الله عز وجل حتى كانوا من ضلالهم القديم حينما كانوا

يطوفون حول الكعبة يقول قائلهم لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إلا شريك تملكه وما

ملك هذا اعتراف منهم بالربوبية إنوا هؤلاء الذين يدعونهم من دون الله مملوكون لله تبارك

وتعالى فكان هذا منتهى الضلال أنهم نادوا وعبدوا غير الله عز وجل وهم يعلمون أنهم عباد الله

أمثالهم ، هناك فرق من ناحية العلم والمعرفة باللغة العربية جماهير المسلمين اليوم خاصة

العامة لا يفهمون المعنى الصحيح للكلمة الطيبة لا إله إلا الله أما المشركون فكانوا يعرفون

المعنى إلا أن هنا فرقان متقابلان المسلمون يقولون لا اله الا الله لأنهم يعلمون حقاً أنه لا يصير

المرء مسلما إلا بأن يشهد فيقول لا إله إلا الله فهم يقولون هذه الكلمة الطيبة أما الكفار المشركون

فهم لا يقولونها فهما متناقضان المسلمون يقولون لا إله إلا الله والكفار لا يقولون لا إله إلا الله

لكن الكفار المشركون يعرفون معنى هذه الكلمة لذلك لم يقولوا بها أما هؤلاء المسلمين فهم

يقولون بها ولكن لا يعرفون معناها المشركون عرفوا معناها فجحدوا هذا المعنى المسلمون

جهلوا هذا المعنى فنقضوه بأعمالهم ولو علموا لتم إسلامهم ولذلك الخطر يكمن في واقع

المسلمين اليوم بجهلهم بحقيقة معنى لا إله إلا الله وإلا فقد اشتركوا مع المشركين في الشرك

بمعنى الألوهية ، المشركون ( إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ) ليش لأنهم يعلمون أن

إيمانهم بلا إله إلا الله يستلزم منهم الكفر بكل الآلهة التي كانوا يعبدونها من دون الله ولذلك

أنكروها أما المسلمون في الوقت الذي يقول أحدهم لا إله إلا الله فهو لا يرى حرجاً أن يأتي

الميت ويناديه من دون الله ويستغيث به من دون الله وينذر له مع الله ويذبح له مع الله كل هذا

يفعله ولا يحس مطلقا بأن هذا ينافي قوله لا إله إلا الله بينما المشركون كانوا يحسون ويعلمون

تماماً أن ما يفعلون من الشركيات ينافي هذا التوحيد لذلك جحدوه كما قال تعالى ( وجحدوا بها

واستيقنتها أنفسهم ) فهذا التوحيد كانوا هم يعرفونه أنه مما دعاهم إليه الرسول صلى الله عليه

وسلم فأنكروه لذلك يجب علينا نحن أولاً أن نفهم هذه الشهادة على وجهها الصحيح ثم أن نبلغ

ذلك إلى غيرنا فنحن مسؤولون ليس فقط عن أنفسنا بل وعن من حولنا من أبناء وآباء وأقرباء

ونحو ذلك ، علماً بأن أكثر المسلمين اليوم فهمهم لهذه الكلمة فهم لمعنى توحيد الربوبية فقط

وهذا خاطئ فاحش جداً وإنما عليهم أن يفهموا من هذه الكلمة الطيبة أنها تتضمن ثلاثة أنواع من

التوحيد توحيد الربوبية وهو الذي كان يؤمن به المشركون ليس إلا ، والتوحيد الثاني توحيد

العبادة وهو أن لا يعبد مع الله أحد في أي نوع من أنواع العبادات ومن جهل المسلمين اليوم أنهم

يتوهمون أن العبادة التي إذا صرفت لغير الله عز وجل تكون كفراً هي فقط أن تسجد لغير الله أن

تصلي لغير الله هكذا ضيقوا معنى التوحيد في العبادة حصروها في الصلاة وفي السجود الذي

هو جزء من أجزاء الصلاة لكنهم لا يعلمون أن الذبح لغير الله هو مثل السجود لغير الله فلا جرم

أن الله عز وجل قرن الذبح مع الصلاة فقال عز وجل ( قل إن صلاتي ونسكي ) أي ذبيحتي ـ

(ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له ) فهذا الذبح لغير الله هو مثل إذا صلى المسلم

لغير الله فكما أن هذه الصلاة تعتبر شركاً لله عزوجل في العبادة كذلك كل العبادات ومن ذلك

الذبح يعتبر شركاً مع الله عز وجل لمن ذبح له وهكذا المناداة لغير الله فمن نادى غير الله فقد

عبده من دون الله ولذلك ربنا عز وجل ذكر في أكثر من آية وأفاد أن الدعاء هو الشرك إذا ما

وجه لغير الله عز وجل ( إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم ) تدعون بماذا يفسر ذلك

بعض المتأخرين تدعون بمعنى تعبدون فقط بينما هي على بابها إن الذين تدعون أي تنادونهم

من دون الله فإذا صلى لهم أنهم يدعولك جمع صلاةً فيها أنواع من العبادات فمن دعى غير الله

عز وجل فقد عبده من دون الله عز وجل فلا جرم أن الله عز وجل فرض على المسلمين أن

يقرأو الفاتحة في كل ركعة من الصلاة وفيها قولنا ( إياك نعبد وإياك نستعين ) فالاستعانة بغير

الله عز وجل هو كالعبادة لغير الله عز وجل ولا فرق بينما كثير من المتأخرين اليوم كالنبهاني

وأمثاله الدجوي وأمثاله يفسرون العبادة ( إن اللذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم ) أي

الدعاء عبادة أو هي العبادة المطلقة نحن نقول كما قال عليه الصلاة والسلام الدعاء هو العبادة

وتلى هذه الآية ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون

جهنم داخرين ) الدعاء هو العبادة عكس ما يقول الكثير من المشايخ اليوم الدعاء هو العبادة

يعني أن من وقف على عرفات ولم يأتي بشيء آخر من أركان الحج بأن حجه صحيح وإنما

يعني أن أُسس أركان الحج هو الوقوف في عرفة كذلك قول الرسول عليه السلام الدعاء هو

العبادة يعني أسس العبادات كلها هو هذا الدعاء فإذا المسلم توجه بدعاء إلى غير الله عز وجل

قال يا باز أغثني يا باز انصرني يا باز أعني فقد توجه بأعظم عبادة إلى غير الله عز وجل

ومعنى ذلك أنه كفر وأشرك بالله شرك العبادة لا يفيده شيء كما يريد بعض المشايخ أن يخلصوا

هؤلاء من هذه الضلالة الكبرى يقول بعض المشايخ يا أخي هو يعلم ويعتقد أنه لا ينفع ولا يضر

اسئله اسئله هذا المستغيث بالميت تعتقد أنه يضر وينفع بيقلك لا ، لا بضر ولا بنفع فإذاً ليش عم

بتناديه من دون الله إذا كان لا يضر ولا ينفع فلا تناديه ، لا واسطة إذاً بينفع فقوله لا ينفع جحد

لواقع أمرهم تماماً واستكبار على النصوص من الكتاب والسنة لولا أنهم يعتقدون أن مناداتهم

لغير الله عز وجل من الأولياء والصالحين ينفع عندهم ما ... من دون الله تبارك وتعالى ولذلك

فهم يفرقون بين من يجزمون بأنه لا ينفع فلا يجوز مناداته من دون الله عز وجل وبين من

يتظاهرون بأنهم يعتقدون أنهم لا ينفعون فهم ينادونهم من دون الله لأن الحقيقة أنهم يعتقدون أنهم

ينفعونهم مع الله عز وجل وقد ذكرت لبعض إخواننا قصة غريبة جداً وقعت بيني وبين أحد

المشايخ ـ صلينا الجمعة في مسجد في الطريق ما بين حلب واللاذقية ثم بعد الصلاة ذهبنا إلى

بيت هذا الامام وجرى الحديث حول التوحيد وصلنا إلى موضوع الاستغاثة بغير الله وإذا به

يقول ما فيها شي والحجة في ذلك أن هذا المستغيث بغير الله عز وجل هو يعتقد أنه هذا الميت

لا يضر ولا ينفع فقلنا له إذا لمذا يناديه من دون الله عز وجل إذ كان يعتقد حقيقة بقرارة قلبه أن

هذا الميت لا يضر ولا ينفع لماذا يناديه من دون الله عز وجل قالوا من باب التوسل قلنا باب

التوسل لا يستلزم مناداة المتوسل به وإنما ينادى المتوسل إليه وهو الله تبارك وتعالى هذه مسأله

أخرى يارب ارحمني بجاه الرسول عليه السلام هذا لم يستغث بغير الله ولم ينادي غير الله كل

ما في الأمر أنه أدخل وسيلة غير مشروعة لكن الذي يقول يا باز أغثني هذا قد توجه بأعظم

عبادة ألا وهو الدعاء إلى غير الله تبارك وتعالى فهذا ليس توسلا انتم تسمونه توسلا من باب

يسمونها بغير اسمها ثم كشفت له عن الحقيقة حينما قلت له اذا كنتم تعتقدون أن هذا الميت الذي

يستغاث به من دون الله لا يضر ولا ينفع فهل ترون مانعاً من أن يكون هذا المستغيث كاشفاً عن

ما في نفسه كما تقولون أن يقول في دعائه يا باز يامن لا يضر ولا ينفع أغثني يجوز ؟ قال

يجوز يا باز يامن لا يضر ولا ينفع أغثني قلت له وانا جالس بجنب الجدار هل من مانع أن

يقول يا جدار يامن لا يضر ولا ينفع أغثني هل يجوز قال لا يجوز قلنا له إذا في فرق بين القولة

الأولى والقولة الأخرى هذا يدل على ان الذي يستغيث بالباز أنه لا يضر ولا ينفع وإلا شو

الفرق بينه وبين الجدار فهو فرَّق حتى في القول ونحن لا نفرق لا قولاً ولا عقيدة فلا يجوز أن

يقول يا باز يامن لا ينفع ولا يضر أغثني ولا يجوز أن يقول يا جدار يا من لا ينفع ولا يضر

أغثني لأن لا هذا يغيث ولا ذاك يغيث وهذا الطلب هو إشراك لله عز وجل في العبادة لذلك فمن

معاني لا إله الا الله ان لا نعبد مع الله أحداً والمعنى الثالث للتوحيد نعم .

السائل:

الجماعة نعسوا .... لا توحيد الصفاة أنا أرى بحث هام يحتاج إلى جلسة ... نكتفي الآن بهذا

الشيخ :

صحيح

السائل :

فلذلك نأخذ ربع ساعة استراحة فرصة يتنشطوا فيها الشباب بعدين بنرجع للدرس ، فرصة

استراحة شوا بساوو طلاب الجامعة لمن بيأخذوا استراحة بتحدث كل اثنين لحال .....

مواضيع متعلقة