استشكال السَّائل عن المرتبة الوسط التي هي بين الاجتهاد وبين التقليد التي يقرِّرها الشَّيخ ، وهي مرتبة الاتِّباع . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
استشكال السَّائل عن المرتبة الوسط التي هي بين الاجتهاد وبين التقليد التي يقرِّرها الشَّيخ ، وهي مرتبة الاتِّباع .
A-
A=
A+
السائل : بالنسبة لكلامكم أعتقد أنه قد يكون الاختلاف ... بينكم وبين الكثيرين لو وُضِّحت بعض الأمور أنتم تقولون أن هذا العالم إذا روى حديثًا يفهمه ... لكن أنتم ... حين ذاك وهو شرط ... كما تقولون ... عمل ... من أهل العلم بعض النصوص من أهل العلم ... حين ذاك بلا شك أنه ... لا يعني بحال خروجه عن التقليد ، وإلا أنتم توافقون على هذه النقطة ، بل يبقى مقلدًا ، وليبق مقلدًا ... .

الشيخ : عفوًا ، أنا قلت مقلدًا زائد ... دائمًا مقلد زائد ... خير من مقلد زائد صفر ؛ فأرجو هذه أن يُدندن حولها .

السائل : نعم ، أعتقد ... .

الشيخ : طيب ، تفضل .

السائل : حكينا مرتبة كأنك تقول أنُّو هناك ثلاث مراتب .

الشيخ : أنُّو هناك إيش ؟

السائل : ثلاثة مراتب .

الشيخ : تفضل .

السائل : مرتبة اجتهاد ، مرتبة تقليد ، ومرتبة وسط ... أكثر من كلامي أنا تسمِّيها اتباع .

الشيخ : وذلك ما صرَّح به ... .

نعم .

السائل : فنحتاج أوَّلًا إلى مَن صرَّح من أهل العلم من قبلك بهذه المرتبة ، ثانيًا : أن ... يعطيها معنى ... بأنها على العمل بالحديث بشرط أن يعمل به علماء سابقون ، وهذا يعني بطريقة أخرى أنه قلَّد إمامًا مع معرفة دليله ، ولم يخرج عن التقليد . قلَّد إمامًا .

الشيخ : هذا المقلَّد ... ؟

السائل : ... .

الشيخ : تفضل .

السائل : ... الذي بَقِيَ مقلِّدًا ، وأن ... المرتبة الثالثة إما أنه أحاط بالمسألة التي يبحث بها بكل أدلتها وكل وجوه الاستنباط فيها ؛ فكان مجتهدًا في هذه المسألة ، أو أنه عاد لأدلته ... إلى عمل أهل العلم ؛ فكان مقلدًا بخصوص هذه المسألة .

الشيخ : نحن عندنا ... شوية ، تسمح قليلًا ؟

السائل : تفضل .

الشيخ : عندنا حديث قلنا : نص ؛ مش استنباط .

السائل : ... .

الشيخ : لا ، أنت ... تقوله أنُّو مُستنبَط وإلى آخره ، البحث الآن بالنسبة لهالطائفة هو حديث نص في الموضوع لا يحتاج إلى استنباط ، ومع كونه نص في الموضوع هو له ضمان أن لا يقع في الخطأ المغفور بخطئه أن بعض الأئمة السابقين سبقوه إلى العمل بهذا الحديث ، فهنا لا يرد موضوع الاستنباط ؛ لأنُّو هذا وظيفة المجتهد .

السائل : صدقت .

الشيخ : طيب ، حينئذٍ يأتي قولك : لا معنى له ؛ نحن نقول : مقلد زائد عَلِمَ حديثًا ووافق مُقلَّدَه خير من مقلِّد لم يعلم حديثًا ؛ هذه قضية بدهية .

السائل : نعم ، لكن بَقِيَ الحالتين .

الشيخ : معليش ، بس أريد أن أفهم كلمتك " لا معنى " ؛ إيش : لا معنى ؟

السائل : أي : لا تُخرِجَه إلى المرتبة الثالثة بدل قضية التقليد .

الشيخ : هو الآن - ولا مؤاخذة - لح يصير في عندنا خلاف بالألفاظ .

السائل : عفوًا ، أنا قلت : الأول .

الشيخ : اسمح لي شوية ، اسمح لي شوية .

السائل : نعم .

الشيخ : أنا ما تهمني الألفاظ بقدر ما تهمني الحقيقة .

السائل : وهي ؟

الشيخ : هي : مقلد زائد صفر خير أم مقلد زائد حديث ؟

السائل : مقلد زائد مع ... .

الشيخ : جميل جدًّا ، فهذا بقى هذا وقع ماذا نسمِّيه ؟

السائل : مقلد إمام مع معرفة دليل إمامه .

الشيخ : جميل جدًّا ؛ إذًا إذا زيد من الناس ولا تنسَ سؤالك السابق ؛ إذا زيد من الناس سمَّى هذا النوع مقلد اتَّبع دليل إمامه ؛ هالجملة هذه على سبيل الاختصار سمَّاها اتباعًا ؛ أيُّ شيء في هذا ؟

السائل : ... .

الشيخ : إذا سمحت ، أيُّ شيء في هذا ما دام القصد التعبير عن حقيقة معترف بها ؟ هذه الحقيقة المعترف بها أنت صرَّحت بذلك ؛ وهو مقلد زائد عالم بدليل الإمام خير من مقلد زائد صفر ، وسميت هذا متَّبع لإمامه ، أنا ما أخالفك في هذه التسمية ؛ لأن التسمية والألفاظ كلها وسائل للتعبير عمَّا في القلب .

السائل : عظيم .

الشيخ : جميل ، لكن بقى أنا أرى أن تقابِلَني بالمثل ، ولا تجعل المسألة هامة جدًّا ما دام اصطلاح لفظي ، ولست أعني هذا أني سوف لا أجيبك عن سؤالك : " مَن قال بالاتباع ؟ " ، الذي هو مرتبة وسطى بين التقليد وبين الاجتهاد ، أنت سألت هذا ، أنا سأجيبك على هذا ، لكن أقول لك بكل صراحة هذا سؤال بمسائل لفظية ، نحن نريد منك أن تكون معنا على هذا الحق وهو أن المقلد زائد حديث خير من مقلد زائد صفر .

السائل : وفي كلاهما خير .

الشيخ : كلاهما خير ، لكن ( المؤمن القوي أحبُّ إلى الله وأفضل من المؤمن الضعيف ، وفي كلٍّ خير ) ، لكن بقى في خير أسمى وفي خير أدنى ، فبحثُنا الآن في الأعلى وليس في الأدنى ، وهذا الذي أنا أُفصِح عنه بقولي : مقلد زائد صفر دون مقلد زائد حديث ، وهذه الحقيقة متفقون عليها ؛ فأرجو أن لا يبقى بقى هناك خلاف لفظي ، خلاف لفظي محض ، مع ذلك يعني ... عند سؤالك أقول لك : هذا الاصطلاح - بارك الله فيك - معروف عند العلماء ، كيف ذاك ؟ يعني الرجل المسلم الذي ليس بعالم إذا عرف دليل القول الذي اتَّبعه أوَّلًا كما اتفقنا - والحمد لله - هذا خير من الذي لم يعرف الدليل ، ثانيًا : هذا يُسمَّى متَّبعًا .

سائل آخر : مقلد جماعة .

الشيخ : نعم ؟

سائل آخر : يُسمَّى مقلد .

الشيخ : لا ، هذا مقلد وهذا مقلد ، بس نحن نقول : مقلد زائد عالم بدليل الإمام .

سائل آخر : بس لا يخرج عن كونه مقلد !

الشيخ : ما يهمنا ... ما يهمنا ، لكن هذا متَّبع .

السائل : نلاحظ هذا ؛ هذا متَّبع مرتبة ثالثة ، من أين أتينا ؟

الشيخ : هذه مرتبة وسطى .

السائل : مرتبة وسطى .

الشيخ : نعم نعم .

السائل : معنى العدد ، وليس معنى الترتيب .

الشيخ : هذه من كتاب الإمام ابن عبد البر ، عرفتموه ؟

السائل : القرطبي .

سائل آخر : ... .

الشيخ : لا ، " فضل العلم وبيانه " ، وهذا الكتاب مطبوع من عشرين ثلاثين سنة ، وهو من أئمة الحديث والفقه ، فهو يصرِّح بهذه المرتبة مرتبة الاتباع ، لا هي تقليد محض ... - أيضًا - سوف توافقنا على هذا التقليد مأخوذ من القلادة ، فهو يسأل العالم فيفتيه فيقلِّده ، هكذا ؛ لذلك هم لاحظوا الواقع بين الناس ، كما أنُّو في مجتهدين وفي مقلدين في طبقة وسطى ، وهذه الوسطى ممكن كمان تقسيمها إلى طبقات ، يعني ... كثرة الاتِّباع وقلة الاتِّباع ، يعني قد يكون الإنسان مقلِّد مرتبة دنيا في كل المسائل ، لكن في مسألة واحدة عرف دليل الإمام ، فيكون هناك إنسان آخر في خمس مسائل ، وهكذا ؛ فدرجات هذه ، ما لنا في هذه التفاصيل . لكن مرتبة الاتباع نصَّ عليها العلماء منهم الحافظ حافظ المغرب " ابن عبد البر " في كتابه " فضل العلم وبيانه " . كذلك نصَّ على ذلك الإمام " أبو الحسن السندي " في شرحه للحواشي سنن النسائي وابن ماجه وغيرها ، كذلك الفُلَّاني في كتابه " إيقاظ الهمم " ، وهذا - أيضًا - مطبوع في مصر منذ عشرين سنة تقريبًا أو أكثر ؛ فبارك الله فيك كثيرون جدًّا الذين نصُّوا على هذا ، كذلك منهم " وليُّ الله الدهلوي " في كتابه " حجة الله البالغة " ، وفي رسالة خاصَّة له اسمها " تقليد الجيد لمرتبة الاتباع والتقليد " ، أو ما يشبه هذا ، رسالة صغيرة جدًّا مطبوعة في الهند ، هذا شيء منه كثير وكثير جدًّا .

السائل : يعني أنت تقول أن مرتبة الاتباع مرتبة - شيخ - متعارف عليها بين أهل العلم ومعلومة .

الشيخ : معلوم .

السائل : وأنهم كلهم لم يُتبِعُوها بتفصيل معيَّن يُرجع هذه المرتبة إلى إحدى المرتبتين ؛ لأن كلهم كانوا يتوقَّفون عندها كمرتبة نهائية ولا يأتوا بتفصيل ؛ هذا التفصيل إما أن يُرجِعُوه إلى مرتبة في هذه المسألة فيُلحَق بالمجتهدين فيها ، أو يُرجعه إلى مرتبة التقليد .

الشيخ : ها هو الذي ذكرته لك ؛ تقليد زائد صفر دون تقليد زائد حديث .

السائل : هذا بحث - شيخ - وضع أن المتَّبع أن الاتباع هي مرتبة وسطى جديدة لها مواصفاتها ورجالاتها الخاصة ، وأنها تُخرجه عن اسم مقلد وتعطيه مرتبة جديدة هي حسب ما تقولون هي قول أكثر أهل العلم ، يجب أن نقول ... .

الشيخ : أنا ما أقول أكثر ، ولا يهمني الأكثرية ؛ لأنُّو أنا بيَّنتُ لك أن هذا بحث في مناقشة في ألفاظ ؛ لأن الحقيقة .

مواضيع متعلقة