تتمة شرح حديث أنس رضي الله عنه قال : ( ... كان له ابن مسترضع في ناحية المدينة وكان ظئره قينا وكنا نأتيه وقد دخن البيت بالإذخر أو بإذخر فيقبله ويشمه ) - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تتمة شرح حديث أنس رضي الله عنه قال : ( ... كان له ابن مسترضع في ناحية المدينة وكان ظئره قينا وكنا نأتيه وقد دخن البيت بالإذخر أو بإذخر فيقبله ويشمه )
A-
A=
A+
الشيخ : فيقول ( وكان ) أي الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - ( له ابن مُسترضَعٌ في ناحية المدينة ) كان له ابن وهو إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - كما في رواية في هذا الحديث للإمام مسلم في صحيحه ( وكان له ابن مسترضع في ناحية المدينة ) أي أعطاه لامرأة ترضع له ابنه هذا إبراهيم عليه وعلى أبيه الصلاة والسلام ( وكان ظئره قينًا ) هذه ألفاظ عربية مهجورة مع الأسف ولذلك فمن الصفات التي يستفيدها دارس الحديث اللغة العربية فضلًا عن القرآن الكريم فيقول أنس عن هذا المسترضع أي عن إبراهيم بن محمد صلى الله عليهما أنه لما كان مسترضعًا في ناحية المدينة ( كان ظئره قينًا ) أي كان زوج مرضعته فالظئر هو الزوج الأم التي ترضع الولد وكان ظئره قينا إذًا زوج المرضعة التي كانت ترضع إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - ابن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان قينا يعني حداد القين هو الحداد قال أنس ( وكنا نأتيه ) يعني نزور إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - وهو مسترضع لكن هالزيارة بأى تأتي تبعًا فتكون الزيارة في الظاهر لزوج المرضعة لكن هم لولا أن الرضيع لم يكن عند هذا القين أي الحداد ما أتوا إليه فيقول أنس : ( وكنَّا نأتيه ) يعني مع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ( وقد دخن البيت الإذخر ) وقد دخن البيت بالإذخر .الإذخر نبات معروف في الصحراء العربية دخّن البيت باعتباره حداد باعتباره بيشعل النار هناك منشان تحمية الحديد ومنشان تليينه للصنع فهو يدخن البيت بالإذخر وهذا كناية عن أن البيت كان مدخنا كله بما فيه حتى الثياب حتى الأشخاص ومن هؤلاء الأشخاص بطبيعة الحال إبراهيم المسترضع هناك يقول أنس ( وقد دخّن البيت بالإذخر فيقبِّله ويشمُّه ) أي مع وجود رائحة الدخان وطعم الدخان في هذا المكان وكما هو معلوم بالتجربة فالدخان يشمل الثياب ويشمل الأبدان فكان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - مع ذلك يقبّل ابنه الرضيع في ذلك المكان ويشمه يشم ريحته ريحته من الناحية المادية ريحة إذخر دخان من هذا النبات لكن الرائحة الفطرية التي يزرعها الله - عز وجل - في الأطفال الصغار ولا يحس بها إلا ذووه وأهله تتغلب على رائحة الدخان التي تكون قد عمت في ذلك المكان إذن بيت القصيد كما يقال في هذا الحديث هو هذه الجملة الأخيرة أن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - من رحمته بعياله وشفقته على أطفاله أنه كان يقبّل ابنه إبراهيم ولو كانت رائحته المادية كريهة . وهذا أمر قد فطر في الآباء والأمهات ويلاحظ حينما يكون هناك في المجلس ناس غرباء عن الطفل الرضيع أو أكبر من الرضيع ويكون لسبب ما أو أكثر وسخًا قذرًا ربما عم ... ريالته أو أكثر من ريالته فيستقبح النظر إليه كل من لديه إلا واحد من هؤلاء الحاضرين هو الأب أو الأم فيستظرف ذلك فيستحسنه هذه رحمة ألقيت في قلوب الناس الطيبين الصالحين . ومما يوضح هذا الحديث الذي يليه وإسناده صحيح عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ : أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وآله وسلم - رجلٌ وَمَعَهُ صَبِيٌّ ، فَجَعَلَ يَضُمُّهُ إِلَيهِ . فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( أَتَرحَمُهُ ؟ ) . قَالَ : نَعَم . قَالَ : ( فَاللَّهُ أَرحَمُ بِكَ مِنكَ بِهِ ، وَهُوَ أَرحَمُ الرَّاحِمِينَ - سبحانه وتعالى - ) .

مواضيع متعلقة