شرح حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ( ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش ولا البذيء ). - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
شرح حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ( ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش ولا البذيء ).
A-
A=
A+
الشيخ : والآن عندنا حديث صحيح السند مروي . عن عبد الله وعبد الله هنا هو عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - الصحابي البدري الجليل ، يروي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( لَيسَ المُؤمِنُ بالطَّعَّان ، وَلَا اللَّعَّان ، وَلَا الفَاحِشِ ، ولا البَذِيء ) .

هذا الحديث ليس بحاجة إلى شيء من التعليق أو البيان فهو بيِّن بنفسه ، ليس المؤمن بالطَّعَّان : يعني هذه صيغة مبالغة يطعن بالناس بغير حقٍّ ، علمًا بأن هذه الخصلة من أقبح الخصال وأفحش الأخلاق التي يُذم بها المسلم ويستحقُّ الدخول في النار ولو كان ما تخلَّق به من هذا الخلق السيء الطعن في الناس أقل من القليل ، ذلك لأن الرسول - عليه الصلاة والسلام - قال في الحديث الصحيح : ( لا يدخل الجنة مَن كان في قلبه مثقال ذرَّة من كبر ) الحديث طويل وذكرناه أكثر من مرة بتمامه ، فيه أن الصحابة سألوه أن أحدهم يحب أن ترى عليه ثياب حسنة ، وآخر نعال حسنة وثالث سوط يعني " كرباج " حسن ، فسألوه هل ذلك من الكبر ؟ كان الجواب في كل ذلك لا لا لا ، ( إنَّ الله جميلٌ يحبُّ الجمال ) . قالوا : إذًا ما الكبر ؟ قال : ( الكبر بطر الحقِّ ، وغمط الناس ) بطر الحق هو رد الحق بعد ظهوره ، وغمط الناس هو الطَّعن فيهم بغير حقٍّ ، فمن كان فيه خصلة من خصال هذا الكبر الذي وصفه الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - بأنه رد الحق بعد ظهوره أو الطعن بالمسلم بغير حق فهو لا يدخل الجنة ، لذلك فهذه الخصلة التي برّأ منها الرسول - عليه السلام - المؤمن من أفحش الخصال المذكورة في هذا السياق وهو الطعن ، فقال - عليه السلام - : ( ليس المؤمن بالطَّعَّان ولا اللَّعَّان لغيره ) ، أيضًا بدون سبب وقد فصلنا السبب فيما مضى عن اللعن فيما يجوز وفيما لا يجوز ثم قال : ( ولا الفاحش ولا البذيء ) ، الفاحش والبذيء تقريبًا بمعنى واحد وهو بذاءة اللسان والفحش في الكلام .

مواضيع متعلقة