شرح حديث أبي ذر رضي الله عنه : ( أي الأعمال خير ؟ قال : إيمان بالله وجهاد في سبيله ... ). - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
شرح حديث أبي ذر رضي الله عنه : ( أي الأعمال خير ؟ قال : إيمان بالله وجهاد في سبيله ... ).
A-
A=
A+
الشيخ : الباب الثالث عشر بعد المئة قال : " باب معونة الرجل أخاه " روى بإسناده عن أبي ذر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو حديث صحيح : قيل : أيُّ الأعمال خير ؟ قال : ( إيمان بالله وجهاد في سبيله ) . قيل : فأيُّ الرقاب أفضل ؟ قال : ( أغلاها ثمنًا وأنفسها عند أهلها ) . قال : أفرأيت إن لم أستطِعْ بعض العمل ؟ قال : فتعين صانعًا أو تصنع لأخرق . قال : أفرأيت إن ضعفت ؟ قال : ( تدع الناس من الشَّرِّ ؛ فإنها صدقةٌ تصدَّقَ بها على نفسك ) . هذا الحديث جمع خصالًا من خصال الخير ، وأهمُّها الإيمان بالله - عز وجل - ولكن هاهنا دقيقة من دقائق الشرع طالما غفل عنها كبار أهل العلم فنتج بسبب هذه الغفلة اختلاف كبير بينهم ذلك أننا نجد الرسول - عليه السلام - يسأل في هذا الحديث أي الأعمال خير ؟ فأجاب إيمان بالله وجهاد في سبيله فجعل الإيمان من العمل وهنا النكتة : المعروف عند الناس أن الإيمان عقيدة فقط ، بينما نجد الرسول - عليه الصلاة والسلام - في هذا الحديث يذكر جوابًا لمن سأله أي الأعمال خير ؟ وفي أحاديث أخرى أي الأعمال أفضل ؟ فيجيب أول ما يجيب بقوله : ( إيمان بالله ) فمعنى هذا أن الإيمان بالله عمل ، فهل الإيمان بالله - عز وجل - عمل أم عقيدة ؟ هذه هي النكتة التي يجب أن نقف عندها قليلًا لنوضحها لخفائها عن كثير من أهل العلم فضلًا عن غيرهم . الإيمان بالله - عز وجل - هو عمل كما قال الرسول - عليه الصلاة والسلام - في هذا الحديث وفي غيره ولكنه من أعمال القلب ، أما الجهاد في سبيل الله وغيره مما ذكر في أحاديث أخرى فهو من أعمال الجوارح ، فالإيمان هو من أعمال القلب هذه هي الحقيقة الشرعية التي يجب أن نتنبه لها وهي أن القلب له عمل وأن الإيمان الذي مقره القلب هو أيضًا من أعمال القلب ، ومن هنا يسهل على المسلم أن يفهم العقيدة السلفية التي تقول وتصرح بأن الإيمان يزيد وينقص ، وهذه العقيدة مستقاة من كتاب الله ومن سنة نبيه - عليه الصلاة والسلام - ، ففي كتاب الله غيرما آية تصرح بأن الإيمان يزيد : (( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ )) ، فما زادهم إلا إيمانًا فهذا نص بأن الإيمان يزيد كما قال - أيضًا - : (( وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا )) ؛ إذًا الإيمان يقبل الزيادة وكل شيء يقبل الزيادة فهو على العكس - أيضًا - يقبل النقصان من هنا جاءت العقيدة السلفية أن الإيمان يزيد وينقص ، ودليل زيادته العمل الصالح ودليل نقصانه العمل الطالح .

مواضيع متعلقة