التأليف بين حديث: - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
التأليف بين حديث:
A-
A=
A+
الشيخ : لذلك : ( بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة ؛ فَمَن تركها فقد كفر ) ، قد كفر بلا شك ، ولكن هذا الكفر تارةً يفسَّر بأنه كفر اعتقادي وذلك حين يشارك الكفار في إنكار مشروعية الصلاة كما هو حال بعض المنحرفين من الشباب الناشئ اليوم ، وتارة يفسر هذا الكفر بأنه كفر عملي وليس كفرًا اعتقاديًّا وهذا خاص بالذين يشاركون المسلمين جميعًا في الإيمان والتصديق بشرعية هذه الصلوات ، ولكنه يخالفهم بأنه لا يصلي معهم ، إما دائمًا لا سمح الله ، وإما في بعض الأحيان .فإذا هذا الإنسان أنكر شرعية الصلاة صار كفره كفرًا اعتقاديًّا عمليًّا ، وحينئذٍ يكون الحديث في حقِّه على ظاهره ، فمن ترك الصلاة فقد كفر ، ومن ترك الصلاة عملًا واعتقادًا فقد كفر كفرًا اعتقاديًّا ، ومَن ترك الصلاة مؤمنًا بها ولكن كسلًا فهذا كفره كفر عملي وليس اعتقاديًّا .

هذا جوابنا باختصار وهذا البحث مما تكرر منا كثيرًا بشيء من التفصيل وأرجو أن يُحفظ حتى لا يتورط الإنسان في تفسير بعض الأحاديث تفسيرا على طريقة الخوارج قديمًا وحديثًا ، وهذه مصيبة نحن وقعنا اليوم في بعض الدول الإسلامية : ( سباب المسلم فسوق ، وقتاله كفر ) ، لا بد - أيضًا - هذا اللفظ من تفسيره على النمط السابق ، وإلا تضارب الحديث مع الآية : (( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ )) .

الشاهد : أن كلا من الفئتين المتقاتلتين إحداهما باغية كل منهما وصفها الله - عز وجل - بأنها مؤمنة ، كيف مؤمنة والحديث يقول : وقتال المسلم كفر ؟ يأتي التفصيل السابق إن استحل قتله فهذا يلحق بالكفار اعتقادًا وعملًا ، وإن اعترف بأنه مخطئ في قتاله ولكنه متَّبع لهواه فكفره كفر عملي وليس كفرًا اعتقاديًّا ، والسلام عليكم .

مواضيع متعلقة