حديث الشيخ عن المعتزلة في إيمانهم بالقدر. - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
حديث الشيخ عن المعتزلة في إيمانهم بالقدر.
A-
A=
A+
الشيخ : أما الفرقة الثالثة الذين خالفوا الفرقتين المذكورتين فهم المعتزلة حيث قالوا لا قدر فنفوا القدر من أصله وكان موقفهم تجاه النصوص المثبتة للقدر من الكتاب والسنة موقفا يشبه تمامًا مواقفهم الأخرى تجاه النصوص تخالف هذه النصوص عقائدهم وذلك بأن تأولوا الآيات التي فيها التقدير بما أمكنهم من تأويل وردوا الأحاديث الصريحة بالقضاء والقدر وهذا طبعًا من ضلال المعتزلة حيث لزمهم رد عشرات النصوص تارة بطريق الإنكار ما وسعهم الإنكار وهذا خاص بالسنة وتارة بطريق التأويل وهو إخراج النص عن دلالته الواضحة البينة إلى معنى لا يخطر في البال إلا بكثير من التكلّف لماذا أنكر المعتزلة الإيمان بالقدر الحقيقة لأنه أشكل عليهم الأمر كما أشكل الأمر على طائفة من الطائفتين الأوليين ألا وهم الجبرية حيث أنهم فهموا من القدر أن الإنسان مجبور ليس له اختيار لكن ما طال بهم الإشكال فقالوا ما دام أن القدر يستلزم الجبر فنحن نؤمن بأن الإنسان مجبور أما المعتزلة فهم التقوا مع الجبرية من جهة وفارقوهم من جهة أخرى ذلك أنهم شاركوا الجبرية في فهمهم من القدر الجبر ولكنهم فارقوهم وخالفوهم وقالوا ما دام أن القدر معناه الجبر فالجبر باطل وما لزم منه باطل فهو باطل فإذن لا قدر والحق أن القدر لا يلزم منه الجبر ذلك ؛ لأن القدر الإلهي قدّر كل شيء سيقع حسب العلم الإلهي الأزلي .

مواضيع متعلقة