هل ينتقض وضوء الشخص إذا نام متمكن أو غير متمكن ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل ينتقض وضوء الشخص إذا نام متمكن أو غير متمكن ؟
A-
A=
A+
الشيخ : السؤال إذا نام النائم كما يقول الفقهاء متمكنا فهل ينتقض وضوؤه أم لا ؟الجواب : هناك مذاهب عدة في النوم منهم من يقول النوم ناقض مطلقًا في أي صورة نام حتى ولو كان نومه متمكنا وهذا هو الصواب ومنهم من يقول النوم لا ينقض مطلقا وهذا عين الخطأ ومنهم من يقول إذا نام متمكنا فهو غير ناقض وبعضهم قال لو نام في السجود أيضًا فهو غير ناقض فلما راجعنا الأدلة والمذاهب تبين لنا أن القول الصحيح هو كما قال - عليه السلام - وليس بعد قوله فرق : ( من نام فليتوضَّأ ) ، وفي حديث آخر : ( العينان وكاء السَّه ؛ فَمَن نام فليتوضأ ) ، وفي لفظ آخر : ( فإذا نامت العينان انطلق الوكاء ) ، فالنوم مطلقًا ناقض ، ويؤيد ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض الأحاديث ذكر النوم مع الغائط والبول ؛ حيث قال : " أن المقيم يمسح على الخفين يومًا وليلة ، والمسافر ثلاثة أيام بلياليها من غائطٍ أو بولٍ أو جنابةٍ ) ؛ أي : من غائط أو بول أو النوم إلا من جنابة ، إذا أجنب بدو يخلع ويتوضأ ويغتسل غسلًا كاملًا .

فالشاهد أنه قرن عفوا النوم مع البول والغائط البول والغائط المقطوع بأنهما من نواقض الوضوء فهنا في لمحة لطيفة جدًّا حينما ذكر النوم مع الناقضين المقطوع بنقضهما للوضوء الغائط والبول لكن هنا يشكل الأمر على بعض الناس من أهل العلم يستدلون ببعض الأمور ليس فيها نص أن فيه نوم فالآن أنت سؤالك يجب أن نتذكر أن هناك نوما وهناك نعاسا فالذي ينقض الوضوء هو النوم أما النعاس فلا ينقض الوضوء وبالتالي يجب علينا أن نعرف الفرق بين النوم وبين النعاس لأنه مش مهم الآن إنه أنا جلست جلسة متمكنا أو اضطجعت المهم هل نمت أم نعست لأن النوم كما قلنا آنفًا في أي صورة هو ناقض فالنوم هو علة النقض في الشرع وليس كذلك النعاس فلو أن إنسانا اضطجع هكذا ولم ينم لكن نعس أو جلس هكذا ونعس فالنعاس نعاس وهو لا ينقض وعلى العكس من ذلك رجل نام هكذا أو نام مضطجع هكذا فالنتيجة واحدة لأنه في كل من الحالتين نام وفي الصورة الأولى في النعاس في كل من الصورتين أيضًا نعس ولم ينم ما الفرق بين النعاس وبين النوم هذه الحقيقة كثير من أهل العلم ما وضحوا المسألة رأيت هذا التوضيح للإمام الخطابي - رحمه الله - في كتابه معالم السنن شرح سنن أبي داود يقول النوم هو الاستغراق في النوم بحيث أن النائم حينما يكون في مجلس ويكون هناك حديث لا يسمع صوتا إطلاقا يعني غاب عن الوجود هذا اسمه نام وانتقض وضوؤه بأي حالة كان لكن النعاس هو مقدمات النوم ومتى تعرف قال إذا ظل يسمع الصوت لكن لا يفقه ما يقول فهذا ناعس وهذا لا ينتقض وضوؤه لأنه ما غاب عن نفسه بالكلية أما إذا لم يعد يحس بالكلام ويسمعه فهذا نام وانتقض وضوؤه هنا حينئذٍ إذا أنا رأيتك حكمت عليك بأنك نمت ليس لي ذلك أو حكمت عليك بأنك نعست ليس لي ذلك أنت الذي تحكم بنفسك على نفسك وهذا هو جواب سؤالك أنت غفلت لا شك لكن هل ظللت في المجلس تسمع صوتا وإلا غبت حتى عن الصوت فإن كان هذا من الفقهاء والمحدثين واللغويين جمع الخصال الثلاثة فهو محدث وفقيه ولغوي وهو أبو عبيدة القاسم بن سلام صاحب كتاب الأموال ... كان يرى أن نوم المتمكن لا ينقض الوضوء إلى أن حدث له القصة الآتية كان في المسجد يستمع إلى خطبة الخطيب يوم الجمعة فنام رجل بجانبه لما انتهى الخطيب من الخطبة وأقام الصلاة أراد الرجل الذي نام أن يستوي في الصف يصلي قال له الإمام اذهب يا أخي وتوضأ فقد نمت قال لا ما نمت أنت الذي نمت قال يا أخي نمت وطلع منك رائحة قال له أنت اللي فعلتها شم الإمام منه رائحة فنسب هذه الرائحة إليه هذا الرجل المسكين من يومئذ غير رأيه واتبع الرأي الآخر ما أي إنسان نائم متمكن وما حس بنفسه وصدق رسول الله ، ( فإذا نامت العينان انطلق الوكاء ) ، ممكن إنسان هو نائم متمكن لكن لا مؤاخذة شوي بيعمل هيك انطلق الوكاء شايف شلون وأي حادثة وقعت بعد الإمام من ذاك اليوم يقول النوم ناقض مطلقًا ، لكن لا بد من الدندنة حول التفريق بين النوم والنعاس طيب خلينا نصلي إذن .

مواضيع متعلقة