كيف نحدد أو نفصل القول في مجتمعنا المعاصر اليوم بأن الدعوة وصلت في جماعة معينين أو أن نقول أُقيمت الحجة عليهم ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كيف نحدد أو نفصل القول في مجتمعنا المعاصر اليوم بأن الدعوة وصلت في جماعة معينين أو أن نقول أُقيمت الحجة عليهم ؟
A-
A=
A+
السائل : ننتقل إلى موضوع آخر يا شيخ ؟

الشيخ : نعم .

السائل : يعني نقاش حول في وسط إخواننا السلفيين .

الشيخ : نعم .

السائل : قضية إقامة الحجة على المعاندين فمثلًا عندنا طوائف مثل الصوفية القبوريين وأكثرهم قبوريين ، فبعض الإخوان السلفيين لا يصلون خلف هؤلاء بدعوى أن هؤلاء كفار ومشركين وقبوريين ، والبعض الآخر يقول لا ، نتوقف في أمرهم إلى أن تصل إليهم الدعوة غير مشوهة ؛ لأن الدعوة الآن ... أو سابقا في السودان مشوهة ، الدعوة السلفية أنهم وهابية يكرهون الرسول - صلى الله عليه وسلم - كذا فهي مشوهة فيقولون : إن هؤلاء لهم أعذار ؛ لأن الدعوة لم تصلهم إما لم تصلهم بتاتًا أو وصلتهم مشوهة .

الشيخ : لا أرى من الصواب بأن نقول بأن الدعوة السلفية وصلت إلى المعاندين الذين أشرت إليهم مشوهة ، لا ، وصلت إليهم سليمة منزهة عن التشويه ، لكن اقترن معها الافتراء عليهم .

السائل : هذا الذي أقصده .

الشيخ : هذا الذي تقصده لكن عبارتك كانت بعض الشيء قاصرة ، وأنا فهمت ما الذي تقصد ، طيب هذه جملة ممكن نعتبرها جملة معترضة ، هل تم سؤالك ؟

السائل : نبدأ بسؤال آخر .

الشيخ : لا سؤال سؤال يكون هذا أوَّلًا ، بسم الله .

السائل : السؤال الأول : كيف نحدد في مجتمعنا المعاصر اليوم كيف نحدد أو نفصل القول بأن الدعوة وصلت في جماعة معينين وكيف نستطيع أن نقول أُقِيمَت الحجة عليهم ؟

الشيخ : نعم ، بلا شك أن المسألة تختلف من بلد إلى آخر ، في حدود ما علمتُ أن الدعوة السلفية في بعض البلاد أقوى ومنظمة أكثر ودائرة تبليغها أوسع من كثير من البلاد الأخرى ، ويجمع ذلك حينما يكون السلفيون -أو أنصار السنة أو أهل الحديث أسماء كلها تدل على مسمى واحد- حينما يكونوا جماعة منظمين ، هؤلاء يستطيعون أولًا : أن يبلغوا الدعوة إلى الشعب الذين هم يعيشون بين ظهرانيهم أكثر من فردٍ أو أفرادٍ يكونون في شعب آخر لا يستطيعون أن يوصلوا صوت كلمتهم الحقة إلى أُولئك الشعب فأنا أستطيع أن أقول في الحالة الأولى : أن هؤلاء جماعة قد أقاموا الحجة على ذلك الشعب ، لكن أُولئك الأفراد ما نستطيع أن نقول إنهم أقاموا الحجة لأنه لم يسمعهم إلا أفراد قليلين من ذلك الشعب فلا نستطيع والحالة هذه أن نقول : إن هذا الشعب قد أُقيمت الحجة عليه .فيجب الآن أن نلاحظ وضع الجماعة في قوم ما أو في شعب ما وسعة دائرة تبليغهم للدعوة بين جماعة أخرى لا يمكن أن يقال إنها جماعة وإنما هناك أفراد ، هذا طرف من الجواب .الطرف الثاني : أنا ألاحظ كثيرًا من إخواننا أفراد كثيرين من الإخوان السلفيين في كل البلاد يسألني يستفتيني : ماذا تقول في الصلاة خلف الشَّيخ الفلاني هو يستغيث بغير الله ويحلف بغير الله وينذر لقبور الأموات الصالحين وإلى آخره ، هل أُصلي خلفه ؟أنا أقول كما نقلت عن بعضهم : نحن لا نجرؤ على تكفير مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ويُحافظ على القيام ببقية الأركان ولو على شيء من الانحراف عن السنة فيها إلا بعد أن تقام الحجة عليه يقول سائلي هذا الذي أُشير إلى جنسه : يقول : أنا أَقمت الحجة عليه ! وهو لا يحسن أن يقرأ آية لا يحسن أن يقرأ حديثًا فهو كيف يعتد بنفسه ويشهد بأنه أقام الحجة على الشَّيخ الفلاني ، وقد يكون الشَّيخ الفلاني أزهري تعبان على نفسه بطلب العلم وطلب الحديث والأصول والآداب ووو إلى آخره وهو يظن نفسه أنه أقام الحجة على هذا ، هذا خطأ بل هذا عُجب وغرور من إخواننا السلفيين . لذلك فهذا الشرط الثاني يجب أن نستحضره حينما نريد أن نتصور أن جماعة سلفية أقاموا الحجة على جماعة أُخرى أو على شعب أو على قوم أولًا : أن يكونوا كتلة يشعرون بأن دعوتهم انتقلت إلى تلك الجماعة أو ذلك الشعب أو القوم وأن يكونوا عند حسن الظن بأن يكونوا علماء حقًّا بالكتاب والسنة يستطيعون أن يقيموا الحجة بقولهم قال الله قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأن هذا هو العلم ، وليس العلم أن نقول إنه هذا كفر هذا استغاثة بالله وهذا شرك وهذا ضلال ، هذا ثمرة الحجة ، لكن الثمرة لا تكون حجة في نفسها إلا إذا كانت مقبولة لحجتها ، وكما تعلمون قول الإمام ابن قيم الجوزية- رحمه الله - حين قال :

" العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس بالتمويهِ

ما العلم نصبَك للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين رأي فقيه

كلّا ولا جحدُ الصفاتِ ونفيُها *** حذرًا مِن التعطيل والتشبيهِ "

فإذًا يجب أن نلاحظ جماعة أقاموا الحجة على جماعة أخرى هم أهل للدعوة ولتبليغها إلى أولئك الناس لنتمكن أن نقول بعد ذلك هؤلاء كفار لأن الحجة قد أُُقِيمَت عليهم .

مواضيع متعلقة