ما رأي السلفية في الجماعات الأخرى التي نراها في هذه الأيام كالطباعية والصوفية ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما رأي السلفية في الجماعات الأخرى التي نراها في هذه الأيام كالطباعية والصوفية ؟
A-
A=
A+
السائل : ما رأي السلفية في الجماعات الأخرى التي نراها في هذه الأيام مثل جماعة خلف الطبَّاعية التي تدعو إلى الشعر القصير ، ومثل الصوفية تدعو إلى حب الإله والنصرة به في هذه الأمور كلها فما رأي السلفية بهذا ؟

الشيخ : أنا سمعت أو فهمت كلمة الصوفية وإيش كان قبلها ؟

السائل : الطبّاعية .

الشيخ : الطباعية .

السائل : فرقة فادي الطباع .

الشيخ : نعم نعم عرفته .

السائل : نعم ، ما رأي السلفية بها .

الشيخ : نعم .

السائل : وفي أفكارها ومبادئها ؟

الشيخ : أظن أنّ مثل هذا السؤال يُفهم الجواب مِن الجواب السابق عن السؤال الأول ، نحن نقول : أنَّ أي جماعة سواء كانت الصوفية أو الطبَّاعية أو غير ذلك إذا لم تكن على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح فليسوا على الهدى ، هذا ينبغي أن يُعلم وأن يُطبع في الذهن طبعًا يستقرُّ إلى الا بد ، كلُّ جماعة كلُّ فرقة لا تهتم بفهم الكتاب والسنة على ما كان عليه السلف الصالح أولًا ، ثم إذا فهموه فهمًا صحيحًا لا يطبقونه تطبيقًا صحيحًا فمعنى ذلك أنهم يحكمون بأنفسِهم على أنفسهم أنهم ليسوا من الفِرقة الناجية ، لأننا عرفنا من الحديث السابق أنّ الفرقة الناجية تعطي صفتين اثنتين من الناحية الفكرية وصفة أخرى من الناحية العملية ، فأما الصفتان الفكريتان فهي التي تكون على ما كان عليه الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - وأصحابه .

أما من الناحية العملية فهو أن يطبقوا ما علموه من هدي الرسول - عليه السلام - وسيرة السلف الصالح الكرام ، أن يطبقوه عمليًا ولا يؤمنوا بذلك بفلسفاتٍ خاصة تنبع من أهوائهم إن لم تكن من جهالاتهم . فمثلًا كثير من الفرق اليوم ومنها مثلًا الفتيات المسلمات اللاتي ينتمين إلى تلك المرأة لا يتجلببون مثلًا الجلباب الشرعي الذي قد نصَّ عليه في الكتاب فضلًا عن السنة ، فيجعلن اللباس الساتر إلى نصف الساقين مثلًا ، وقد يكون هنالك مما لا نعرفه لأن هذا أمر ظاهر ، قد يكون هناك انحرافات فكرية وفقهية عن الكتاب والسنة هي أخطر من هذا المثال الذي نحن نذكره الآن بأنه أصبح شعارًا لهم .في القران الكريم قوله - عز وجل - مخاطبًا النساء : (( وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ )) ، وقال : (( وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ )) ؛ معنى هذا أن الثوب الذي كانوا يتجلبَبْنَ به في عهد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان ثوبًا سابغًا ساترًا بحيث أن هذا الثوب يستر الزينة وهي كناية عن الخلخال الذي كانت النساء في العرب تضعه في الساقين ، والخلخال بمثابة السوار في مِعصم المرأة وكان لها ما يشبه الأجراس الصغيرة الناعمة ، فكانت المرأة التي تريد أن تلفت نظر الرجال حولها لا تتمكن من ذلك بالكشف عن ساقيها ، لأن هذا خلاف القرآن الكريم والسنة الصحيحة ؛ ولذلك أَدبهن - تبارك وتعالى - بقوله : (( وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ )) من هذه الخلاخيل ، الآن أصبح شعارًا لهم خلاف القرآن الكريم ، لماذا ؟ لأنه دخلهم جهل ودخلهم فلسفة حديثة ، إنه مش ضروري أنا نحن ندعو الفتيات المسلمات إلى الإسلام طفرة واحدة ، هل هذا هو الإسلام ؟ الجواب بداهة : لا ، الإسلام نزل لا شكَّ أنجُمًا كما جاء في حديث ابن عباس وبالتدرج كما هو معروف في قصة تحريم الخمر ، لكن هل هذا تدرج في بعض الأحكام المنصوص عليها في القرآن ينبغي إعادته اليوم بحيث يقال : إننا لا نحرم الخمر بالنسبة لبعض المجتمعات الأوروبية مثلًا طفرة ، لا ، لا بد من تبليغ الإسلام تبليغًا كاملًا أولًا ، ثم لا بد من حضّ من آمن بالله ورسوله حقًّا لا بد من حضه على أن يتمثل الإسلام وأن يطبقه بكامله وفي حدود استطاعته ، أما أن يوقف التطبيق بحجة إنه هذا من السياسة الشرعية فهذا هو الانحراف عن الكتاب والسنة وعما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم لذلك فالبحث في الفرق وفي الأحزاب هذا أمر لا ينتهي ، لأن الأحزاب كثيرة والجماعات عديدة وإذا كان الرسول - عليه السلام - يقول في ذاك الحديث : أنهم سيفترقون إلى ثلاث وسبعين فرقة ، فلا سبيل إلى إنسان لا سيما في مثل هذا الوقت الضيق إلى أن نحصي المخالفين لما كان عليه الرسول - عليه السلام - والسلف الصالح ، حسبنا أن نُلفت النظر إلى القاعدة فمن كان يأخذ دينه عن كتاب الله وحديث رسول الله المتمثَّل ذلك كلُّه في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وفي السلف الصالح من أتباعهم فما يكون مهتديًا إلا أن يكون على منهجهم وطريقتهم ، هذا ما عندي جواب عن السؤال الثاني .

مواضيع متعلقة