مراتب علم الحديث تقسيمات بدهية وفطرية - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
مراتب علم الحديث تقسيمات بدهية وفطرية
A-
A=
A+
الشيخ : هذه المراتب .. يعني بدهية وفطرية وطبيعية لاحظها علماء الحديث حينما قسموا الحديث إلى ما قلنا متواتر ومشهور ومستفيض وآحاد أو صحيح وحسن فالآن حينما يأتي هؤلاء يشككوننا في اصطلاح من اصطلاحاتهم بمعنى أنهم لم يخبروا ما في أنفسهم وما يتعاملون مع عامة الناس في تلقي أخبارهم لأنهم كلهم أفراد وآحاد لكن ليسوا سواء من حيث الصدق أولًا ومن حيث الفهم والنباهة والانتباه ثانيًا يختلفون كل الاختلاف لكن مع ذلك هم يثقون مجرد ما يكون الرجل يعني ما يعرفون عنه كذبًا فهم يقبلون خبره لكن في الأمر في الواقع نفسه لا يجعلون خبر زيد كخبر عمر وعمرو وإلى آخره لكن كلهم داخلون في مرتبة القبول فعلماء الحديث من دقتهم في علمهم وفي اصطلاحهم وضعوا هذه المراتب ووضعوا هذا السلم لماذا ؟ يدخل مع موضوع الفقه الذي يبنى فهم القرآن وفهم السنة على مصطلح الحديث ؛ لذلك حينما ذكرت يا شيخ أحمد طائفة من هؤلاء طلاب العلم تفرغوا لتتبع اختلاف أقوال العلماء في المسائل الفقهية وترجيح الراجح منها من المرجوح لكن ليس عندهم في علم الحديث إنما يتعمدون على علماء الحديث المتقدمين أو بعض المتأخرين إذا كان عندهم ثقة بهم لكن هذا لا يكون اجتهادهم صافيًا من الخطأ لكن هم بلا شك خير من المقلدين الذين سلموا عقولهم لمذهب معين ، ذلك لأن هناك اختلاف كثير ..الأحاديث الحسنة والصحيحة وما فوق ، فهنا الآن يتدخل علم المصطلح ، يذكر الحافظ ابن حجر الإمام حقًا مش كما قيل آنفًا فانتبه الإمام ابن حجر حقًا يقول في شرح النخبة في قسم الحديث المقبول يقول : " إذا جاءنا حديثان متعارضان وجب التوفيق بينهما بوجه من وجوه التوفيق " ويطلق هكذا الكلام مع أنه موجز .. بوجه من وجوه التوفيق ، هذه الوجوه ذكره الحافظ العراقي في تعليقه على مقدمة علوم الحديث لابن الصلاح إلى أكثر من مئة وجه ، فالحافظ يشير إلى هذه الوجوه ، قال : " وجب التوفيق بين الحديثين المتعارضين بوجه من وجوه التوفيق ، فإن لم يمكن التوفيق صير إلى اعتبار الناسخ من المنسوخ " قال : " فإن لم يمكن " هنا الشاهد : " صير إلى الترجيح " صير إلى الترجيح أي حسن عارض الصحيح فإن لم يمكن التوفيق ولا أمكن اعتبار الناسخ من المنسوخ قدم الصحيح على الحسن أو كان كل منهما صحيحين لكن أحدهما صحيح له شاهد والآخر صحيح ليس له شاهد أخذ بالذي له شاهد لماذا ؟ لأنه هذا الذي له شاهد النفس يتقوى ثقته بثبوته أكثر من ذاك ، هذه النسب هي نسب طبيعية فطرية مستقرة فطرها الله - عز وجل - في صدور الناس .. لا فرق بين المسلم والكافر لكن علماء المسلمين لهم الفضل أنهم وضعوا هذه الموازين الدقيقة والتي صرح بها بعض الكفار أن هذا الميزان مما تفرد به علماء المسلمين والفضل ما شهدت به الأعداء .

مواضيع متعلقة