مخالفة القاديانيين لعقائد المسلمين، وإنكارهم ما هو معلوم من الدين بالضرورة بسبب إعراضهم عن السنة - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
مخالفة القاديانيين لعقائد المسلمين، وإنكارهم ما هو معلوم من الدين بالضرورة بسبب إعراضهم عن السنة
A-
A=
A+
الشيخ : لذلك حينما انطلقوا يتفلتوا من التمسك ببيان الرسول - عليه الصلاة والسلام - الذي هو يقيد الآيات بمفاهيم صحيحة لما تفلتوا من ذلك جاء الآخرون أيضًا بشريعة جديدة تتضمن عقائد مخالفة لإجماع الأمة فلعلكم جميعًا تعلمون أن نبيهم المسمى بميرزا غلام أحمد القادياني ادعى النبوة بعد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - مع شيء أيضًا من التلبيس على الأمة فهو يقول : إنها نبوة إيحاء من الله - عز وجل - وليست نبوة تشريع هذا مما اشتهر به القاديانيون ولكن الكثير من الشباب المسلم أن هذا هو الخلاف على أنه خلاف خطير يظن أن لا خلاف بين القاديانيين وبين المسلمين إلا في هذه الناحية هناك نقط كثيرة جدًّا خالفوا فيها المسلمين وهذا أمر بدهي بعد أن تركوا التمسك بالعصمة التي أشار إليها الرسول - عليه السلام - في الحديث السابق : ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسَّكتم بهما ؛ كتاب الله وسنتي ) ، فهم لما تركوا التمسك بالسنة تركوا التمسك أيضًا بالقرآن لأن القرآن له مفهوم واضح في السنة فحينما يعرضون عن السنة فقد أعرضوا عن المفهوم الواضح وحينما يعرضون عن المفهوم الواضح فقد أعرضوا عن القرآن بطبيعة الحال ؛ ولذلك فهم كالطائفة الأولى لا يمكن اعتبارهم من الجماعة الإسلامية مع الاعتراف بأن هذه الجماعة الإسلامية يوجد بينها خلافات كثيرة ولكن لم يبلغ الأمر في هذه الخلافات الكثيرة من بين أفراد الجماعة الإسلامية إلى إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة ، فَهُم - مثلًا - ينكرون وجود الملائكة كذلك ينكرون وجود الجن ويتأولون الآيات الصريحة في إثبات الملائكة وإثبات الجن بتآويل أشبه ما تكون بتآويل الباطنيين القدامى .

كذلك - مثلًا - هم يقولون بأن الكفار الذين أخبر الله - عز وجل - في القرآن الكريم بأنهم مخلدون في النار ودعمت ذلك السنة الصحيحة وأجمع على ذلك الأمة الإسلامية منذ عهدها الأول حتى اليوم هؤلاء يخالفون تلك النصوص وهذا الإجماع فيقولون إن الله - عز وجل - برحمته سوف يأتي يوم يخاطب أهل النار بقوله : (( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي )) هكذا زعموا أن الله - عز وجل - يخاطب الكفار الذين هم في النار بمثل هذه الآية : (( فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي )) ، هذا سببه كله في اعتقادي الانصراف عن التمسك بالأصل الثاني من الشريعة ألا وهي السنة ؛ ولذلك فلا ضمان ولا حياة ولا نجاة للمسلمين من التفرُّق القديم والجديد إلا بالرجوع إلى هذه السنة الصحيحة .

مواضيع متعلقة