هل يجوز التداوي بأدوية تصنع من أمعاء الخنزير كالأنسولين مثلاً ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل يجوز التداوي بأدوية تصنع من أمعاء الخنزير كالأنسولين مثلاً ؟
A-
A=
A+
السائل : في قضية سريعة كدا وهي الآن .هل يمكن استخلاص ، الآن يعني يصنع الآن استخلاص بعض الأدوية من أمعاء الخنزير كالأنسولين مثلًا من ... الخنزير هل يجوز ؟

الشيخ : لا ، الجواب لا يجوز نعم .

السائل : ثبت بالنسبة للأطباء الغربيين يعني كما قالوا أن الأنسولين المأخوذ من الخنزير هو الآن هو أفضل الأنواع أفضل من المأخوذ من البقر ، الآن يتداوون فيه كله من الخنزير .

سائل آخر : مرضى السكري يعني مرضى السكري .

الشيخ : نعم هذا جوابه كما سمعتم باختصار وقد يفيدنا أن نعود إلى أول البحث حينما قلنا : أن في الإسلام لا يوجد الغاية تبرر الوسيلة حينما تكلمنا عن الكحول أو الاسبيرتو أنها معقمة أو مطهرة وقلنا لا بد للمسلمين أن يبحثوا ويجتهدوا للحصول على بديل لهذا المعقم المطهر فإذا صدق قول الأطباء في هذا العلاج الذي يستخرج من الخنزير فذلك لا يبَرِّر لنا أن نتعاطى التعالج به إلا في صور ضرورية جدًّا جدًّا لأن هناك من الأقوال عن بعض السلف وقد رواه بعضهم حديثًا مرفوعًا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرَّم عليكم ) لكن هذا وإن كان ما صح رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فالحديث السابق الذي ذكرناه عن الخمر لما طلب قالوا له إنهم يتداوون به في اليمن قال : إنها داء وليست بدواء ، والآن أذكر حديثًا وأنهي به الجواب عن هذا السؤال وهو نص في الموضوع أنه لا يجوز التعاطي بمثل هذه الأدوية وهو قول بعض الصحابة : " نهى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عن الدواء الخبيث " ، وماذا يكون أخبث من الخنزير لكني أستدرك شيئًا فأقول : إذا كان الذين يستخرجون هذا العلاج من الخنزير هم الكفار أقول : هم الكفار ، لأنه لا يجوز إذا كان لا يجوز أن يكون في البلاد الإسلامية شيء اسمه خمر فضلًا عن شيء اسمه كحول فبطبيعة الحالة لا يجوز أن يكون في البلاد الإسلامية خنازير تربى كما يربي المسلمون الأغنام والإبل ونحو ذلك ، فلذلك فالمسلم الطبيب المسلم أو الصيدلي المسلم لا يجوز أن يستنبط هذا الدواء من الخنزير إطلاقًا لأن هذا يستلزم اقتناء الخنازير ومن الأحاديث الصحيحة أن عيسى - عليه الصلاة والسلام - حينما ينزل كما أنه : " يكسر الصليب يقتل الخنزير " ، فما كان لمسلم أن يقتني الخنزير لأي مصلحة زعمت لكني أرجع فأقول : إذا كان الكفار هم الذين يستنبطون ذلك العلاج من الخنزير ثم هذا العلاج بعد إجراء العمليات التطويرية الكيميائية عليه أخذ شكلًا أو حقيقة كيميائية أخرى فيمكن بعد ذلك وأنا لا أستطيع أن أجيب في هذا لأن هذا شغلة كيماوي بعد ذلك يمكن أن نقول جواب بجواز التداوي بها لأنه تغير حقيقة الشيء من محرم إلى مباح من نجس إلى طاهر هذا التغير من جملة المطهرات عند كثير من العلماء وهو الصواب الذي ندين الله به فنحن نعلم جميعًا أن الخمر حينما تتخلل يصبح أكل هذا الخل أو شربه حلالًا بخلاف أصله الذي هو نتج منه ذلك لأنه جرى هناك تفاعل طبيعي جدًّا في هذا المشروب الذي هو الخمر حتى انتقل بسبب هذه التفاعلات إلى حقيقة أخرى ألا وهي الخل فجاز شرب هذا الخل وهذا بالطبع قضية أخرى ، هل يجوز أن نحول الخمر إلى خل ؟ فقد عرفتم جواب الرسول لأبي طلحة لكن إذا علمنا أن هناك خمر عفوًا خل جاءنا من أوروبا وهو مصنوع من إيش ؟ من الخمر فيجوز أن نشربه لأنه حقيقة هذه الخل ليست هي حقيقة الخمر وهذا يقال في كثير من الأمور من أوضحها من يذكره الفقهاء أنه هناك الميتة محرمة ونجسة - أيضًا - ؛ ولذلك قال - عليه الصلاة والسلام - طهورها دباغها أو دباغها طهورها أو قال في رواية أخرى : ( كلُّ إهاب ) ، وفي لفظ آخر : ( أيُّما إهابٍ دُبِغَ فقد طهر ) ؛ فهذا دليل إنه الميتة نجسة فضلًا عن كونها محرمة ، يقول الفقهاء هذه الميتة تحولت إلى ملح بسبب التطورات في الطبيعة التي تسلط عليها من الشمس ومن الرياح والأمطار ونحو ذلك وإذ بهذه الجيفة انقلبت إلى مملحة هل يبقى هذا الملح يأخذ حكم الجيفة المحرمة والنجسة أم الآن يأخذ حكمًا جديدًا ؟

الجواب : هذا ملح وليس بجيفة ولا ميتة ؟كذلك هذا المستنبط من الخنزير إن بقي محافظًا من الناحية الكيماوية على نفس المادة التي كانت للخنزير ، هذا لا يجوز التداوي لما ذكرنا من نهييه - عليه السلام - عن الدواء بالخبيث .

نعم .

مواضيع متعلقة