كيف توفق بين حديث : ( السيد الله ) وحديث : ( قوموا إلى سيدكم ) ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كيف توفق بين حديث : ( السيد الله ) وحديث : ( قوموا إلى سيدكم ) ؟
A-
A=
A+
السائل : بالنسبة ما وجه التوفيق بين الحديث : ( السيد الله ) ، و ( قوموا إلى سيدكم ) .

الشيخ : نعم ، ( السيد الله ) قاله - عليه الصلاة والسلام - بمناسبة قول بعضهم في خطابه إياه - عليه الصلاة والسلام - بمثل هذا اللفظ ألا وهو السيادة فخشي - عليه الصلاة والسلام - على هؤلاء أمرين اثنين : الأمر الأول : أن يوصلهم مدحهم للرسول - عليه السلام - إلى الغرور وهذا يكاد يكون صريحًا في الحديث الآخر الذي جاء في " مسند الإمام أحمد " .

الطالب : السلام عليكم .

الشيخ : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

أن ناس جاؤوا إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فقالوا له : أنت سيدنا وابن سيدنا ، وخيرنا وابن خيرنا . فقال - عليه الصلاة والسلام - : ( قولوا بقولكم - أي : بنحو قولكم - هذا ، ولا يستجريَنَّكم الشيطان ) فقوله : ( لا يستجريَنَّكم الشيطان ) هو صريح أو كالصريح ؛ لأنه - عليه الصلاة والسلام - خَشِيَ من هؤلاء الذين خاطبوه بقولهم المذكور : أنت سيدنا وابن سيدنا إلى آخره أن ... الشيطان لهؤلاء بمثل هذه الكلمات فيدخلوا إلى الغلو في مدحه - عليه الصلاة والسلام - ؛ ولذلك جاء الحديث المتفق عليه بين الشَّيخين وهو قوله - عليه السلام - : ( إنما أنا عبد ) ، إيش أول الحديث ؟

الطالب : ( فقولوا : عبد الله ورسوله ) .

الشيخ : لا لا أدري أدري .

الطالب : ( لا تطروني ) .

الشيخ : ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم ؛ إنما أنا عبد ؛ فقولوا : عبد الله ورسوله ) هذا هو السبب الأول وهو أنه - عليه السلام - خَشِيَ من الذين مدحوا الرسول - عليه السلام - بذلك المدح الجائز أصلًا أن يرشدهم الشيطان إلى أن يقولوا فيه ما قالته النصارى والأمر الثاني هو أن يرشد ... إلى أن السيد الحقيقي هو الله - تبارك وتعالى - لذلك قال لهم : ( السيد الله ) .

السائل : نعم .

الشيخ : ومن هذا البيان نفهم أنه لا منافاة بين هذا الحديث وبين الحديث الآخر وهو قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( أنا سيد ولد آدم ولا فخر ) ، ( أنا سيد ولد آدم ولا فخر ) ، وفي الحديث الآخر : ( أنا سيد الناس يوم القيامة ؛ أتدرون يوم ذاك ؟! ) ثم ذكر - عليه السلام - حديث الشفاعة الله الطويل ، هذا ما عندي جوابًا عن سؤالك هذا .

السائل : ( وقوموا إلى سيِّدكم ) - أيضًا - يأخذ هذه النظرة .

الشيخ : إلى سيدكم بمعناه اللغوي إي إلى رئيسكم .

السائل : نعم .

الشيخ : فليس معنى السيادة هنا من باب التعظيم الذي يستحقه مثل الرسول - عليه السلام - وإنما كما لو قال لهم قوموا إلى أميركم .

السائل : نعم .

الشيخ : فهو سيدهم بمعنى أميرهم .

الطالب : نعم .

الشيخ : نعم ، وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك .

الطالب : إن شاء الله اليوم في بيت الأخ علي .

الشيخ : إن شاء الله .

السائل : إن شاء الله جزاكم الله خير .

الشيخ : وجزاك .

مواضيع متعلقة