بيان ما عليه بعض الجماعات من التكفير ونصيحة الشَّيخ لهم . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان ما عليه بعض الجماعات من التكفير ونصيحة الشَّيخ لهم .
A-
A=
A+
الشيخ : الشاهد : المسلمون بينما كان السلفيون في بعض البلاد كلهم متَّفقين على السير بالدعوة إلى الكتاب والسنة وتفهيم المسلمين التوحيد المذكور في الشهادتين ؛ إذا بالشيطان يوسوس إليهم ببدعة هي : الإطلاق في تكفير الحكَّام بدون أيِّ تفصيل اتفق عليه علماء المسلمين ، فقسموا الجماعة إلى قسمين ، والناس أتباع كلِّ ناعق ، وكما قال "" - عليه السلام - "" في أكثر من آية : (( وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )) ، فانقسم هؤلاء الذين كانت دعوتهم .

الطالب : السلام عليكم .

طالب آخر : وعليكم السلام .

الشيخ : بارك الله بالأرض فيها بينما كانوا يدًا واحدة في الدعوة إلى الكتاب والسنة ، وتعريف الناس بحقيقة معنى الشهادتين ؛ إذا بهم ينشرون بين الناس هذه العقيدة المخالفة للكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح ؛ ألا وهو إطلاق القول بتكفير الحكام ، فانقسموا إلى قسمين : ... استمَرَّ - والحمد لله - على دعوة الحق ، والقسم الآخر شُغِلوا عنها ببدعة تكفير الخلق ، وأنا أعتقد أن هذه البدعة ليست محصورة بالحكام ؛ لا سيَّما ولي تجربة مع بعض الناس الذين كانوا يصرِّحون بتكفير الموظفين عند هؤلاء الحكَّام ، فقلت مرَّة وهذا التكفير على طريقة ذلك المفتي الذي زار تلميذًا أو صديقًا له في داره ، فأكرمه ما شاء الله أن يُكرِمَه ، ثم لما خرج من داره خرج مكفِّرًا له ؛ لماذا ؟ لأن هناك في بعض بلاد الأعاجم لا يزالون يهتمُّون بإكرام العلماء ببعض الشكليَّات التي نعتبرها دالَّة على الإكرام ، لكن ليست ممَّا يهتم بها الإسلام ، فالعالم - مثلًا - إذا دخل مجلسًا فربُّ البيت رأسًا يجب أن يأخذ الحذاء ويوجِّهه ويهيِّئه إذا ما خرج العالم ما يتكلَّف يمد يده للحذاء يوجِّهه ويلبسه ؛ لا ، بيلاقيه مجهَّز بس للدك يعني ، هذا رب الدار نسي أو ما اهتم أو إلى آخره ترك حذاء الشَّيخ كما هو ، لما خرج الشَّيخ نظر ما وجد الحذاء موجَّه مهيَّأ للبسه ، قال له : أنت كفرت . قال له : لِمَ ؟ قال : لأنك ما أكرمت العالم ، واللي ما يكرم العالم ما بيكرم العلم ، واللي ما يكرم العلم ما بيكرم مَن جاء بالعلم وهو محمد - عليه السلام - ، كذا وصَّلها إلى رب العالمين لأنه هو الذي أرسل محمدًا رحمةً للعالمين !!

إذًا بهذه الطريقة من التسلسل كفَّر المضيف الذي أكرمه غاية الإكرام ، هكذا وقع الآن من بعض الناس ، الحاكم كافر ؛ لأنه يحكم بالقانون يخالف الشريعة بدون أيِّ تفصيل ، هو منكر ؟ هو معترف أنُّو الشريعة حق ؟ ... في هذا ، والموظفين راضين بهذا الحكم ، حتى أئمة المساجد ، حتى الخطباء ، حتى المعلمين دروس التربية الدينية إلى آخره كلهم هدول جاؤوا بمعاشاتهم من هذا الحاكم ؛ إذًا الأمة كلها كفار ؛ ولذلك سُمُّوا بـ " جماعة التكفير " ، تركوا الجمعة والجماعة ، وصاروا يصلُّون وحدهم !! لا توجد فرقة أخطر من هذه الفرقة ؛ لأنُّو باسم الدعوة إلى الإسلام خرجوا أوَّلًا هم من الإسلام ، وأخرجوا كثيرين - أيضًا - بجهلهم وضلالهم .

فأنا أقول والبحث في هذا يطول ، ولأخينا هذا خالد جزاه الله خير رسالة نافعة جدًّا في هذا الصدد ؛ جمع الأدلة من الكتاب والسنة ومن أقوال السلف الصالح والأئمة ؛ بحيث أنه وفَّى واستوفى ، ولم يدَعْ مجالًا لأحد فيما أظن والله أعلم . فالمقصود فنحن ننصح هؤلاء سواء المتبوعين أو التابعين ننصحهم بما قدَّمنا آنفًا أن يهتمُّوا بالأهم فالأهم ، اهتمَّ الرسول بالأهم وهو التوحيد ، والعالم الإسلامي اليوم هو بحاجة إلى أن يفهم التوحيد ، وعلى قسمين : توحيد رب العالمين في العبادة ، وتوحيد سيد المرسلين بالاتباع ، هذا الاتباع لا يعرفه خاصَّة الناس إلى اليوم ، الذين يقولون : لا بأس من الابتداع في الدين ، والبدعة حسنة ، وتنقسم أقسامها يجري عليها الأحكام الخمسة إلى آخره ممَّا هو معلوم ، فإذا كان الخاصَّة يجهلون توحيد الرسول في اتباعه ؛ ماذا نقول عن عامة الناس ؟ لذلك نحن ننصح المسلمين بصورة عامة ، وهؤلاء الذين شُغِلوا بموضوع التكفير بصورة خاصَّة ، وانشغلوا ليس بالمستحب عن الفريضة ؛ بل بما لا يجوز عن الفريضة ؛ وهو أن يتعلَّموا إن كانوا جهَّالًا ، وأن يعلِّموا إن كانوا متعلِّمين ، أن يعلِّموا وأن يتعلَّموا بما يجب عليهم تعلُّمًا وتعليمًا .

وهذا الذي يحضرني الآن من الجواب عن ذاك السؤال .

السائل : بارك الله فيك .

الشيخ : وفيكم إن شاء الله .

الطالب : ممكن أسألك فضيلة الشَّيخ ولَّا في ... ؟

طالب آخر : شيخنا ، أخونا الضيف عنده سؤال .

الشيخ : آ ، هو حقُّه .

الطالب : ... .

الشيخ : هو حقُّه ؛ لأنُّو نحن ألقينا كلمة .

الطالب : نعم .

الشيخ : وأنت - يا أبا أيوب - ما لازم تذكِّرني بالكلمة السورية : " تجي الطشة تاخد الأولية " ؛ لا ، نحن قلنا كلمة أنُّو إخواننا الضيوف الذين قَلَّ ما نراهم هم أحقُّ يعني بتوجيه الأسئلة من إخواننا الذين نراهم كثيرًا .

الطالب : معكم في هذا والله يا شيخ .

الشيخ : إي جزاكم الله خير .

الطالب : لهم الحقُّ علينا ، أهلًا وسهلًا فيهم .

الشيخ : تفضلوا .

مواضيع متعلقة