ما هي رؤيتك للعمل السياسي في ظلِّ الظروف الحالية ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما هي رؤيتك للعمل السياسي في ظلِّ الظروف الحالية ؟
A-
A=
A+
السائل : السؤال يكون خارج عن جلسة الإخوان يعني ، أنا شفتك مرة واحدة في السبعينات كنت شوي صغير ، دعوك الإخوان المسلمين بأيَّامها سويت ندوة في .

الشيخ : " الزرقاء " ؟

السائل : " الزرقاء " نعم ، فهي الجلسة الوحيدة اللي جلست معك فيها وهَيْ الثانية .

الشيخ : أهلًا وسهلًا .

السائل : ... بعدين أنا كنت مغترب يعني برَّا بأمريكا .

الشيخ : الحمد لله الذي أعادك إلينا .

السائل : الحمد لله ربِّ العالمين .

في قضية - يا شيخنا - يعني اللي هي يعني شو الرؤية عندك للعمل السياسي في ظلِّ الظروف الحالية اللي هي حكم الرأس مالية والكفر بالطواغيت ؟

الشيخ : نحن رأينا معروف في هذا ومسجَّل في عديد من الأشرطة ، ومسجَّل - أيضًا - لدى المخابرات التي عرَّفناها بأن الإسلام فيه السياسة ، وأُلِّفَت في ذلك الرسائل من كبائر علماء المسلمين منها رسالة شيخ الإسلام ابن تيمية " السياسة الشرعية " ، بعد ذلك بعض المعاصرين ألَّفوا - أيضًا - في ذلك ، لكن نحن نعتقد أن العمل السياسي الآن الإسلامي المسلمون غير متهيِّئين للقيام بهذا الواجب ، المسلمون اليوم غير متهيِّئين للقيام بهذا الواجب ، أظن إلى هنا الكلام واضح في الجواب عن سؤالك ؟

السائل : نعم .

الشيخ : طيب ، لكن بطبيعة الحال أعتقد أن الأمر يحتاج إلى شيء من التفصيل ؛ أكثر المسلمين اليوم لا يُحسنون القيام بما فرض الله عليهم من عبادات أن تكون يومية أو أسبوعية أو شهرية أو سنوية ؛ ذلك لِبُعدهم عن دراسة الإسلام من منابعه الصافية ، بعدهم عن دراسة الإسلام أخذًا له من منابعه الصافية ، لعلك سمعت يومًا ما أو قرأت كثيرًا ما قول نبيِّنا - عليه الصلاة والسلام - : ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق أمَّتي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة ) . قالوا : مَن هي يا رسول الله ؟ قال : ( هي التي على ما أنا عليه وأصحابي ) .

-- ... --

( هي التي على ما أنا عليه وأصحابي ) ، فليكون علماء المسلمين فضلًا عن عامَّتهم عليهم قبل كل شيء أن يأخذوا فقهَهم ومعارفهم بإسلامهم ليس من هذه المجموعات المختلفة والتي هي فرقة واحدة هي الفرقة الناجية ، وهي خليط بين هذا البشر المنتشر في الأرض منذ قرون طويلة ، فليأخذوا العلم المصفَّى عليهم أن يرجعوا أوَّلًا إلى الكتاب والسنة ، وهنا السنة لا بد لنا من وقفة ، السنة - كما هو معلوم عند العلماء كافة - قد دخل فيها ما ليس منها ، أظن عندك فكرة في هذا ؛ يعني هناك أحاديث ضعيفة وموضوعة ، وهي منتشرة بين المسلمين في الكتب القديمة والحديثة والمجلات والجرائد و و إلى آخره .

فإذًا الذين يريدون الرجوع إلى السنة عليهم إجراء عملية تصفية لهذه السنة تمييز صحيحها من ضعيفها ، وهذا لا وجود له اليوم في هذا العالم الإسلامي الواسع جدًّا جدًّا إلا أفراد قليلين مبعثَرين في هذا العالم الإسلامي الواسع . إذًا الرجوع إلى الكتاب ، الكتاب محفوظ بحفظ الله له كما هو معلوم ، السنة دخلها ما ليس منها ، السنة بحاجة إلى تصفية . وقبل أن أنتقل إلى أصحابه حيث ذكر الرسول - عليه السلام - أصحابه مع سنَّته ؛ فقبل أن أنتقل فأقول وألفت النظر إلى حقيقة مهمَّة جدًّا : فهم المصدر الأول القرآن قائم على المصدر الثاني ، فإذا تسلَّمنا المصدر الثاني كما جاءنا بما فيه من صحيح وضعيف وموضوع ، وسلَّطنا هذه السنة على القرآن وعلى تفسيره ؛ لم نفسِّر القرآن كما أراده الله - عز وجل - ، ثم أراده نبيُّنا - عليه الصلاة والسلام - .

إذًا لا يمكن فهم القرآن فهمًا صحيحًا إلا بالسنة الصحيحة ، والآن أنت تعلم أنَّنا ورثنا من سلفنا الصالح من أئمة الحديث عشرات بل مئات الكتب المصنفة ، هذه الكتب من فضل الله - عز وجل - على الأمة أن سخَّرَ مؤلفيها لرواية أحاديثها بالأسانيد ، وتعرف ما هو ... هذا السند هو الطريق الوحيد الذي يمكِّن العالم من تمييز السنة الصحيحة من الضعيفة ، قلت آنفًا هذه الكتب بالعشرات بل بالمئات ، الكتب التي أُلِّفَت من هذه المجموعة الضَّخمة وتخصَّصت في الأحاديث الصحيحة فقط هي أقل بكثير من ... من هذه السنة . تسمع - مثلًا - بـ " صحيح البخاري ومسلم " ... هدول يعدُّوا بالأصابع محدودين جدًّا ، بقيت العشرات بل المئات من الكتب الأخرى تحتاج إلى تصفية ، فأين هؤلاء الذين يقومون بتصفية السنة ... ليتمكَّنوا بذلك من تفسير القرآن تفسيرًا صحيحًا ، ولا يخفاك أن تفسير القرآن تفسيرًا صحيحًا ينبني عليه الفقه الإسلامي كله في عباداته في معاملاته في أخلاقه في السلوك ونحو ذلك ، ومن ذلك يأتي بعض الأمور المتعلِّقة بالسياسة الشرعية . نحن الآن ورثنا هذا ... بجميع أشكاله وصوره ... فلِكَي نهيِّئ القاعدة نهيِّئ ... التي إذا ما هيَّأ الله لها إقامة الحكومة المسلمة ... متهيِّئة .

السائل : الحكومة يا شيخ نفس الخلافة برأيك ؟

الشيخ : كيف ؟

السائل : الحكومة برأيك نفس هي الخلافة ؟

الشيخ : طبعًا ... الحكم بما أنزل الله .

السائل : يعني هو خليفة المسلمين نفسه ؟

الشيخ : نعم لا بد .

السائل : يعني امتداد للخلافة اللي توقَّفت ؟

الشيخ : أيوا .

مواضيع متعلقة