هل يجوز العمل مع تنظيمات ينتشر فيها التحزُّب والعصبية والبيعة والولاء للحزب ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل يجوز العمل مع تنظيمات ينتشر فيها التحزُّب والعصبية والبيعة والولاء للحزب ؟
A-
A=
A+
السائل : شيخنا ، حول موضوع هذا السؤال !

الشيخ : إي نعم .

السائل : المخالفات الشرعية معليش لو تفصِّل لنا إياها مثل التحزُّب والعصبية والولاء للجماعة والبيعة ، كلُّ هذه الأمور التي هي منتشرة بين الحزبيات ، وكثير من الجماعات ، وأظن أنَّ الذي أشرت إليه أن تكون خالية هذا العمل من هذه الأمور .

الشيخ : من كلِّ هذه الأمور بلا شك .

السائل : تفصِّل لنا إياها ؛ لأن السؤال جاء من إخواننا من مصر وهم أحوج إلى التفصيل .

الشيخ : نعم ، الواقع اليوم أن التنظيمات القائمة هي تقع في مخالفات عديدة ، وهي التحزُّب المخالف لنصوص من الكتاب والسنة ، من أشهرها قوله - تبارك وتعالى - : (( وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ )) ، المشاهَد اليوم - مع الأسف - أن المسلمين بديل أن يتَّحدوا تجاه المصائب التي تنصبُّ على رؤسهم من قبل أعدائهم التقليديين وهم الكفار ، تراهم قد صاروا شيعًا وأحزابًا لا يتعاون بعضهم مع بعض ، السبب : هو هذا التنظيم الذي وُضِعَت له قيود وشروط من آثارها أن تتفرَّق الأمة شيعًا وأحزابًا كما جاء ذكر ذلك في الآية السابقة .

جاءني سؤال وتكرَّر هذا أكثر من مرة لكنه قريبًا ، سألني أحدهم وهو مسجَّل - أيضًا - في شريط ، وكان البحث حول طلب أو استفسار عن حدود تعاون السلفيين مع الجماعات المخالفة لهم ، فأنا كان جوابي بشيء من التفصيل أنُّو هذا الجواب غير ممكن عليه ، حدود الاستطاعة للتعاون غير ممكن تحديدها ؛ لأنه يختلف من شخص إلى آخر ، من زمن إلى زمن ، من جماعة إلى جماعة وهكذا ، والقاعدة : (( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ )) ، وأفضت في هذا حتى السَّائل استوعب الموضوع واقتنع ، قال : بناءً على ما سمعنا وفهمنا الآن يرد سؤال وهو : إذا دُعِينا ... قال السَّائل : بناءً على ما سمعنا وفهمنا إذا دُعينا لإلقاء محاضرة في حزب من هذه الأحزاب أو جماعة من هذه الجماعات هل نستجيب لها ونتعاون معها ؟ قلت : المسألة تختلف بناءً على ما أشرتُ سابقًا إليه ، ما هو موضوع المحاضرة ؟! إن كان موضوع المحاضرة في أمر لا يختلف فيه اثنان ولا ينتطح فيه عنزان مِن هذه المواضيع التي يثيرها الجماهير من الدعاة حول الغيبة والنميمة والزنا والأمانة و و و إلى آخره مما يشترك فيه عامة الناس في المعرفة مع خاصة الناس ؛ فأقول أنا : لا تستجب ؛ لأن هذا يقوم به غيرك من الجماعة نفسهم أو من غيرهم ، لكن أنت افرض عليهم أن تكون الكلمة أو المحاضرة بالدعوة التي أنت تدعو الناس إليها ، قال : هذا لا يسمحون به ، قلت : إذًا ما في تعاون ، ما يسمحون بأن تدعو لدعوتك وهم يقولون : دعوتنا الكتاب والسنة !! وأنت تطلب منهم أن تُلقي كلمة حول الكتاب والسنة فيأبون عليك ؛ إذًا هذا التعاون هم يرفضونه مش أنت رفضته ، أما الذي هم يلقونه عليك ويفرضونه عليك فهو لهم من ورائه مقصد أن يُقال : فلان دعمنا ويأتينا ويدعمنا وإلى آخره ، والواقع هو لا يدعمهم إلا فيما يدعم المسلمين كافة ممَّا لا خلاف فيه كما ذكرنا آنفًا .

فلذلك التنظيم المسؤول عنه إذا كان فيه تحزُّب يدعو إلى التباغض والتحاسد والتدابر المنهي عنه شرعًا فلا يجوز للمسلم أن يكون عضوًا في هذا التنظيم ، أما إذا خَلَا من هذه المخالفات الشرعية فكما قلنا آنفًا عليه أن يتعاون مع إخوانه المسلمين في سبيل نشر الدعوة الإسلامية الحق ؛ سواء كان هذا في بلاد الإسلام أو في غير بلاد الإسلام ، هذا ما عندي .

السائل : الله يجزيك الخير .

الشيخ : الله يحفظك .

السائل : أكمِّل السؤال الآخر ؟

الشيخ : تفضل .

مواضيع متعلقة