بيان حال وحكم مَن لم تبلُغْهم الدعوة الإسلامية الصحيحة . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان حال وحكم مَن لم تبلُغْهم الدعوة الإسلامية الصحيحة .
A-
A=
A+
الشيخ : أنا الحقيقة أقول قولًا في حدِّ علمي ما علمتُ أحدًا يقوله اليوم : أنا أعتقد أنَّ بين المسلمين اليوم في بلاد الإسلام - فضلًا عن بلاد الكفر أوروبا وأمريكا والقطب الشمالي والقطب الجنوبي - في ناس ما بلغتهم الدعوة ؛ شو السبب ؟ الآن لا نذهب بعيدًا ، خلينا نأخذ مسلمين في سوريا أو في مصر أو هنا ، لكن في مصر مع الأسف الشركيات والوثنيات في مقامات " الحسين " و " الست زينب " و " البدوي " و " السلطاوي " و و إلى آخره ؛ الشرك هناك يعمل عمله ، وعلماء الأزهر يرون بأعينهم ، وهم طائفتان : طائفة تعرف أن هذا شرك وضلال وهم صامتون ساكتون . وطائفة بيقولوا : لا ، هذا ما فيه شي ، هذا توسل ، توسل إلى الله إلى آخره . هؤلاء العامة من الناس الذين يطوفون حول قبور هؤلاء ويذبحون وينذرون إلى آخره ؛ هل بلغتهم الدعوة ؟! ما بلغتهم الدعوة ، ما بلغتهم الدعوة أبدًا ؛ بالرغم أننا نعيش في أمة محمد - عليه السلام - ، فماذا نقول عن الذين يُسلمون في بلاد الغرب لأنهم بدت لهم ظاهرة إسلامية فأخذت بمجامع قلوبهم ، وشدَّتهم إلى الإٍسلام ؛ فآمنوا به ، لكن لساتهم بيشربوا خمر ، قد يزنوا ، قد يتبرَّجوا إذا كانوا نساء وإلى آخره ، ليه ؟ لأنهم لسا ما علموا ولا عرفوا أحكام الإسلام ، وهناك آية في القرآن ، وقعت حادثة في زمن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : " أن جماعة من الصحابة كانوا بعيدين عن المدينة غزاةً ، شربوا الخمر وسكروا ، كتب إليه العامل هناك بأن قوم فلان وفلان شربوا الخمر ، فأمَرَهم بأن يُؤتى بهم إليه ، سألهم " ، فجاؤوا بالآية . ساعدنا على ذكرها !!

الطالب : آية الخمر ؟

الشيخ : مش التحريم !

الطالب : لا ، هي (( فَاجْتَنِبُوهُ )) ؛ يعني احملوه على جنوبكم ، (( فَاجْتَنِبُوهُ )) فهموه على أنه يُحمل (( وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ )) ؟

الشيخ : لا ، في آية تفيد إباحة هذه المحرَّمات ، بينما الآيات الأخرى تحرِّم ، فالآية غائبة عن ذهني ، ها ؟

الطالب : (( لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى )) في الصلاة .

الشيخ : لا لا ، المهم أنهم احتجوا بهذه الآية ، لعله : (( قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ )) .

الطالب : ميتة .

الشيخ : هَيْ الآية .

الطالب : ما فيش فيها الخمر يعني ؟

الشيخ : أيوا .

الطالب : (( دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ )) .

الشيخ : هَيْ الآية .

الطالب : إي نعم .

الشيخ : احتجوا بهذه الآية ، فعَذَرَهم سيدنا عمر ؛ لأنُّو ما بلغتهم آيات التحريم للخمر . فالآن أنا بأقول : هدول صحابة ما بلغتهم آية التحريم للخمر ؛ فماذا نقول عن هؤلاء الكفار الذين يدخلون في الإسلام لسا هم على ضلالهم القديم في بعض الأحكام الشرعية ، هؤلاء لا يقال : إنهم مجرمين أو أنهم فسَّاق أو إلى آخره إلا إذا أُقِيمَت عليهم الحجة . لذلك مسألة الدعوة وفهم نصوص الشريعة فهمًا تتجاوب بعضها مع بعض ولا تتعارض ولا تتنافر هذا أمر مهم جدًّا .

فهذا الرجل المُشار إليه أنكر هذا الحديث : ( إنَّ أبي وأباك في النار ) ؛ لأنه زعم أن الذين كانوا قبل الرسول - عليه السلام - كلهم من أهل الفترة ، أي : لم تبلُغْهم الدعوة ؛ لذلك كان سؤالي : ما أدراك أن هدول ممَّن لم تبلغهم الدعوة ؟ مجرد إيش ؟ العواطف الجامحة ، كيف أبو الرسول ؟! أبو الرسول يكون في النار ؟!! الله أكبر !!

مواضيع متعلقة