كيف الشاب الآن يعني يتحصل على تربية صحيحة يتلافى فيها الأخطاء والتجارب التربوية الجماعية أو أخطاء التجارب التربوية الفردية التي أصبح فيها كذلك آفات العلم ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كيف الشاب الآن يعني يتحصل على تربية صحيحة يتلافى فيها الأخطاء والتجارب التربوية الجماعية أو أخطاء التجارب التربوية الفردية التي أصبح فيها كذلك آفات العلم ؟
A-
A=
A+
الشيخ : تفضل .

السائل : قضية التربية الآن مثلًا أصبح مستقر أنه التصفية والتربية والمنهاج للعودة بالأمة إلى المجد التصفية قد قطعت شوطا لا بأس به وذكرتم في مقدمة " صحيح الأدب المفرد " إنه الأمة بحاجة الآن بشيء من التربية في ظل الأوضاع المعاصرة من قلة العلماء وطلاب العلم وانشغالهم كذلك بكثرة الصحوة كيف الشاب الآن يعني يتحصل على تربية صحيحة يتلافى فيها أخطاء والتجارب التربوية الجماعية أو أخطاء التجارب التربوية الفردية التي أصبح فيها بردو آفات العلم وو إلى آخره فبدنا تصوركم ورؤيتكم وسعادتكم في الموضوع .

الشيخ : والله تصوري كما قال - عليه السلام - نصًّا عامًّا جامعًا شاملًا : ( يد الله على الجماعة ) ، وكما قال - تعالى - في القرآن الكريم : (( سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ )) ، وكما جاء في الحديث الصحيح المعروف : ( مثل المؤمنين في تواددهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعي له سائر الجسد بالسَّهر والحمى ) . يجب على الشباب المسلم الواعي أوَّلًا والحريص على طلب العلم ثانيًا أن يكثر سواده وأول ذلك السواد هو المحافظة على الصلوات في المساجد مع جماعة المسلمين وبعد ذلك أن يحرص على تحقيق التجاوب والاجتماع لله - تبارك وتعالى - أولا ثم بدراسة العلم الموصل إلى معرفة ما شرع الله - عز وجل - من الكتاب أو السنة وما كان عليه السلف الصالح ثم أن يتذكروا ما كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يذكر بعضهم بعضا عندما يفترقون بأن يقرأ أحدهم (( وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ )) هذا التذكير يعني أن هؤلاء المتواصلين والمتجاورين في الله - تبارك وتعالى - والمجتمعين على دراسة كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الذين تنزل عليهم السكينة وتحفهم الملائكة ويذكرهم الله فيمن عنده أن يتواصوا بالحق وأن يتواصوا بالصبر ونحن في هذا العصر بحاجة إلى هذين الركنين أشد الحاجة التواصي بالحق والتواصي بالصبر لا أجد اليوم مع الأسف ما أذكر به أو أنصح به إلا هذا وإلا كنت أود أن أقول أهل العلم كثير والحمد لله في هذا البلد والمساجد عامرة بأهل العلم وتلقى فيها الدروس لكن مع الأسف الشديد أنا أدركت زمنا في دمشق وأنا في سن الشاب اليافع البالغ دروس تلقى في المسجد الكبير المسجد الأموي وحلقات ذكر على الطريقة غير مشروعة إلى آخره حتى وصلت إلى زمن قلت ليت ذاك الزمن استمر اليوم مع أن الحلقات التي كانت تعقد هي حلقات ذكر غير مشروعة لكن أنا أعلم أن أولئك كانوا قاصدين ذكر الله لكنهم كانوا كما كان الجماعة الذين أنكر عليهم عبد الله بن مسعود في القصة التي ذكرناها في أكثر من موطن من كتبي والتي رواها الإمام الدارمي في " سننه " وأبو نعيم في " حليته " وغيرهم : " أن ابن مسعود كان لفضله ولعلمه يقصده المصلون لصلاة الفجر في داره ينتظرون خروجه ليكسبوا صحبته من البيت من الدار إلى المسجد ، لعلهم يستفيدون منه فائدة علمية ، فجاءه ذات يوم أبو موسى الأشعري وجد الناس في انتظاره قال : هل خرج أبو عبد الرحمن ؟ - كنية عبد الله بن مسعود - قالوا : لا . فجلس ينتظره إلى أن خرج ، قال : يا أبا عبد الرحمن ، لقد رأيت آنفًا في المسجد شيئًا أنكرته ، ومع ذلك - والحمد لله - لم أَرَ إلا خيرًا ) . انظروا الآن أنا أستفيد من هذا شيء وهو مهم جدًّا أنكر وهو خير كيف ينكر الخير ؟ لأنه مخالف للشرع قال : ( ماذا رأيت ؟ قال : إن عشت فستراه رأيت أناسًا حلقًا حلقًا ، وفي وسط كلِّ حلقة منها رجل يقول لِمَن حوله : سبِّحوا كذا ، احمدوا كذا ، كبِّروا كذا ، وأمام كلِّ رجلٍ حصى يعدُّ به التسبيح والتكبير والتهليل . قال : أفلا أنكرت عليهم ؟ أفلا أمَرْتَهم أن يعدُّوا سيِّئاتهم وضمنت لهم ألَّا يضيعَ من حسناتهم شيء ؟ قال : لا " . شوفوا الأدب وهذا بيذكرني بسوء الأدب في مجالسنا اليوم ولا مؤاخذة " قال : لا ، انتظار أمرك أو انتظار رأيك " ، أبو موسى الأشعري ليس مثل ذاك الأعرابي البوال على عقبيه هو رجل قارئ للقرآن والذي استمع إليه الرسول - عليه السلام - ليلة ومعه السيدة عائشة فلما أصبح عند الرسول - عليه السلام - قال : ( مَرَرْتُ بك البارحة وأنت تقرأ القرآن ) ، وقال الرسول : ( يا عائشة ، لقد أُوتِيَ هذا مزمارًا من مزامير داود - عليه السلام - فقال أبو موسى : لو علمت ذلك لَحبَّرْتُه لك تحبيرًا ) ، مع فضله وفقهه وعلمه وكان ممن كان يرسله الرسول - عليه السلام - في سبيل الدعوة " قال لابن مسعود : لا ، أنا ما فعلت شيئًا انتظار أمرك أو انتظار رأيك " ممَّا يدل على ما قلت آنفًا فيه صحوة ، لكن ما في تربية يكون فيه مجلس علم كهذا المجلس بس ما يحاضر إنما يسأل الجالس من أهل العلم ممن يظن أنه منهم يسأله سائل فينبري واحد من هناك فيجيب هذا لا بد رأيت منه الشيء الكثير منهم انظر الفرق بين وضعنا وبين ذاك الوضع أبو موسى الأشعري لا يرى المنكر المحدث ويقول أولى أن ينكر هذا المنكر هو عبد الله بن مسعود فجاءه قال : أفلا أنكَرْتَ عليهم ؟ قال : لا ، انتظار أمرك وانتظار رأيك . قال : أفلا أمَرْتَهم أن يعدُّوا سيِّئاتهم وضمنت لهم ألَّا يضيعَ من حسناتهم شيء ؟ ثم رجع للدار ، وخرج متلثِّمًا دخل المسجد شاف الحلقات كما وصف له ، فكشف عن وجهه القناع واللثام ، وقال : ويحكم ما هذا الذي تصنعون ؟ أنا عبد الله بن مسعود صحابيُّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن - هنا الشاهد - ما أردنا إلا الخير . قال : وكم من مريدٍ للخير لا يصيبه ! إن محمدًا - صلى الله عليه وآله وسلم - حدثنا : ( إن أقوامًا يقرؤون القرآن ) لا " إيش ؟ " حناجرهم " .

السائل : ( لا يجاوز تراقيهم ) .

الشيخ : ( لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ) . قال عبد الله بن مسعود : فلقد رأينا أولئك الأقوام يقاتلوننا يوم النهروان .

الله أكبر أنا أستدل من هذه القصة على أشياء كثيرة جدًّا منها : ما يقوله العلماء : " الصغائر بريد الكبائر " ، ذنوب الصغائر بريد لذنوب الكبائر ، أنا أقتبس من هذه الكلمة ومن القصة فأقول : البدع الصغرى تؤدِّي إلى البدع الكبرى ، هؤلاء ابتدعوا ذكرًا غير مشروع أنكره عليهم عبد الله بن مسعود ، فأوصَلَهم ذلك إلى بدعة الخروج الشاهد من هذا أنني أدركت هذه الحلقات في مسجد بني أمية وأدركت بعض الدروس في الوعظ وفي الفقه ونحو ذلك فهلا يعني عرفت شيئًا من العلم أصبحت أنكر هذه الحلقات الذكر وأنكر كثيرًا مما سمعت من الأقوال المخالفة للكتاب والسنة ، أما اليوم فأتمنى أن تعود هذه على عجرها وبجرها إلى المساجد مساجد المسلمين اليوم ما تجد فيها إلا هذه الصلاة وهذه الصلاة أيضًا يعني يكاد الأمر يمنع المسلمون منها لأن الأبواب سرعان ما تغلق بعد انتهاء الفريضة إلى آخره فالآن إذًا لم يبق عندنا إلا هؤلاء الأفراد أن يتعاون بعضهم مع بعض وهذا بيعرف كلمة وهذا بيعرف كلمة ويتعانوا على قراءة كتاب من الكتب المعترف بفضلها وبهدي مؤلفها ونحو ذلك وإلا كنا بنقول عليكم بالمساجد لأنه فيها علماء يدرسون هذا التفسير وهذا الحديث وهذا اللغة وهذا الأدب لكن أصبحت قاعًا صفصفًا وهذا مما يؤسف له ، ولكن نعود إلى أن نقول : اتقوا الله ما استطعتم (( وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ )) ، ولعل في هذا القدر الكفاية ولعل شايف أبو العبد رايح جاي بتسمح لنا أبو العبد .

السائل : ليش ؟

الشيخ : لأنه انتهى الوقت .

السائل : لا ما نسمح لكم ... .

مواضيع متعلقة