بيان أن عدم الاخذ بحديث الآحاد فلسفة دخيلة، وردها بمثال عملي وقوي. - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان أن عدم الاخذ بحديث الآحاد فلسفة دخيلة، وردها بمثال عملي وقوي.
A-
A=
A+
الشيخ : والآن نجعل أمامكم هدي السلف لتكونوا على بينة أن هذه الفلسفة التي أدخلوها في الإسلام إنما طرأت على المسلمين بعد السلف الصالح كلنا يعلم لا فرق بين عالم وطالب علم وعامي لأن هذا معلوم من الدين بالضرورة أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ما كان يتصل بكل فرد من أفراد المسلمين ليبلغهم الدعوة هذا أمر مستحيل خاصة بالنسبة للذين جاؤوا من بعده - عليه السلام - ومن بعد أصحابه واتبعوهم بإحسان هؤلاء ما بلغتهم دعوة الرسول - عليه السلام - مباشرة وإنما بلغتهم بواسطة فرد من أفراد الصحابة الذين تلقوا الدعوة منه - عليه الصلاة والسلام - فأنتم تعلمون جميعًا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يرسل بعض الدعاة إلى بعض البلاد يدعونهم إلى الإسلام من أشهر هؤلاء الدعاة علي ابن أبي طالب معاذ ابن جبل أبو موسى الأشعري دحية الكلبي وأمثالهم كثير وكثير هؤلاء كانوا أفرادا يذهبون إلى مختلف البلاد التي ما دخلها الإسلام بعد ولا بلغتهم دعوة الإسلام فكانوا يدعونهم إلى ما تلقوه من النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - سواء ما كان متعلقا بالعقيدة أو ما كان متعلقا بالأحكام قلنا من هؤلاء الدعاة معاذ ابن جبل رضي الله تعالى عنه لقد جاء في " الصحيحين " أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لما أرسله إلى اليمن قال له هكذا : ( ليكُنْ أوَّل ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدًا رسول الله ، فإن هم أطاعوك فَمُرْهم بالصلاة ) إلى آخر الحديث الشاهد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسل فردا هذا الفرد هو معاذ يدعو اليمانيين إلى مثل ما دعا الرسول - عليه السلام - أصحابه معاذ وعلي وأمثالهم وقال له صراحة ابدأ بالعقيدة كما قيل " العلم إن طلبته كثير والعمر عن تحصيله قصير فقدم الأهم منه الأهم " : ( ليكُنْ أوَّل ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ) ، هل قامت الحجة بخبر الواحد هَيْ خبر الواحد وفي العقيدة لا بد لكل من يسأل هذا السؤال أن يكون جوابه نعم أو لا إن قال نعم فقد اهتدى لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يمكن أن يرسل داعية إلى الكفار إلى المشركين يدعوهم إلى الإسلام ولا تقوم الحجة به عليهم ولذلك نحن نقول إن الذين يتمسكون بهذه الفلسفة فلسفة حديث التواتر المشترط في العقيدة ولا يشترط في الأحكام نقول لهؤلاء إذن أنتم لستم دعاة عقيدة هذه من عجائب ما يقع الخلف اليوم من التناقض هناك دعاة إسلاميون اليوم ينتشرون في كثير من بلاد الغرب أو الشرق يدعون إلى الإسلام ويدعون أول ما يدعون ما يتعلق بالإيمان لكن في دعوتهم أن العقيدة ومنها الإيمان لا يثبت إلا بخبر التواتر وهو فرد ولذلك قلت لبعضهم إذا خرجتم تدعون إلى الإسلام فحسب فلفستكم هذه يجب أن تخرجوا بالعشرات إن لم نقل بالمئات على الخلاف في تعريف حديث التواتر وتحضرون في مكان وكلكم بصوت واحد تقولوا نعم هكذا الإسلام لأنه خبر الواحد ليس بحجة فإن قال من يسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسل معاذا إلى اليمن وأمره بأن يدعوهم إلى لا إله إلا الله قامت الحجة ام لا إن أجاب بنعم فقد اهتدى وإن أجاب بلا فقد ضلَّ ضلالًا مبينًا ، وسبب هذا الضلال هو أنه ركَّزَ في ذهنه أنه خبر الآحاد لا تثبت فيه عقيدة ، فكيف الرسول يرسل شخصًا يدعو المشركين إلى العقيدة والحجة بهذا الشخص غير قائمة ذلك هو الضلال البعيد .

مواضيع متعلقة