ما رأيك فيمن يقول - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما رأيك فيمن يقول
A-
A=
A+
السائل : أستاذي ، يقال في تركيا بعض الأساتذة يقولون كيف نعتمد على فهم الصحابة ؟ هم يقصدون يعني الرواية بالمعنى يقال هكذا يقولون هكذا .

الشيخ : هذا سؤال الحقيقة ولا تؤاخذني إذا قلت بأنه يشعرنا بأن الذين يتساءلون مثل هذا السؤال هم ما عرفوا قدر الصحابة نحن نذكر بمناسبة أخرى وهي مهمة جدًّا وفي ظني أنك بحاجة - أيضًا - إلى أن تسمع تلك المناسبة لأن الجواب عنها وعن هذا واحد نحن وأعني بكلمة نحن نحن الذين ننتمي إلى السنة والعمل بالكتاب والسنة وليس هذا فقط وإنما العمل بالكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح ، ولا بد أنه قد وصلتكم هذه الدعوة ولو بعض رشاشها آه فنحن اليوم نعيش كما لا يخفاك في دعوات كثيرة وكلها تدعي الإسلام والعمل الإسلام كما كان الأمر في قديم الزمان حينما كانت الفرق الإسلام المعروفة كالمعتزلة والخوارج والمرجئة ونحو ذلك وكانوا كما كان الشاعر يقول :

" وكلٌّ يدَّعي وصلًا بليلى *** وليلى لا تُقرُّ لهم بذاك "

أنت تعرف هذا البيت ولا بد ، فالتاريخ أيضًا كما يقال يعيد نفسه فكما كانت الفرق يومئذ كل منها تدعي أنها على الحق وعلى الصواب كذلك الأحزاب والجماعات الإسلامية القائمة اليوم على الأرض الإسلامية أيضًا كل منهم يدعي هذه الدعوى حتى الفرق التي لا يزال بقاياها قائمة اليوم كالخوارج ومنهم الإباضية تعرف هذا أنهم من الخوارج .

السائل : نعم شيخنا .

الشيخ : ومنهم الشيعة وهم في العقيدة وكما تقولون أنتم في الإلهيات هم معتزلة وفي التعبير علماء الحديث هم مؤولة بل معطلة حتى هذه الفرق الموجودة اليوم تقول عن نفسها نحن على الكتاب والسنة فضلًا عن الجماعات والأحزاب التي تنتمي إلى المذاهب الأربعة أو إلى إحداها فنحن نقول بعد دراسة الموضوع سنين طويلة جدًّا لا يكفي اليوم لكل طائفة أو جماعة أو حزب أو فرد أن يدعي أنني على الكتاب والسنة بل لا بد أن يقرن مع ذلك على الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه السلف الصالح لأن الفِرق التي أشرنا إليها ما كان منها من الفرق القديمة أو الحديثة كلهم يقولون على الكتاب والسنة لكن لا واحد منها تقول وعلى ما كان عليه السلف الصالح .

السائل : نعم .

الشيخ : وحينئذٍ حينما لا يقرنون إلى الكتاب والسنة منهج السلف الصالح هم يخالفون القرآن والسنة فهنا بيت القصيد من جوابي عن سؤالك وعن المسألة الأخرى التي قلت إنه قد تكون من الخير أن تسمعها أنت أيضًا في هذه المناسبة كيف يخالفون القرآن والسنة وهم يقولون نحن نأخذ بالكتاب والسنة ؟ هذا يجرّني أن أذكرك بطائفة حديثة اليوم لا نعرف لها مثيلًا في كل الطوائف والفرق الضالة قديمها وحديثها وهم الذين يقال عنهم أو يتسمون بالقرآنيين سمعت عنهم ولا بد .

السائل : إي نعم .

الشيخ : هؤلاء هم يخالفون القرآن ويلتقون أو يلتقي معهم أولئك الذين يقولون نحن على الكتاب والسنة هؤلاء وهؤلاء كلاهم يخالفون القرآن لكن القرآنيين يخالفون القرآن في نصوص كثيرة وكثيرة جدًّا ولسنا الآن في صدد بيان ذلك لكن المهم أن نبيّن كيف أن هؤلاء على اختلاف الفرق قديمها وحديثها يقولون نحن على الكتاب والسنة ومع ذلك فهم يخالفون الكتاب والسنة فأقول من الآيات الصريحة التي تؤكد ضرورة الرجوع إلى ما كان عليه السلف في فهم الكتاب والسنة قوله - عز وجل - : (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )) ، كان من الممكن والله - عز وجل - على كل شيء قدير أن تكون الآية محذوفة جملة : (( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ )) أن تكون كالتالي مثلًا ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى يكون المعنى صحيح لمن يفهمه حسب ما جاء البيان في الآيات الأخرى كما قال - عز وجل - : (( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ )) الله يقول : (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ )) ، ما ذكر مخالفة القرآن الكريم ؛ لأن القرآن يأمر باتباع الرسول فالقرآن هو الأصل واتباع الرسول مما أمر به القرآن لكن الآية هذه زادت على القرآن والسنة سبيل المؤمنين فقال - تعالى - : (( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى )) ؛ إذًا في هذه الآية وعيدٌ شديدٌ لِمَن يخالف سبيل المؤمنين .

مواضيع متعلقة