ما رأيكم فيمن يقول - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما رأيكم فيمن يقول
A-
A=
A+
السائل : أستاذي يقال أن الأحاديث تغيرت بين ألسنة الرواة ما رأيكم ؟

الشيخ : في ظني أن هذا الكلام كما يقال " كلمة حق يُراد بها باطل " .

السائل : نعم .

الشيخ : نحن لا نؤمن بالقاعدة التي يستعملها الصهاينة بل اليهود كلهم ثم سرت العدوى إلى كثير من الدعاة الإسلاميين ما هي القاعدة ؟ " الغاية تبرر الوسيلة " .

السائل : نعم .

الشيخ : أظن أنك معنا أن هذه القاعدة ليست إسلامية .

السائل : نعم .

الشيخ : وعلى ذلك فنحن في سبيل الدفاع عن الحديث لا نتبنى تطبيق هذه القاعدة الكافرة وإنما نعترف بالواقع ونجيب أيضًا بالحق عن هذا الواقع أنا قلت في ابتداء الجواب عن هذا السؤال بأنه " كلمة حق يُراد بها باطل " لا شك أن التغير هذا طرأ ولا سبيل لإنكاره خاصة ممن كان خبيرا بعلم الحديث وبصورة أخص من كان خبيرًا ليس بالقواعد العلمية التي مجالها مصطلح الحديث وإنما تطبيق هذا المصطلح على واقع الأحاديث التي هي تعد الألوف المؤلفة ، في اعتقادي هذا السؤال يلتقي تمامًا مع قيد من القيود أو شرط من الشروط التي وُضعت في الحديث الصحيح حيث قالوا في تعريفه : " ما رواه عدل ضابط عن مثله عن مثله إلى منتهاه ما لم يشذ أو يعلّ " - طيبك الله - فالحديث الشاذ معناه كالحديث المعلول هو الذي وقع فيه خطأ ثم هذا الخطأ يكون تارة في السند وتارة في المتن وهنا يصب السؤال قلت هذه كلمة كلمة حق أريد بها باطل ذلك لأن وقوع مثل هذا لا يضر في أصل الحديث وفي حجيّته ولذلك سخّر الله - عز وجل - لهذه الأمة علماء وضعوا لعلم الحديث قواعد وشروطا لولاها لأصاب السنة ما أصاب الكتابين المنزلين التوراة والإنجيل لكن الله - عز وجل - سخّر لهذه الأمة من وضع لها هذه الضوابط وهذه القواعد لتمييز الخلل الذي وقع في هذه الروايات في متونها فضلًا عن أسانيدها أولئك هم علماء الحديث ولذلك صحّ عن بعض الأئمة وأظنه عبدالله بن المبارك الإسناد من " الدين الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء " كما فعل اليهود والنصارى تمامًا فإذًا لا يضر الحديث أنه وقع فيه بعض الأخطاء لأن الوسائل التي تساعد العالم على معرفة هذه الأخطاء هي محفوظة وميسرة كأي علم في الدنيا كأي علم في الدنيا لهذا كان الحديث من حيث متنه ينقسم إلى صحيح وحسن وضعيف وموضوع ثم الصحيح ينقسم إلى أقسام والحسن كذلك إلى آخره وما هذا كله إلا في سبيل استخراج هذا التغير الذي وقع في بعض الأحاديث لذلك لا ضير على هالحديث من هذا الذي وقع وليت كل الأخبار التي تتداولها كل الشعوب فضلًا عن الشعوب الإسلامية الشعوب الأخرى يكون عندهم من الضوابط والقواعد ما يساعدهم على معرفة الصحيح منها من الضعيف لكن هذه خصوصية خصّ الله بها أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - وهذا مما اعترف به بعض المستشرقين الذين درسوا الإسلام وكان عندهم شيء من الإنصاف وكانوا بعيدين عن الحقد الدفين الذي يغلب على أكثر المستشرقين ما وسعهم إلا أن يعترفوا بأن علم الحديث وعلم الإسناد هذه خصوصية تفردت بها الأمة المحمدية ومن هنا لا ضير من هذا السؤال وهذا الجواب نعم .

السائل : نعم شيخنا .

مواضيع متعلقة