ما هو ضابط إذا العالم المجتهد الذي وقع في البدعة ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما هو ضابط إذا العالم المجتهد الذي وقع في البدعة ؟
A-
A=
A+
السائل : ثم اجتهد وإن وقع في بدعة ، بل هو مجتهد ، ولم يقصد أن يضاد وأن يعلم منهج السلف الصالح وأن يخالفه !

الشيخ : إي نعم .

السائل : فهو مجتهد .

الشيخ : نعم .

السائل : فهل يسمى مجتهد مبتدع ؟! يعني هل تقرن هذه بتلك ، مجتهد ومبتدع ؟! ومن ثم ما هو الضابط في أن نعرف أنه هل هذا علم أم لم يعلم ، لأنه هذا يكون عسر بل قد يكون عسرا جدًّا عندما نبدأ نطبق القاعدة التطبيق العملي ، وجدنا مثلًا في التطبيق العملي أن فحولا وكبار العلماء في سائر الأعصار والأمصار ، لا سيما ممن كانوا قبل شيخ الإسلام على وجه الخصوص ، وقعوا في اضطراب ، والاضطراب جعل بعض أهل البدع في هذا العصر ، أو المناهج المبتدعة في هذا العصر يتعلقون به ، من أمثال مثلًا كلام النووي - لا أريد أن أمثل بابن حجر -كلام النووي مثلًا ، قول شيخ الإسلام ، النووي يعني وقع في عشرات التأويلات المخالفة للعقيدة ، وسلك مسلك يعني شابه فيه أهل البدعة بالقول في التفويض بالمعنى تارة ، والقول بالتأويل تارة أخرى وصرح هو بمذهب السلف هذا وذاك ، إي نعم ، فإذن كيف نعذر النووي مثلًا ؟ يعني هل هو معذور ؟ وهل نسميه مجتهد مبتدع ؟! هل نفرق بين النووي وبين من يردد كلامه الآن ؟ أم لا نردد ؟ يعني هذه تساؤلات إذا تكرمتم ؟!!

الشيخ : إذا كان في كلامك تساؤلات فأنا أرجو أن تذكرني بالسؤال الأول ، ونبدأ أن نجيب !

السائل : ما الضابط في الإعذار ؟!

الشيخ : هل تعني بالإعذار عندنا أم عند ربنا ؟

السائل : عندنا حتى لا نسميه مجتهد مبتدع ، حتى نخرجه من كونه مبتدعا ؟!

الشيخ : نحن قلنا آنفًا : من عرفنا منه أنه لا يهتم بما كان عليه السلف الصالح ، فهو المبتدع ، وهو المخالف للكتاب والسنة .

السائل : يعني بأمارات من حياته ومسلكياته ؟!

الشيخ : نعم ، ومن عرفنا منه أنه يتبع السلف الصالح ، ولكنه في مسألة ما سواء كان كما قلنا آنفًا : يعني فرعية أو أصلية ، ما تبين له المنهج السلفي ، وقال برأيه واجتهاده فهو مأجور بلا شك .

السائل : ولو كان في باب ؟

الشيخ : ولو كان ؟

السائل : في باب كامل ، مثل باب الصفات مثلًا ؟

الشيخ : إذا تصورنا هذا ، فهو كذلك ، لأنه قد يكون هذا أمر نظري ما يكون مثلًا !

السائل : يعني النووي مثلًا ؟

الشيخ : في باب كامل ؟

السائل : في باب الصفات ؟

الشيخ : إي ، النووي في باب الصفات أليس مسلِّما بكثير من الصفات دون تأويل ؟

السائل : نادرا .

الشيخ : مش معقول هذا ، كيف هذا ؟! السمع والبصر مثلًا ماذا يقول ؟

السائل : إي بلى ، فيما يوافق يعني .

سائل آخر : الأشاعرة ، الصفات السبع !

السائل : الأشاعرة هم طبعًا هو يوافقهم في هذا .

الشيخ : ما بهمني الآن أشاعرة أنا كان الحديث عن النووي !

السائل : إي ، - رحمه الله - .

الشيخ : لا يمكن يعني أن يقال : النووي ليس عنده إيمان ، ولو ببعض الصفات !!

السائل : لا هو عنده إيمان بالصفات .

الشيخ : لكنه قد يأول صفات ، وقد يفوض .

السائل : لكن وقع في التأويل كثير في كلامه .

الشيخ : ما عليك !

السائل : وفي تفويض أمرار !

الشيخ : ليس الآن البحث في التفصيل ، هل يقع في قليل أم في كثير ، لكن البحث كما قلت : ما هي الضابطة أو القاعدة للتمييز ؟ فنحن نقول : من عرف منهج السلف ، ثم مع ذلك خالف ، هذا بلا شك يكون مبتدعًا .

السائل : وعلم أن هذا منهج السلف ؟

الشيخ : هو هذا ، هو هذا القيد الذي نذكره .

السائل : نعم .

الشيخ : من عرف منهج السلف ثم خالف ، فهذا هو المبتدع .

مواضيع متعلقة