في حديث : ( من سن في الإسلام سنة حسنة ...) هل يمكن أن نقول أن المراد بالسنة الأمور الدنيوية كالصدقة وفتح الطرق وتصميم العمارات ونظام المرور ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
في حديث : ( من سن في الإسلام سنة حسنة ...) هل يمكن أن نقول أن المراد بالسنة الأمور الدنيوية كالصدقة وفتح الطرق وتصميم العمارات ونظام المرور ؟
A-
A=
A+
السائل : حديث في الصدقة أنه ( مَن سَنَّ السنة ) لا تكون في الدين يعني في العبادات ما العبادات ممكن تكون أشياء مدنية مثلًا في موضوع صدقة موضوع ، موضوع فتح طرق ، موضوع تصميم عمارات موضوع كذا ؟

الشيخ : لا ، إذا لاحظت بارك الله فيك التفسير الأول موجزأحيا .

السائل : آ ، أنت ذكرت أنه أحيا مزبوط .

الشيخ : أنت لو لاحظت هذا فهو يشمل لأنه هو ما راح يجيب شي من عنده .

السائل : أيوا ...

الشيخ : لا أنا قلت الصدقة لمناسبة ورود الحديث لكن معنى من سن أعم من ذلك بكثير يعني يشمل حتى العبادات المحضة أماتها الناس فأحياها هو .

السائل : ... يسمى سن .

الشيخ : الله أكبر .

السائل : يسمى سن ، أحياها صحيح لكن هل يسمى سن ؟

الشيخ : سن سن الطريق إلى هذه السنة .

السائل : طيب مثلًا نقول موضوع نظام المرور مثلًا قبل خمسين سنة ما كان هذا المرور هل يسمى سن سنة حسنة أو طرق أو عمارات .

الشيخ : هذا داخل في مراعاة مصالح الأمة هذه أمور عادية تنظيمها يوفر على الناس متاعب ومشاكل ، هذه بلا شك سنة حسنة لكن هذه كما لاحظت أنت في الأمور العادية ليست التعبدية لكن الحديث أعم من ذلك ومن الأدلة على ذلك قوله - عليه السلام - : ( مَن دعا إلى هدى كان له أجره ، وأجر مَن تَبِعَه إلى يوم القيامة ؛ دون أن ينقص من أجرهم شيء ) ، مَن دعا إلى هدى ؛ لذلك كان من أوصاف الغرباء الذين بشَّرَهم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بالجنة حينما قال : ( إن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا فطوبى للغرباء ) . قلت : بشَّرهم بالجنة ؛ لماذا ؟ لأن طوبى كما جاء في أحاديث صحيحة : ( شجرة في الجنة ، يمشي الراكب المسرع تحت ظلِّها مئة عام لا يقطعها ) ؛ إذًا هذا من معاني من تفسير قوله - تعالى - : (( طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ )) ، طوبى يعني الجنة التي فيها هذه الشجرة ، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - وصف هؤلاء الغرباء الذين لهم طوبى بصفتين اثنتين : صفة عامة وصفة خاصة ، الصفة العامة تشمل كل المسلمين حتى العامة إذا صدق فيهم الوصف المذكور وهو لما قال - عليه السلام - : ( فطوبى للغرباء ) . قالوا : يا رسول الله ، مَن هم الغرباء ؟ قال : ( ناس قليلون صالحون ، بين ناس كثيرين ، مَن يعصيهم أكثر ممَّن يطيعهم ) ، فناس صالحون قد يكونوا علماء ، قد يكونوا طلاب علم قد يكونوا من عامة المسلمين قلنا صالحون ولذلك قلنا معنى عام ، وبهمني أنا المعنى الثاني الخاص ، سُئِلَ مرة أخرى : مَن هم الغرباء ؟ قال : ( هم الذين يحيون من سنَّتي ما أفسد الناس من سنَّتي من بعدي ) ، فالإحياء إذن يشمل كل عمل خير سواء كان عبادة محضة أو أمرًا يفيد المسلمين من أمورهم العامة .

السائل : جزاك الله خير .

الشيخ : وإياك يا أخي .

مواضيع متعلقة