تتمة الرد على الترابي في زعمه بأن الضوابط التي وضعها علماء الحديث هي ضوابط اجتهادية وغير لازمه لمن جاء بعدهم . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تتمة الرد على الترابي في زعمه بأن الضوابط التي وضعها علماء الحديث هي ضوابط اجتهادية وغير لازمه لمن جاء بعدهم .
A-
A=
A+
الشيخ : إذن الآن الذين يدعون أنه ينبغي أن نعيد النظر في القواعد الحديثية التي أقيمت عليها السنة المحمدية تصحيحا وتضعيفا ويتساءلون من أين أخذوا هؤلاء لا شك ولا ريب على الأقل ذهنهم خالي إن لم أقل قلبهم على الأقل إن لم أقل بأن قلبهم لا يؤمن بوجوب اتباع سبيل المؤمنين وإلا كيف يتصورون استمرار هؤلاء المسلمين طيلة هذه السنين على منهج علمي حديثي ثم هم الآن يريدون أن يعيدوا النظر في هذه الأصول وفي هذه القواعد أنا أعتقد أن هؤلاء قبل كل شيء هم إما أنهم لا يؤمنون بهذا النَّصِّ : (( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ )) أو أنهم ككثير من هؤلاء المعاصرين الذين يعرفون وينحرفون في آن واحد ثم قد ضربت آنفًا مثلًا بالنسبة لما فعله أئمة الحديث حينما ميزوا الصحابي من التابعي وميزوا التابعي الثقة عن من ليس بثقة بل ميزوا الثقة الذي يؤخذ عنه من أي ثقة روى عنه او ليس كذلك إلى آخر التفصيل السابق هؤلاء قد تمسكوا بلا شك حينما وضعوا هذه القواعد بكثير من النصوص القرآنية أو الأحاديث النبوية مثلًا قوله - تبارك وتعالى - في التحذير من الاعتماد على أي خبر ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا )) إلى آخر الآية : (( فَتَبَيَّنُوا )) ، هذا التبيُّن اتَّكأ عليه علماء الحديث ، فميَّزوا أوَّلًا الصحابي من التابعي لأنه يترتَّب من وراء ذلك أن التابعي إذا قال قال رسول الله يكون هذا الحديث عندهم مرسلا فلنقف عند هذا المثال هؤلاء الذين يريدون الآن بأن يدعوا بأنه يجب علينا أن نعيد النظر في هذه القواعد ماذا سيقولون في التابعي إذا قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هل يؤخذ بخبره وهو لم يسمع الخبر أو الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يمكنهم أن يأتوا بحجة تثبت صحة قولهم المخالف لقول أئمة الحديث ذلك لأن معنى ذلك إلغاء علم الأسانيد إطلاقا يقول أحد علماء الحديث المحققين المدققين في رد قول من قد يقول بالاحتجاج برواية التابعي عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - خلافا لعلماء الحديث يقول هذا معناه أننا أسقطنا قيمة الإسناد أصلا من علم الحديث ذلك وقد قال كثير من علماء الحديث وهذا حق مثلما انكم تنطقون قالوا " الإسناد من الدين لولا الإسناد لقال من شاء ما يشاء " لولا الإسناد هذا صحيح الآن حديث التابعي حينما يقول قال رسول الله سنقول له أنت تزعم بأنه هذا الحديث حجة وأنت تعلم أنه هذا تابعي ولم يسمع الحديث من الرسول - عليه السلام - قد يكون تلقاه من رجل ليس صحابيا قد يكون تلقاه من رجل ليس صحابيا وليس بثقة بل وسلسل بعض علماء الحديث بالاستقراء وجد في بعض الأحاديث تابعي عن تابعي عن تابعي عن تابعي ما أذكر الآن في خامس والا لأ الخامس على الأقل صحابي بمعنى التابعي الأول قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحتمل يكون آخذه عن تابعي عن تابعي عن تابعي بعدين عن صحابي أربعة بين الصحابي وبين ذاك التابعي إذا وجد بالاستقراء هذا النوع فحينما يأتينا حديث عن تابعي قال قال رسول الله فممكن أن يكون في سلسلة من الوسطاء بين هذا التابعي وبين الصحابي الذي قلنا ان الصحابة كلهم عدول يقول بذلك الحافظ المدقق إذا قلنا بقبول حديث التابعي المرسل يجب أيضًا من نفس المنطق أن نأخذ بحديث تابع التابعي هاللي يسمى في الاصطلاح المعضل الحديث المعضل وهو يكون معضلا أي تابع تابعي يقول قال رسول الله هذا يكون حجة عند من يقول بأن التابعي إذا قال قال رسول الله حجة إذن لا فرق بين هذا وبين تابع التابعي إلى أن يصل الأمر إلينا اليوم ما ... الأمثلة إلى أن يصل الأمر إلينا اليوم رجل عالم فاضل صدوق وثقة وإلى آخره يقول قال رسول الله ينبغي أن نقبله ليش لأنه أرسله كالذي قبله كالذي قبله إذن الحديث المرسل عند علماء الحديث ليس بحجة هؤلاء الذين يريدون أن يستعينوا بوضع قواعد جديدة زعموا لهدم مصطلح الحديث ولمعرفة الصحيح من الضعيف إلى آخره إما أن يكونوا فيما عليه علماء فقلت في هذا المثال مثال الحديث المرسل هذا معنى الحديث يقولون لا يحتج به لما ذكرناه آنفًا من احتمال أن يكون بينه وبين الصحابي الذي لم يذكر عديد من التابعين الذين بسبب أنهم لم يذكروا هويتهم مجهولة فقد يكونوا مسلمين لكنهم سيئوا ال ... وقد يكونوا مسلمين لكنهم من الفاسقين الذين لا يحتج بحديثهم وقد وقد إلى آخره فالذين يزعمون أنهم يريدون الآن أن يضعوا قواعد هذا القواعد إما أن يأتوا بها من القرآن الكريم والسنة وسوف لا يجدون آية أو حديثًا غفل علماء الحديث عن كل ذلك ذلك يستحيل لما ذكرناه آنفًا من قوله - تبارك وتعالى - : (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ )) ، فسبيل المؤمنين الواجب الاتباع كما يجب اتباع الرسول - عليه الصلاة والسلام - والفصل بين الأمرين معناه أنه يصدق عليهم قوله - تعالى - في حقِّ أهل الكتاب : (( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ )) ، ثم دليل يلزمهم من هذه الدعوى الخطيرة جدًّا وهي إعادة النظر في قواعد علم الحديث لا شك أنهم يلزمهم شيء آخر وبتذكيري بهذا الشيء الآخر أظن يقتنع كل مسلم حريص على عقيدته ودينه أن هذه الدعوى إلى النظر في قواعد علم الحديث وأصولهم معناه تستر باسم العلم لهدم الدين لماذا لأن كما يقولون اليوم بوجوب إعادة النظر في قواعد وأصول علم الحديث فسيدعون أيضًا وجوب النظر في أصول علم الفقه لأنه أيضًا العلم في تقدم وفي ترقي وحينئذٍ يكون الأمر من الوضوح كالشمس في رابعة النهار أن هذه الدعوى وراءها أمر خطير جدًّا وهو هدم الأصلين أصول علم الحديث وأصول الفقه لماذا ليصبح الأمر فوضى تفسر الآيات كما يشاءون ويؤخذ من الأحاديث ما يشاؤون تفسر بطبيعة الحال ومن باب أولى كما يشاءون ذلك لأنه ليس هناك ضوابط وقواعد علمية صحيحة لأن المسلمين لا يجتمعون على ضلالة وهنا أختم كلمتي لو كانت دعواهم دعوى حق لكني أقول كما قلت في كلمة سابقة أسمع جعجعة ولا أرى طحنا ينبغي النظر في هذه القواعد طيب هل نظرتم هل وضعتم قواعد جديدة تخالفون بها تلك القواعد القديمة ورأيتم قواعدكم الجديدة هي أصح وأولى ثم ما فعلتم شيئًا إذن أنتم لا رضيتم بالقديم ولا أتيتم بالجديد وهذا المقصود أو بيت القصيد هو هدم الإسلام بهدم أصوله وقواعده .

مواضيع متعلقة