مداخلة الشيخ شقرة عن علم النفس - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
مداخلة الشيخ شقرة عن علم النفس
A-
A=
A+
الطالب : ممكن ... شيخنا .

الشيخ : تفضل يا أخي ..

شقرة : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه كلام شيخنا جزاه الله خيرا أوفى بما على القواعد التي ينبغي أن تؤسس عليها العلوم جميعها بلا استثناء ولكن أحب أن أزيد أو أوضح شيئًا ربما يخفى على كثير من الناس ألا وهو أولا : أن ما يعرف بعلم النفس اليوم هو علم مستحدث ولم تكن الأمة تعرفه من قبل وقد جاءنا هذا العلم جاءنا من بلاد الغرب وغاية هذا العلم هي البحث في المشاكل والمؤثرات النفسية التي تنشأ في في مجتمع من المجتمعات ووضع أيضًا الحلول لهذه المشكلات والمؤثرات والجمع بينهم على أساس من معرفة حاجات الناس البشرية وهذه كلها ليست مؤسسة على النظر العلمي الشرعي كما أشار شيخنا وإنما هي مؤسسة على أساس من التجارب المادية الصرف ففي أمريكا مثلًا عندما يريدون أن يبحثوا في مشكلات الشباب يرون بأن هذه المشكلات قائمة على أساس من النظرة الجنسية والنظرة الجنسية هي العقدة الكبرى في حياة الغرب فإذا استطاعوا في ضوء علم النفس أو على أساس من علم النفس أن يحلوا هذه العقدة وأن يضعوا الحلول المناسبة للشباب التي تخرجهم من هذه العقدة وتجعلهم ينطلقون من غير تعقيد كما يقولون إذن وصلوا إلى الغاية التي يريدون لكنهم كما قلت وأسلفت لا ينظرون في هذه الحلول لهذه المشكلات ولهذا المؤثرات لا ينظرون إلى الشرع فالشرع أبعد ما يكون عنهم لأنهم لا يعنون به ولا يعنى بهم الشرع لأنهم ضربوا به عرض الحائط وأعرضوا عنه ونسوا أن شرع الله - عز وجل - كان فيما مضى وهم يعرفونه ويدرسون ذلك دراسة وافية كانوا يعرفون بأنه يحل أو يمكن أن يضع لهم الحلول المناسبة وبخاصة وأنهم أصبحوا على اطلاع كبير في العلوم الإسلامية والشرعية ولكنهم لا يريدونها إطلاقا ومما يؤكد هذا الذي أقول أنا أن كثيرًا من الشباب المسلم الذين يريدون الحصول مثلًا على الشهادات العلمية كالماجستير والدكتوراه لا يعجبهم أن يحصلوا على هذه الشهادات من بلاد المسلمين فيولون وجوههم شطر تلك البلاد ويدخلون الجامعات وينالون الشهادات العلمية كالماجستير والدكتوراه في الشريعة الإسلامية التربية الإسلامية وفي العلوم الإسلامية وفي غير ذلك ينالونها من جامعات الغرب الذي لا يعترف بدينهم فإذن هم يعرفون الحق ولكنهم يجهلونه في نفوسهم وإذ الأمر كذلك فإن على أهل العلم في بلاد المسلمين عليهم أن ينظروا إلى هذه المسألة نظرة عميقة ويعلمون بأن هذه العلوم التي صارت في بلادنا والتي صارت من متطلبات حياتنا وغاياتنا ومقاصدنا هذه لا تناسب حياتنا إطلاقا وهم يستوردونها استيرادا ويفرضونها على الجامعات والمؤسسات العملية فرضا بدعوى لا أقول بدعوى المعرفة أو بدعوى المعرفية للعلوم أو للعلوم الواردة أو المستوردة أو الوافدة إلينا بل لأننا أصبحنا في حاجة إلى هذه العلوم وهذا هو مكمن الخطر والداء الأكبر لذا علينا أن ننفض هذه العلوم نفضا وأن نوقن بأنها إنما يراد بها يراد بها الإساءة إلينا وزحزحتنا يراد بها الإساءة إليها وزحزتنا عن منهاج الحق منهاج الدين الإسلامي الذي فيه الكفاية من النفس البشرية والعقل الإنساني وحل المشكلات التي لا يمكن لعلم النفس وللعلوم الأخرى التي وضعها أولئك العلماء على ضوء مشكلات في حياتهم في المجتمع الغربي الكافر لا يمكن أبدا أن تحل مشكلاتنا لأنها منافية كل المنافاة لطبائعنا أولا ولأحوالنا ولمجتمعاتنا ولعقائدنا ولتربيتنا ولغير ذلك من تقاليدنا وعاداتنا وأعرافنا إذن هم يأتون بالشيء الغريب جدًّا ليضعوه أو ليصبوه صبا في عقولنا وأنا أعرف الكثير من أولئك الذين جلبوا الشهادات في علم النفس والتربية هم أفشل الناس في تأسيس بنية علمية تسمى بعلم أو ببنية علم النفس التربوي هم أفشل الناس في هذا لماذا ؟ لأنهم يريدون أن يطبقوا ما عند الغرب وما لقفوه وما لقنوه هناك يريدون أن يطبقوه هنا في مدراسنا ومؤسساتنا العلمية وهذا شيء لا يمكن على الإطلاق بعد هذا أقول إن علماء المسلمين مطالبون الآن أن يرفضوا هذه النظريات الوافدة التي تأباها حياتنا نحن المسلمين تأباها كل الإباء أن يرفضوها وأن يعلموا الأمة جميعًا بأن هذا العلم هو خطر في حقيقته على ديننا وأخلاقنا وحياتنا الاجتماعية وأسرنا ومدارسنا وتعليمنا وتربيتنا إلى غير ذلك والحل جميع لجميع المشكلات في حياتنا هو في ديننا (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا )) وما كان يومئذ دينا هو الذي يصلح أن يكون اليوم دينا وما عرفنا قط أن مجتمعات المسلمين الأولى احتاجت إلى مثل هذا العلم لأن الله - تبارك وتعالى - جعل لهذه الأمة بصيرة نافذة بدينها وفي دينها استطاعت بها أن تفي على الغاية وأن تجد نفسها في منجى عن كل علم يفد إليها من قريب أو بعيد لا في القرون الأولى التي عاشت بها بل وفي كل القرون الآتية التي ستحيا فيها الأمة ويكفينا من ذلك أن نقرأ مثل قوله - تعالى - : (( وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ )) ، وإذا كان علم النفس اليوم الذي يأتينا من الغرب يراد به حل المشكلات على ضوء معرفة هذه المشكلات في ضوء النفس البشرية المعقدة أو البسيطة أو في ضوء المستحدثات أو التجارب أو العلوم الحديثة كل هذه نحن في غنى عنها إذا تأملنا مثل قوله - تعالى - مثلًا نضرب مثلًا بسيطًا الله - تبارك وتعالى - يقول في شأن : (( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ )) (( فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ )) لا الآية الأخرى نعم .

السائل : (( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ )) .

شقرة : لا الآية آ إيش الآية لا إله إلا الله (( فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا )) فلا يطمع (( فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ )) انظروا إلى هذه الجزئية من هذه الآية نعم .

الطالب : بالفاء (( فَلَا تَخْضَعْنَ )) .

شقرة : (( فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا )) انظروا إلى هذه الآية هي خطاب لأمهات المؤمنين ونساء المؤمنين ألا تلين إحداهن القول وهي تتحدث مع الرجل ذلكم لأن إلانة القول تحدث في نفس الرجل إثارة هذه مسألة جزئية من الجزئيات جزئية أخرى مثلًا (( وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جميعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )) ، (( وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ )) ، (( وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ )) هذه الجزئية من الآية - أيضًا - تلفت أنظارنا إلى شيء عميق في النفس إلى أن الحركة بين الرجل والمرأة لا تحتاج إلى شرح وبيان بالألفاظ والكلمات وإنما تنشأ العلاقة بالحركة والنظرة والبسمة وأي شيء يصدر من فإذا بها هذه الحركة أو هذا الذي نشأ من المرأة يوافق شيئًا ربما لا يكون ضده وإنما ينسجم معه في نفس الرجل وهكذا فإذن علم النفس هو معرفة الإدراكات النفسية التي عند الرجل وعند المرأة على حد سواء لتجنيب الرجال والنساء معا الأخبار التي تتهدد تهديم النفوس في ضوء كتاب الله وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - والبيان والشرح يطول في هذا المجال كثيرًا وكثيرا جدًّا وأكتفي بهذه الإلماحات اليسيرة السريعة مستأذنا أقول - أيضًا - جزى الله شيخنا أحسن الجزاء على ما أتاح لي هذه الفرصة لأداخله أو أداخل حديثه بهذه الكلمات التي أرجو أن أكون قد وفقت فيها والسلام عليكم .

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته نفع الله بكم . عندك شيء حول الموضوع ولا جديد ؟

السائل : حول الموضوع .

الشيخ : تفضل .

مواضيع متعلقة