ذكر بعض أدلة ما ذهب إليه سلمان العودة من جواز طلب المناصب الدينية ومناقشة ذلك . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ذكر بعض أدلة ما ذهب إليه سلمان العودة من جواز طلب المناصب الدينية ومناقشة ذلك .
A-
A=
A+
الطالب : ... يا شيخ هنا بيقول : عم بيقول ... " حريص على خير نفسه وخير المسلمين هو من يبذل ما عنده من العلم والفهم والفقه ولو قل دون أن يدعي ما ليس له ومن يزاحم أهل الضلالة والبدعة في قيادة المجتمعات الإسلامية وتوجيهها ويستفيد من الفرص المواتية في ذلك مع حرصه الشديد على سلامة نفسه من التعلق بالدنيا والجاه والمكانة عند الناس ... لكن لو وجد أن نفسه لا تطاوعه إلى فعل هذا الخير المتعدي النافع للناس كافة من العلم والتعليم والقيادة والتوجيه والتصدر إلا بشيء من الأغراض الدنيوية من تحصيل مال أو رغبة في جاه أو منزلة أو نحو ذلك وكان ضرر هذه الأشياء أقل من المصلحة المترتبة على هذه الأعمال مع استعداده لترك هذه الأعمال الخيرية كراهية لما لابسها " .

الشيخ : كراهية .

الطالب : " كراهية لما لابسها مما يدل على إخلاصه وحسن مقصده ورغبته في استقلال النية في العمل استقلالا تاما خالصا من كل شائبة فإن مباشرته لهذه الأعمال الصالحة النافعة ومعاناته لها مع مجاهدة نفسه على تمام الإخلاص لئلا تستقر بها الرغبة في الأغراض العاجلة خير من اعتزاله وتركه الميدان لغير أحد إلا للمفسدين والمنحرفين والمرائين خاصة حين لا يوجد من يقوم بهذه الفروض ولا من يتصدى لها بما يكفى لتوجيه عموم الناس ودعوتهم وتعليمهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وقيام أهل العلم والصلاح بواجب الدعوة والبلاغ والإنكار مع ما يستلزمه ذلك من التصدر والبروز والظهور يفيد في إنكار المنكرات الكبيرة التي تحتاج في إنكارها إلى عصبية تحيط بالمنكر تكسبه القوة والثقل وتحميه من أن يصل إليه أذى أهل المنكر وذلك مثل المنكرات الشائعة الشهيرة المستقرة التي اعتادها الناس وألفوها حتى صارت جزءا من حياتهم والمنكرات التي يقف خلفها المنافقون المستترون سواء كانوا أهل سلطة ونفوذ وتمكين أو كانوا مما يحيطون بأهل السلطة والنفوذ والتمكين والمنكرات التي يقف خلفها بعض المحسوبين على الدين أو العلم أو الشرع وهم في الحقيقة من أهل الزندقة والجهل والهوى وإن مما ينبغي أن يلاحظ أن الله تعالى أثنى على المؤمنين بدعائهم وقولهم : (( رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا )) " .

الشيخ : آمين آمين آمين .

الطالب : " وطلب الإمامة في الدين مما يمدح به ويثنى عليه وليس فيه مذمة بحال من الأحوال وكذلك " لما جاء عثمان بن أبي العاص فقال : يا رسول الله ، اجعلني إمام قومي . قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( أنت إمامهم ) " .

الشيخ : قال كيف قال ؟

الطالب : قال : اجعلني إمام قومي .

الشيخ : اللي قبله .

الطالب : " وكذلك " لما جاء عثمان بن أبي العاص فقال : يا رسول الله ، اجعلني إمام قومي . قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( أنت إمامهم ، واقتَدِ بأضعفهم ، واتَّخِذْ مؤذِّنًا لا يأخذ على أذانه أجرًا ) . حديث رواه الترمذي ، ويخرج الحديث ، فأقرَّه النبي - صلى الله عليه وسلم - على طلب الإمامة ولم يعتَبْ عليه في ذلك ، بل قال له : ( أنت إمامهم ) ، ثم أوصاه ببعض الوصايا المتعلقة بالإمامة ووجوب الرفق فيها بالرعية وتولية الأكفاء المخلصين الذين لا يريدون الأجر إلا من الله فهذا فيما يتعلق بالإمامة الدينية أما ما يتعلق بالإمامة الدنيوية فمن يكون قصده الإمارة مثلًا أو الوظيفة فهذا يقال في حقه ما قاله الرسول - صلى الله عليه وسلم - لعبد الرحمن بن سمرة : ( يا عبد الرحمن بن سمرة ، لا تسأل الإمارة ؛ فإنك إن أُعطِيتَها عن غير مسألة أُعِنْتَ إليها ، وأن أُعطِيتَها عن مسألة وُكِلْتَ إليها ) ، فجدير بالداعي وطالب العلم أن يعرف الدوافع الموانع وحقيقتها وهل هي دوافع أو موانع صالحة شرعية أم أنها من إلقاءات الشيطان التي تتزي في النفس بزيِّ الخير وهي بضد ذلك ؟و كثيرًا ما تتحالف هذه القوى الخيفة الشريرة لإحكام أحاديث الغربة وإشاعة الفتنة وتتوحد ضد السنة وأهلها وكثيرًا ما يجد الولاة والحكام المنحرفون عن الشريعة الحائدون عن منهج النبوة في مألوفات الناس وعوائدهم حجة لترك لمنكرات بل ونشرها وإشاعتها وإهمال الأمر بالمعروف وإخماله والتضييق على أهلها وتعميق اضطرابهم ... المنتسبين إلى الدين من المتصوفة والمرتزقة والمطمصلحة وأضرابهم من يتمسحون به في إظهار حدبهم على الدين وحرصهم عليه مقابل تمكين لهم في نشر طرائقهم الضالة بين المسلمين والترويج لها مصداقا لقوله - تعالى - : (( وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ )) " وبعدين بيكمل حول التغيير بالقوة أنه غير صحيح .

شقرة : أنا بدي أسأل سؤال هذا الكلام الذي بيحكيه ممكن أن يعرفه الإنسان من نفسه لكن هل يعرفه الناس منه ؟

الشيخ : طبعًا .

الطالب : الخبراء به قد يعرفون .

شقرة : أيضًا الناس الذين أقرب الناس من حوله لا يعرفون هذا الأمر فيه لذلك هو إذا كان بدك تحكّم هذا وهات كل واحد يحكم على نفسه بمثل هذا ولا يستطيع أحد أن يعرف كما قلنا بما يحكم به على نفسه فهذا أمر لا يمكن أن يتم بالطريقة التي ذكر .متى بتضبط الطريقة هذه ؟ إذا كان الآخرون يعرفون منه ما يعرف من نفسه هو فبيقولوا يا ابن الحلال لا تقرر لما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - لعبد الله بن سمرة .

الشيخ : ... قال .

شقرة : لعبد الرحمن بن سمرة لما قال : ( إنك إن طلبتها وُكِلْتَ إليها ، وإن أتَتْكَ أُعِنْتَ عليها ) ، كان الرسول - عليه الصلاة والسلام - يعرف من أصحابه حتى لو لم يكن بالوحي للذكاء الذي أعطاه الله إياه ما يعرفه الصحابة من أنفسهم ولذلك كان يدرك نفسية الصحابة هل هذا الأمر يعني على شيوع الوظائف والمناصب وكثرتها وكثرة المال الذي يجري من تحت أرجل الناس واتساع رقعة الرزق على العباد هل هذه كلها يمكن أن يحكم بها على إنسان من قبل الآخرين ؟ أحسب أن لا لذلك هذه القضية هذه المسألة بيعالجها الأخ سلمان معالجة اللي كأنه يعني واحد يعالج في نفسه هو فقط ما بيعالج الآخرين فإذا تولى المناصب الصالحون ولنفرض أن الصالحين عشرين بالمئة من مجموع الناس الموجودين في هذا نقدرهم هكذا هل تعتقد بأن هؤلاء العشرين في المئة يعني الذين نظن بأنهم صالحون فيما يبدو لنا هل هم صالحون حقيقة أولا ؟ وثانيا هل يستطيعون الصبر على لأواء هذه الوظائف والصمود أمام إغراءاتها وثالثا ما الذي يضمن لنا الخطر الذي سيقع فيه هؤلاء وهم يعرفون من أنفسهم ما لا يعرف الناس منهم ورابعا هل تضمن بعد أن يسقطوا في حبائل مش الغربة في حبائل الفتنة والمال والوظيفة والمناصب هل تضمن بأنهم سينفعون المسلمين شيئًا إن بقي واحد أو اثنين أو ثلاثة أو أربعة بيصير نقول والله إن في الوزارة الفلانية رجلًا صالحًا يسمى فلان ولكنه لا يملك من أمره شيئًا أبدًا .

الشيخ : نحن عم نشوف كبار ... مع الزمن تطوروا وأظن أنت معي في هذا .

الطالب : ما في شك هذا موجود .

الشيخ : طب شلون بقى بدنا نحض الناس إنه يصعدوا إلى هذه المراكز والمناصب هذه للقيام بواجب هو واجب لكن لازم نحافظ على نفسه قبل غيره (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ )) .

الحلبي : شيخنا .

الشيخ : نعم .

الحلبي : تتميما لكلام أخينا الأستاذ أبي مالك جزاه الله خيرا يعني ومعالجة لنفس النقطة لكن بصورة اخرى فيما أحسب وأرجو أن تقوموا كلامي لعل يكون فيه جانب من الخطأ أو الصواب .

الشيخ : تفضل .

الحلبي : فأقول شيخنا قصره الأخ سلمان أعني قصره النهي عن طلب الإمارة بالنية الدنيوية مع تجويزه طلب الإمامة بالنية الدينية ألا ينعكس عليه بأن يقال هناك من يطلب الإمامة وهي دينية بنية دنيوية وهناك من يطلب الإمارة وهي الدنيوية لنية دينية .

الطالب : هذا فاسد هو لا يجيز هذا .

الحلبي : يعني ينعكس نفس الكلام ينعكس عليه القول .

الشيخ : إي نعم .

الطالب : يعني البحث هو .

الحلبي : يعني الآن قصره للذنب الدنيوي هذا قصر غير وارد الرسول - عليه الصلاة والسلام - لما نهى عبد الرحمن بن سمرة هل نهاه عن شيء دنيوي محض وهو يعلم من أصحابة رفعة في الإيمان وعلوا في التقوى آه شيخنا .

الطالب : يعني الآن صار من كان يريد الإمامة في الدين وهو من أجل الدنيا هذا مذموم قطعا قولا واحدا ولا يقال بانه يجوز له ذلك إذا كانت نيته فاسدة.

الحلبي : والعكس .

الطالب : والعكس يمكن أن يكون صحيحا لكن نادرا هذا مثلًا قول يوسف - عليه الصلاة والسلام - : (( اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ )) .

شقرة : سبحان الله أنا بدي أقول إن شاء الله ما يستشهد به .

الحلبي : هذه نفس حجة .

الطالب : هنا لا ما هنا لكن لا يقال هنا إذا تعين قد .

شقرة : هذه زي بلقيس تمامًا هذه زي بلقيس .

الطالب : الآن مش دائمًا هذا يكون أحيانا يمكن أن يتعين على رجل واحد ما في غيره يقوم بهذه المهمة ولا يوجد أصلح منه حينئذٍ يمكن أن يكون هو .

الحلبي : هذا العمل في الحقيقة لا ضابط له آه شيخنا .

الشيخ : إي نعم .

الطالب : إي لا ضابط له نحن نقول هنا قد تضيق المسائل لذلك هو جاء بالقاعدة أولا وبين أنه قد تتداخل الأمور وتختلط وهنا يجب أن يبذل المسلم جهده في معرفة المفسدة والمصلحة وأيهما أرجح فإذا رأى أن المصلحة أرجح والفوائد التي يحصلها أكثر من المفسدة التي سيتعرض لها أقدم وإذا رأى أن المفسدة وغلب على ظنه أن المفسدة أكبر أحجم .

مواضيع متعلقة