هل إذا أنكر الإنسان أيَّ شيء كان مما هو ثابت في الكتاب وفي السنة يكون كافرًا ؟ وهل أيُّ شيء أنكره المسلم مما ثبت في الكتاب والسنة يكون جاحدًا ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل إذا أنكر الإنسان أيَّ شيء كان مما هو ثابت في الكتاب وفي السنة يكون كافرًا ؟ وهل أيُّ شيء أنكره المسلم مما ثبت في الكتاب والسنة يكون جاحدًا ؟
A-
A=
A+
الشيخ : أعود بقى للأخ هنا حينما قال بالنسبة للذي قال - أنا قلت وأنت أعدت - أنُّو الصلاة رجعية ، هذا كلام ينبي عمَّا في قلبه ، وهو أنه جحد ما هو ثابت في الإسلام ، وهنا لا بد - أيضًا - من نقطة تستحقُّ البيان ، وهو : هل مجرَّد ما أنكر الإنسان أي شيء كان مما هو ثابت في الكتاب وفي السنة يكون كافرًا ؟ جَحَد ، هل أيُّ شيء أنكره المسلم مما ثبت في الكتاب والسنة يكون جاحدًا ؟

الجواب : لا . وإنما يكفر بجحوده ما عَلِمَه من الإسلام ، أما إن جحد شيئًا أنا أقول : إنه من الإسلام ، وهو يقول : لا ، هذا ليس من الإسلام ، يقول لي - مثلًا - : إيش حجتك ؟ أقول له : حديث الرسول - عليه الصلاة والسلام - . يقول لي : هذا حديث غير صحيح . أقول له : لا ، هذا رواه البخاري . يقول لي : شو رواه البخاري معصوم ؟!! عنده إشكالات ، عنده شبهات إلى آخره ، أنا ما أكفِّره هذا الإنسان بالرغم أنُّو خالفني .

ونحن نعلم علماء كبار في العصر الحاضر وقبل العصر الحاضر ينكروا أحاديث صحيحة متفق عليها بين علماء المسلمين خاصة منهم المحدثين ، مع ذلك ما نكفِّرهم ، ها وأنتم مع " السيد قطب " في تفسير المعوذات في آخر القرآن ينكر حديث سحر الرسول - عليه السلام - ، وأنه قال الرسول - عليه السلام - أنُّو الله - عز وجل - أعلَمَه بسبب مرضه وسحره وإلى آخره ، فـ " السيد قطب " ينكر هذا الحديث ؛ نكفِّره ؟ ما يجوز نكفره . ناس آخرون ينكروا عقائد ثابتة في القرآن ؛ لأنه سيقول قائل منكم الآن : هذا حديث ، والحديث ظنِّي الثبوت ، ودخله شبهة إلى آخره ، لكن من أين بدو يدخل له الشبهة بإنكار ما في القرآن ؟ بيدخل الشبهة بإنكار ما في القرآن من ناحية التأويل .

ولذلك ضلَّت الفرق الإسلامية جهمية ومعتزلة وجبرية وخوارج و و إلى آخره ، لا يوجد مسلم على وجه الأرض يقول أنَّ قول الله - عز وجل - : (( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )) ، هذه ليست آية كريمة ، ما في مسلم يقول هذا ، ولكن في مسلمين يقولوا : لا يُرى الله يوم القيامة ، لِكْ الله عم يقول : (( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )) ، يقول لك : ما فهمتم معناها ، معناها (( إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )) أي : إلى نعيم ربِّها ، بتقدير مضاف محذوف ، هؤلاء مع أنهم ضالون لكن ما حكم عليهم أهل التوحيد بأنهم مرتدون عن دينهم ؛ لماذا ؟ لهم شبهة ، لهم عذر ؛ لذلك الكفر أوَّلًا يترتَّب بالجحد ، وثانيًا بجحد ما عُلِمَ من الدين بالضرورة ، هذا تعبير علمي مش مجرَّد ما جحد مسلم ما أيَّ شيء ما من الشريعة المعروفة لدينا يُحكم عليه بأنه مرتد عن دينه ؛ لا ، وإنما إذا أنكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة فهو مرتد .

أما قوله : (( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )) دخل فيها خلاف منذ القديم ، وتسلسل هذا الخلاف إلى اليوم حتى صارت مسألة خلافية في العقائد ، وعندك اليوم جماهير المسلمين لا يؤمنون بأن الرحمن على العرش استوى ، فما أظن أحد منكم يقول : لا يؤمنوا بأن الله قال : (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) ، هذه آيات عديدة في القرآن بهذا المعنى بهذا اللفظ ، (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) ، لا يؤمنون بأن الرحمن على العرش استوى بمعنى استعلى ، كما هو تأويل السلف الصالح أو تفسيرهم ، وإنما لهم تآويل منحرفة عن جادة السلف ، فهل كُفِّروا ؟! ... .

مواضيع متعلقة