مواصلة الحديث حول قوله - تعالى - : (( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ )) ، (( وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ )) ، وأنَّه قد يكون تارةً كفرًا عمليًّا ، وتارةً اعتقاديًّا . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
مواصلة الحديث حول قوله - تعالى - : (( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ )) ، (( وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ )) ، وأنَّه قد يكون تارةً كفرًا عمليًّا ، وتارةً اعتقاديًّا .
A-
A=
A+
السائل : ... الدليل الثالث : يقول لك أنُّو الحشد الطويل من الآيات اللي سبقت هذه الآية يؤكد معناها ، ابتداءً إن الله ... (( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ )) إلى انتهاءً : (( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ )) ، ولكن أكَّد معناها ... .

الشيخ : هذا جواب عند أهل العلم أنُّو العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، خصوص السبب اللي هو عم يتمسَّك فيه بمناسبة الآيات أنُّو ناقض الحكم فعلًا في اعتقاده كان ... فإيمانه هنا المنفي مطلق الإيمان ، أي : إنه كافر مرتد عن دينه ، ولكن هذه حادثة عين طُبِّقت عليها الآية ، تجي حادثة عين تختلف عن تلك بعض الاختلاف ... يأتي إنسان لا يقبل الحكم الشرعي ، لكن ما يكفر قلبيًّا واعتقاديًّا ، هذا دون ذاك طبعًا فهو ... النسبة إليه لا يوجد إيمان كامل ، فـ ( لا إيمانَ لِمَن لا أمانةَ له ، ولا دينَ لِمَن لا عهدَ له ) كيف يمكن تفسير هذه النصوص بهذه الطريقة ؟ ... يعني الكامل .

السائل : قول ابن حزم أنُّو ... يعني وُجِدَت نصوص أخرى لم يطَّلع عليها ابن حزم ؟

الشيخ : ابن حزم يقول هذا ... .

السائل : ... .

الشيخ : إي نعم ، شو يقول فيها ... ؟

السائل : تُخرجها عن معناها الظاهر .

الشيخ : لأنُّو ما لنا بحاجة نُخرجها .

السائل : أيوا .

الشيخ : مو آية (( لَا يُؤْمِنُونَ )) ؟

السائل : نعم .

الشيخ : نحن (( لَا يُؤْمِنُونَ )) مثل ما قلنا الآية وأحاديث ، (( وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ )) ، فَمِنهم تارةً كفرًا عمليًّا وتارةً كفرًا اعتقاديًّا ، وهذا من بلاغة القرآن يشمل هذا وهذا ، كذلك (( لَا يُؤْمِنُونَ )) ما بحاجة لتخصيص ، الآية تبقى على إطلاقها ، وتُفصَّل حسب وقائع الحوادث .

السائل : ... ( يُخرج من النار مَن لم يعمل ) عملًا .

سائل آخر : ( من لم يعمل ) عملًا .

الشيخ : ( خيرًا قط ) .

سائل آخر : ( خيرًا قط ) ... .

الشيخ : إي نعم ، صحيح .

السائل : ( لم يعملوا خيرًا قط ) .

الشيخ : ... .

سائل آخر : ... .

الشيخ : يعني لم يعمل خيرًا قط .

سائل آخر : ... .

الشيخ : رجل لم يعمل خيرًا قط ؛ إي شو المقصود ؟

السائل : بالنسبة يُخرج بشفاعة .

الشيخ : إي نعم ، بشفاعة ربِّ العالمين - تبارك وتعالى - .

السائل : الشفاعة في الحديث الصحيح ... ( شفاعتي لأهل الكبائر من أمَّتي ) ؛ يعني التوفيق بين هذا وذاك ؟ ... .

الشيخ : ... أسألك لحتى ... .

السائل : أن في تعارض بين ... .

الشيخ : شوف لي ... .

السائل : أن هذا الرجل ما عمل خيرًا قط ، وأُخرِجَ من الجنة .

الشيخ : من النار .

السائل : من النار وأُدخِلَ الجنة .

الشيخ : سجِّلها عليه ، إي [ الجميع يضحك ! ] .

السائل : أُخرِجَ من النار وأُدخِلَ الجنة ، والظاهر ما ارتكب كبائر .

الشيخ : طيب .

السائل : يعني هذا التعارض ... .

الشيخ : طيب طيب ، بعدين شو فكرك بقى اللي ( شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ) ؟

السائل : ( شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ) .

الشيخ : إي .

السائل : وأُخرِج يعني بالشفاعة هذه ولَّا بشفاعة ثانية ؟

الشيخ : أنا قلت : شفاعة ربِّ العالمين .

السائل : ... ليست شفاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - .

الشيخ : لا ، لأنُّو مثل ما في شفاعة الرسول في شفاعة الملائكة ، وفي بالحديث في البخاري : ( شَفَعَ الأنبياء والمرسلون والملائكة فلم يبقَ إلا رب العالمين - سبحانه وتعالى - ، فيقول : أخرجوا مِن النار مَن كان في قلبه مثقال ذرَّة من إيمان ) ، لكن يظهر أنُّو الإشكال اللي عرضته قائم فيما يبدو لي على توسيع فهمك لحديث : ( شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ) ، بمعنى أنُّو هو يشفع لكل أهل الكبائر من أمتي .

السائل : ... ؟

الشيخ : آ ؟

السائل : ... .

الشيخ : لا ، هو ... لازم تلاحظ أنُّو الله ... لكن كليًّا ؛ يعني يشفع لأهل الكبائر كلهم بإذن الله ، كأنُّو هيك قائم في ذهنك ، ولولا ذلك ما ... يعني إذا فهمت من الحديث : شفاعتي لبعض أو كثير من أهل الكبائر من أمتي بإذن ربي .

السائل : كيف أفهم ... ( ... لأهل الكبائر من أمتي ) ؟

الشيخ : هلق أنا ما عندي ، أنا عندي جواب ... بس قبل ما أجاوبك بدي ألفت نظرك سبب التعارض اللي قام في نفسك ؛ هو أنَّك فهمت هذا الحديث على عمومه وشموله ، لكن لو فهمته على خلاف ذلك كما قلتُ : شفاعتي لبعض أو كثير من أهل الكبائر من أمتي بإذن ربي ؛ هذا القيد مفهوم ، ما تعارض حينئذٍ معناه . طيب ، الآن اسأل بقى ، شو سؤالك ؟

السائل : ما الدليل على أنُّو بعض ... ؟

الشيخ : آ ، هو ذاك الحديث ؛ مثلًا يعني ، وهذا اللي كنَّا عم ندندن فيه ، إذا نظرت لحديث معيَّن منفصلًا عن أحاديث أخرى تفهم منه الصورة اللي وضحت ، لما تضمُّه إلى أحاديث أخرى يتغيَّر المعنى ، هذا قصَدْت .

مواضيع متعلقة