كتاب " السماع " لـ " ابن القيسراني " فيه أحاديث كثيرة تفيد تحليل السماع للغناء والموسيقى ، والأحاديث التي تنفي ذلك يضعِّفها ؛ فالرجاء الإشارة السريعة للكتاب وصاحبه ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كتاب " السماع " لـ " ابن القيسراني " فيه أحاديث كثيرة تفيد تحليل السماع للغناء والموسيقى ، والأحاديث التي تنفي ذلك يضعِّفها ؛ فالرجاء الإشارة السريعة للكتاب وصاحبه ؟
A-
A=
A+
الشيخ : هنا سائل يقول : كتاب " السماع " يقول : لابن الكسراني . أنا والله ما أعرفه .

السائل : القَيْسراني ، القَيْسراني .

الشيخ : القيسراني ، أنا ما أعرفه .

يقول : به أحاديث كثيرة تفيد تحليل السماع للغناء والموسيقى ، والأحاديث التي تنفي ذلك يضعِّفها ؛ فالرجاء الإشارة السريعة للكتاب وصاحبه ؟

المهم ما في الكتاب وليس الكتاب وصاحبه ، وإلا الكتاب وصاحبه لا أعرفه ، ولو أعرفه وصاحبه ما تعرَّفت عليهما ، إنما [ الجميع يضحك ! ] ، المهم أنَّ ما يُحكى في هذا السؤال أن فيه أحاديث تفيد تحليل السماع ، هناك كتاب لعله أسبَق من هذا وهو كتاب ابن حزم الظاهري .

سائل آخر : " طوق الحمامة " .

الشيخ : نعم ؟

سائل آخر : " طوق الحمامة " أظن .

الشيخ : لا ، خالص في إباحة الملاهي .

السائل : هذا أسبق .

الشيخ : هذا أسبق .

السائل : ... .

الشيخ : طيب .

السائل : كتاب القيسراني موجود ... .

الشيخ : خمس مئة ؟ إذًا تتفق أنت والشَّيخ علي .

السائل : ... .

الشيخ : تتفق أنت وياه يعني .

المهم أنا أظن لأنُّو هذا اسم غريب ، لو كان قديمًا الظَّن بي أن أعرفه ، المهم أن ابن حزم له كتاب في إباحة الملاهي .

سائل آخر : ... .

الشيخ : لا لا ، كتاب خاص ، " طوق الحمامة " كتاب أدبي ، وفيه ما يصح ذكره وما لا يصح حكايته ، لكن كتاب " إباحة الملاهي " خاص في هذا الموضوع .

وفي كتاب " إحياء علوم الدين " لـ " محمد الغزالي " كتاب خاص في السماع ، اسمه كتاب السماع ، وهو - أيضًا - هناك يميل مَيْلة الصوفية إلى إباحة الآلات ، لكن على قولة مَن قال : بنيَّة طيبة ، المهم لا يوجد في السنة أبدًا أحاديث تُبيح آلات الطرب على طريقة الصوفية مطلقًا ، وأعني بكلمة طريق الصوفية أنهم يدخلون آلات الطرب في الذكر الإلهي ، قد نجد مثل ابن حزم ، ابن حزم ليس صوفيًّا ، بل هو في واد والصوفية في واد ، الصوفية فيهم تحلُّل ، ذاك فيه جمود ، وهذا ضد هذا .

فابن حزم قد ... بعض أحاديث يتوهَّم منها إباحة سماع آلات الطرب للطرب ، أما الصوفية فقد أدخلوا آلات الطرب واستحلُّوها في ذكر الله - عز وجل - ؛ لذلك فيستحيل أن يوجد حديث يبيح آلات الطرب على الطريقة الصوفية ، قد يوجد حديث يفهم مثل ابن حزم وغيره إباحة شيء من آلات الطرب للطرب فقط ، أما لا يجوز ربط هذا بالذكر لله - عز وجل - . أما الأحاديث التي تحرِّم الغناء ويضعِّفها ابن حزم وهذا مقلِّد له فيما يبدو ؛ فهذا خطأ .

نعم ؟

سائل آخر : ... ابن حزم ... .

الشيخ : لا ، لا يمكن أن يكون هذا أبدًا .

فأقول : الذي يضعِّف فهو أحد شيئين : إما أنه لم يُحِطْ علمًا بكل ما جاء في موضوع تحريم آلات الطرب من جهة ، أو أنه لم يحط بطرق الحديث الذي ضعَّفَه من جهة أخرى ، وهذا شأن ابن حزم وهو إمام ، أما هذا فرجل مغمور مهما يكن فهو ليس إمامًا من أئمة المسلمين ، يكفي وأنا قد مضى عليَّ هذا السِّن ما سمعت مثله لو كان مفسِّرًا كنا سمعنا باسمه في كتب التفسير ، محدِّثًا في الحديث ، فقيه في فقهاء الحنفية والشافعية ، إنما هو رجل من هؤلاء المؤلفين ، أما ابن حزم فإمام له وزنه في العلم في رواية الحديث في استدلاله للمسائل الفقهية على شذوذه المعروف في الظاهرية . فابن حزم وقع في هذا الخطأ ، جاء إلى حديث البخاري فضعَّفه لأن البخاري : " قال هشام بن عمار " . هشام بن عمار شيخ من شيوخ البخاري ، ما قال البخاري كما هي عادته في كل أحاديث كتابه : حدثني هشام أو حدثنا هشام بن عمار ، ما قال هذا ، إنما قال : " قال هشام " ؛ فاعتبر ابن حزم هذا الإسناد منقطعًا .

وهذا منه غفلة ولا أقول جهل ، لأنه لأننا نراه يحتج دائمًا وأبدًا بالأحاديث التي ليس فيها التصريح بالسماع وبالتحديث ، وإنما يقول الراوي : عن فلان عن فلان عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، يقول : هذا حديث صحيح ، مع أنه معنعن ، وقد يكون مؤنأنًا ؛ أن فلان قال ، أن فلان قال ، أن فلان قال ، ما في حدثني ، مع ذلك هو يحتج ؛ لماذا ؟ لأن الرواة كلهم ثقات .

وشرط آخر لا بد منه ولا يُعرف فيهم مدلس ؛ لأن المدلس إذا قال : " عن " يسقط حديثه ؛ حينئذٍ نقول له : ما بالك يا ابن حزم تحتج بشيوخ البخاري الذين يروون بالعنعنة ثم تقف هنا فتعلُّ الحديث بالانقطاع بين البخاري وبين شيخ الإسلام بأنه ما قال : " حدثني " ، وإنما قال إيه ؟ " قال هشام " . طيب ، هل هو مدلس ؟ لو أن البخاري كان مدلِّسًا كنَّا عاملناه معاملتنا للمدلسين كلهم ، لكن البخاري ليس معروفًا بالتدليس ؛ إذًا لا فرق بين قول البخاري : قال هشام أو حدثني هشام أو سمعت هشامًا ؛ كما أنه لا فرق بين قول سعيد بن المسيَّب : عن أبي هريرة أو حدثني أبو هريرة أو سمعت أبا هريرة ، لا فرق ؛ لأنه ثقة ، وليس المدلس والبخاري كذلك . هذا الجواب رقم واحد .

وهناك أمثلة كثيرة وكثيرة جدًّا ، منها إن كان البخاري لم يسمع هذا الحديث عن هشام فهناك حفاظ آخرون قد رووا الحديث عن هشام مصرِّحين بالتحديث ، وكفى الله المؤمنين القتال ؛ فهذا حديث صحيح إذًا ، فإن كان هذا المؤلف قد أورَدَ حديث البخاري الذي نفسه : ( ليكونَنَّ في أمتي أقوام يستحلُّون الحر والحرير والخمر والمعازف ؛ يمسون في لهوٍ ولعب ، يصبحون وقد مُسِخُوا قردة وخنازير ) ، إن كان هذا الحديث أورَدَه ثم ضعَّفه فهو مقلد لابن حزم ، وابن حزم كما علمتم ... مخطئ أشد الخطأ في هذا .

...

مواضيع متعلقة