ما هي علة الإفطار في حديث : ( أفطَرَ الحاجم والمحجوم ) ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما هي علة الإفطار في حديث : ( أفطَرَ الحاجم والمحجوم ) ؟
A-
A=
A+
الشيخ : فالحجامة قديمًا كانت كما ذكرنا بطريق المصِّ ، وأنا شخصيًّا لما كنت في أول طريق العلم وأظن أن لي أمثلة كثيرة من نفسي ، كنت لما أسمع حديث : ( أفطَرَ الحاجم والمحجوم ) أتساءل في نفسي : ليه يفطر الحاجم والمحجوم ؟ ما السبب ؟ كنت أظن أن الحَجْم يومئذٍ أو الحجامة مثل اليوم ، بعد زمن تعلَّمت ازدَدْت علمًا فعرفت أن الحاجم كان يحجم بطريق مصِّ الدم ، فحينئذٍ هذا الذي يمصُّ الدم قد يدخل إلى جوفه ، فيتعرَّض للإفطار ، أما المحجوم فلِكَونه سببًا لإفطار الحاجم ، فقوله - عليه السلام - : ( أفطَرَ الحاجم والمحجوم ) هو أوَّلًا محمول على ذلك النوع من الحجامة الذي فيه إخراج الدم بواسطة قرن طويل ، فعند المصِّ قد يسبق الدم إلى فَمِ الحاجب .

وثانيًا : هذا الحديث للعلماء والفقهاء فيه مذهبان :

المذهب الأول : أنه مُحكَم غير منسوخ ، وأن كل حاجم ومحجوم صايمين فقد أفطرا ، ( أفطَرَ الحاجم والمحجوم ) .

والمذهب الآخر : وهو مذهب جمهور العلماء أنه ليس ... إفطار ؛ كذلك لأنه ثبت من حديث أبي سعيد الخدري وغيره أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - رخَّصَ في الحجامة للصائم ، فعلى هذا فلا بأس في الحجامة للصائم حتى ولو كانت الوسيلة تلك الوسيلة البدائية ، وإنما على الحاجم أن يحذر ويحتاط لكي لا يدخل إلى جوفه شيء من الدم ، فإن دخل فقد أفطر .

مواضيع متعلقة