أحد المؤلفين باع مؤلفه مرَّتين في آن وحد ؛ إذ دفع كتابه لدار نشر واستوفى الثمن كاملًا ، ثم دفعه لدار نشر أخرى قبل أن يُوزَّع الكتاب توزيعًا كاملًا ؛ مع أن العقد ينصُّ على عدم جواز أن يُباع الكتاب لغير هذه الدار ، فقبض الثمن مرة أخرى من الناشر الآخر ؛ فما تقولون ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
أحد المؤلفين باع مؤلفه مرَّتين في آن وحد ؛ إذ دفع كتابه لدار نشر واستوفى الثمن كاملًا ، ثم دفعه لدار نشر أخرى قبل أن يُوزَّع الكتاب توزيعًا كاملًا ؛ مع أن العقد ينصُّ على عدم جواز أن يُباع الكتاب لغير هذه الدار ، فقبض الثمن مرة أخرى من الناشر الآخر ؛ فما تقولون ؟
A-
A=
A+
أبو مالك : السؤال اللي بدأناه هو أنَّ الأخ الذي قَدِمَ من الرياض وقد رأى هذا رأيَ العين ، وأطلَعَني على شيء من ذلك عندما هذا الكتاب بِيعَ مرتين ! المرة الأولى بِيعَ من أحد أو من المؤلف ، وأخذ قبض الثمن ؛ قبض الثمن ، واستوفى الثمن كاملًا من صاحب دار النشر ، ثم أَذِنَ لدار نشر أخرى قبل أن يُوزَّع الكتاب توزيعًا كاملًا أوَّلًا ، والعقد ينصُّ على عدم جواز أن يُباع الكتاب لغير هذه الدار ، فقبض الثمن مرة أخرى من ناشر آخر .

الشيخ : عجيب !

أبو مالك : نعم ، من ناشر آخر ، استوفى الثمن مرَّتين للكتاب ، ومن غير إذن صاحب الدار دار النشر الأولى ، ومن الغريب - شيخنا - بارك الله فيكم أن المقدِّمة مقدمة الكتاب - مقدمة المؤلف يعني - التي طبع الكتاب للمرة الثانية لأخذ الثمن كاملًا كما أخذه في المرة الأولى لا زالت المقدمة مقدمة الطبعة التي طُبِعَت المرة الأولى من دار النشر الأولى لا زالت مكتوبة في صفحة بعينها تمامًا في الطبعة الثانية لدار النشر الثانية ؛ فماذا تقول - شيخنا - في هذا ؟

...

سائل آخر : ... لو غيَّرها شوية شيخنا .

الشيخ : كيف ؟

سائل آخر : لو غيَّر المقدمة شوية .

الشيخ : لكن ما تتغيَّر عند الله !

الله المستعان .

أبو مالك : فما تقول - شيخنا - أوَّلًا في هذه ؟

الشيخ : هذا الشيء بالنسبة للطابع الثاني هذا بالنسبة إليه المؤلف المزعوم باع ما لم يملِكْ !! حقيقةً يعني ، باع ما لم يملِكْ .

أما بالنسبة للأول كما قلت آنفًا باع ما يملِكْ ، لكن ما ينبغي أن يكون بهذه الصورة ، وأنا ألاحظ شيء آخر ؛ أنُّو ما ينبغي هو أن يضع سعرًا ، وإنما يجعل الأمر منحة من ذلك الناشر .

أبو مالك : أحسنتم - شيخنا - بارك الله فيكم ، هذه مهمة جدًّا .

الشيخ : إي والله .

أبو مالك : لكن الاتفاق ينصُّ على الثمن أوَّلًا .

ثم - شيخنا - هنا يحضرني قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( لا يبِعْ أحدكم على بيع أخيه ، ولا يخطِبْ على خطبته ) ؛ يعني حتى لو عدَدْنا هذا بيعًا وقلنا : هذا بيع ، وجاء الطابع أو الناشر الثاني وهو على علم ، طبعًا البائع صاحب الكتاب المؤلف على علم ؛ يعني لأنه هو صاحب الشأن في هذه القضية ؛ فأَلَا تُشبه المسألة هذا الحديث ؟

الشيخ : هذا من باب أولى ، من باب أولى ؛ لأنُّو ( لا تبِعْ على بيع أخيك ) اللي لسا ما بِيعَتْ ، بينما هنا بِيعَتْ !!

الله المستعان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .

أبو مالك : طيب ، شيخنا ، كلمة حول ... يعني دقيقتين أو ثلاثة نصيحة لهؤلاء المؤلفين بنصيحة قصيرة ماذا يصنعون ؟ وقد أوفيتَ !

الشيخ : أكثر مما مضى ؟!

نسأل الله - عز وجل - أن يُلهِمَنا وإخواننا هذا هؤلاء الذين ابتُلُوا مثلي في التأليف وبالنشر ، ولكن نسأل الله - عز وجل - أن يجعل أعمالنا كلها خالصةً لوجه الله - تبارك وتعالى - ؛ وبخاصَّة نشر هذه الكتب التي قد تجعل المؤلف ولو كان مخلصًا لله - عز وجل - قد تزلُّ به القدم ولو في بعض الأحيان ؛ فنسأل الله - عز وجل - أن يثبِّتَنا على طاعته وعلى الإخلاص له - عز وجل - في كل ما نأتي وما نذر ، والحمد لله رب العالمين .

أبو مالك : أقول - شيخنا - جزاكم الله خيرًا على هذه الإجابات التي سعِدنا بسماعها ، وطابت قلوبنا بروايتها مسجَّلة موثَّقة عنكم ؛ لعل إخواننا المسلمين وبخاصَّة الشباب المؤلفين منهم يفيدون من هذه الكلمات التي قلَّما نسمع مثلها ، ولا نعرف أنه قد قيل في القديم مثل هذا القول الذي أبديتُمُوه لهم ، فجزاكم الله خيرًا على ما تفضَّلتم وما قلتم ، ونسأل الله أن يكتب لنا التوفيق في الأمر كله ، وأن يجعلنا من الراشدين في أحوالنا وأعمالنا وأقوالنا ، وجزاكم الله عنَّا وعن المسلمين خيرًا ، وصلى الله وسلم وبارك على نبيِّنا محمد ، وعلى آله وصحبه .

الشيخ : وأنتم ، جزاكم الله خيرًا .

مواضيع متعلقة