كلمة الأستاذ أبي مالك عن أمانة النقل ، وأن الإسناد خصِّيصى من خصائص هذه الأمة ، وتعقيب الشَّيخ الألباني على ذلك . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كلمة الأستاذ أبي مالك عن أمانة النقل ، وأن الإسناد خصِّيصى من خصائص هذه الأمة ، وتعقيب الشَّيخ الألباني على ذلك .
A-
A=
A+
أبو مالك : جزاكم الله خيرًا - شيخنا - على هذه الإجابة الطَّيِّبة ، ولعل من المناسب أن نذكِّر إخواننا وبخاصَّة يعني الذين هم على منهج الكتاب والسنة أن نذكِّرهم بأن الإسناد هو خصِّيصة من خصائص أو من خصِّيصات هذه الأمة ، ولولا الإسناد لَقال في الدين ما قال مَن قال .

الشيخ : مَن شاء ما شاء .

أبو مالك : مَن شاء ما شاء .

والحقيقة أن هذا الإسناد يعلِّمنا حيث أنَّ أسلافنا الصالحين من العلماء والأئمة العاملين ما كان أحدهم يروي لا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقط ؛ بل ما كان أحدهم يروي عن آخر من طبقته أو مَن دونه أو مَن قبله إلا إذا رَفَعَ هذا المرويَّ أو هذه الرواية إلى قائلها بإسناد صحيح .

وهذا يذكِّرنا الحقيقة هذا الأدب العلمي الذي تميَّزت به هذه الأمة بأنه ينبغي - أيضًا - يذكِّرنا بأنه ينبغي - أيضًا - على الكَتَبَة أو الكتَّاب الذي يكتبون للتأليف هذه الأيام أن لا يختصروا الطريق على أنفسهم ، ويأتي الواحد بعبارة أو بمقولة أو بفقرة أو بجملة أو حتى بكلمة واحدة ، ثم يُدرِجُها في كلامه مُوهمًا أن هذه الكلمة أو الفقرة أو الجملة هي من صناعته ، وقد رأينا شيخنا - بارك الله فيكم - العجبَ العجاب ، حتى من بعض مَن هم على منهج الكتاب والسنة أحدهم يأتي لصفحات كثيرة ويضمِّنها كتابه أو مؤلفه ويُغفِلُ اسمَ المنقول عنه ، وقد يكون المنقول عنه معاصرًا أيضًا ، فيأخذ ربما كتابه برمَّته وينسبه إلى نفسه مغيِّرًا طريقة السرد أو طريقة التأليف بين الجمل ، فيقدِّم ويؤخِّر ، وربما جاء بكلمات تصل بين الفقرة والفقرة أو بين الجملة والجملة مقدِّمًا أو مؤخِّرًا أو مباعدًا أو مُدْنيًا لِيُوهِمَ القارئ بأن هذا من صنيعه !!

وهذا لا شك كما أشرتم في حديثكم - بارك الله فيكم - أنه سبب من أسباب ذهاب بركة العلم وعدم العمل وفشوِّ الجهل في الناس ؛ ذلكم أن الإنسان إذا تصدَّر للكتابة فهو متصدِّر للفتيا ، وإذا ضنَّ الناسُ بهذا العالم بما يعلمون ، وهذه - والحمد لله رب العالمين - هذه فضيلة تميَّز بها أو مازَ اللهُ بها شيخَنا - جزاك الله خيرًا - ؛ حيث أنكم - والحمد لله - لا تنقلون كلمة واحدة ، بل إنكم - وهذه أيضًا خصيصةٌ تفرَّدتم بها ما نعرفها من أحد من المعاصرين في هذا الزمان - أنكم إذا نقلتم كلمة أو صحَّحتم حديثًا أو نسَبْتُم قولًا ، ثم بعد ذلك تبيَّن لكم الوهمُ في النقل أو الخطأ سرعان ما تعودون عنه من ... وهذا معروف ومعهود في كتبكم ، جزاكم الله خيرًا .

فليتَ إخواننا المؤلفين الذين انتصبت قاماتهم ، وأخذوا يزاحمون العلماء الكبار المناكب والأقدام ؛ ليتَهم أخذوا منكم هذه الخصِّيصة لتكونوا - أيضًا - قدوةً لهم فيها ، ولكن أسأل الله أن يكون لهم في هذا الكلام الذي يسمعونه أن يكون لهم فيه خيرًا كثيرًا إن شاء الله .

الشيخ : إن شاء الله ، بالإضافة إلى ما ذكرتم من ذهاب البركة بسبب ما أشرتم إليه من نقل كلام الغير دون عزوٍ إليه مما يمكن أن نسمِّيَه بسابقة حديثة أو بدعة جديدة ما يعرفها العلماءُ من قبل ، إضافة إلى هذا العمل ليس فقط انتفاء البركة من هذا العلم المسروق والمنقول عن الغير بطريقة السرقة ، بل في ذلك دلالة واضحة جدًّا على أن هذا العلم ليس لله - عز وجل - ، هذه مشكلة كبرى جدًّا ، أن هذا العلم ليس لله ؛ لأنهم إذا كان أو لو كان لله - عز وجل - لَمَا وقع في وعيد قوله - عليه السلام - : ( مَن تشبَّع بما لم يُعْطَ فهو كلابس ثوبي زور ) .

مواضيع متعلقة