شرح حديث عبد الله بن عمرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( مَا مِن أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ يُصَابُ بِبلاءٍ في جَسَدِهِ إِلَّا أَمَرَ اللهُ - عز وجل - الملائِكَةَ الَّذِينَ يَحفَظُونَهُ قالَ : اكتُبُوا لِعَبدِي في كُلِّ يَومٍ وَلَيلَةٍ مَا كَانَ يَعمَلُ مِن خَيرٍ مَا كَانَ في وَثَاقِي ) . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
شرح حديث عبد الله بن عمرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( مَا مِن أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ يُصَابُ بِبلاءٍ في جَسَدِهِ إِلَّا أَمَرَ اللهُ - عز وجل - الملائِكَةَ الَّذِينَ يَحفَظُونَهُ قالَ : اكتُبُوا لِعَبدِي في كُلِّ يَومٍ وَلَيلَةٍ مَا كَانَ يَعمَلُ مِن خَيرٍ مَا كَانَ في وَثَاقِي ) .
A-
A=
A+
الشيخ : والحديث الذي بعده - وهو صحيح أيضًا - يُوضِّح ما يتعلق بالمريض الذي يعجز عن القيام بالعبادة هو حديث عبد الله بن عمرو ، وفي النسخة هنا عبد الله بن عمر ، وهو خطأ ، والصواب عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( ما من أحدٍ من الناس يُصاب ببلاء في جسده إلا أمَرَ الله - عز وجل - الملائكة الذين يحفظونه فقال : اكتبوا لعبدي في كلِّ يوم وليلة ما كان يعمل من خير ما كان في وِثَاقي - أو وَثاقي - ) ؛ ما كان في أسري وفي مرضي الذي ابتليتُه به . هذا يؤكِّد المعنى الذي جاء في الحديث السابق بشيء من التفصيل ، وهو واضح بيِّن لا يحتاج إلى أيِّ تعليق .

يقول في تخريجه : رواه أحمد واللفظ له ، والحاكم وقال : صحيح على شرطهما ، وفي رواية لأحمد قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( إن العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة ، ثم مَرِضَ ؛ قيل للمَلَك المُوكَّل به : اكتُبْ له مثل عمله إذا كان طليقًا حتى أُطْلِقَه أو أكفِتَه إليَّ ) . قيل للملك الموكَّل به : اكتب له مثل عمله الصالح الذي كان يعتاده وعجز عن القيام به . ( مثل عمله إذا كان طليقًا ) ؛ أي : إذا كان سليمًا غير مريض ، ( اكتب له أجر ذلك العمل الذي عجزَ عنه حتى أُطلِقَه ) ؛ يعني إلى أن أصحِّحَه وأعافيَه ، فإذا عاد صحيحًا سليمًا ، وتابع العمل السابق كُتِب له - أيضًا - ، أما إن تركه فلم يُكتَبْ ، إنما يُكتب له عمله السابق ما دام في وِثاق الله - عز وجل - وفي أسره ومرضه الذي ابتلاه به ، هكذا يقول الرسول - عليه الصلاة والسلام - : ( إن العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة ، ثم مَرِضَ ؛ قيل للمَلَك الموكَّل به : اكتُبْ له مثل عمله إذا كان طليقًا حتى أطلِقَه - أي : أعافيه - أو أكفِتَه إليَّ ) ؛ أي : أضمّه وأرجعه ؛ أي : أقبضه وأميته . وإسناد هذه الرواية حسن .

فسَّر قوله : ( أكفته إليَّ ) بكاف ثم فاء ثم تاء مثنَّاة فوق ؛ معناه : أضمُّه إليَّ وأقبضه .

مواضيع متعلقة