الكلام عن طريقة الأحزاب الإسلامية وسعيها في تحقيق الدولة الإسلامية . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الكلام عن طريقة الأحزاب الإسلامية وسعيها في تحقيق الدولة الإسلامية .
A-
A=
A+
الشيخ : يعني الشَّيخ يُشير إلى ناحية هامة جدًّا ؛ أن هناك أحزاب إسلامية غير حزب واحد يهتمُّون بناحية من الإسلام على تفاوت طبعًا بين هذه الأحزاب ، لكنها تلتقي جميعًا على الاهتمام بموضوع إقامة الدولة المسلمة ، وهذا بلا شك أمر واجب على المسلمين أن يهتمُّوا بهذا الأمر ؛ وهو السعي الحثيث لإقامة الدولة المسلمة =

-- أهلًا وسهلًا --

= ولكن الطريق بالسعي لإقامة هذه الدولة المسلمة كما ألمَحْت في تضاعيف كلامي آنفًا يختلفون فيه أشدَّ الاختلاف ، نحن نقول : =

-- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته --

= إن تحقيق أمر ما يرتبط النجاح في تحقيقه بصواب المنهج الذي وُضِعَ له أو بخطئه ؛ فمثلًا إنسان يريد أن يبنِيَ بيتًا أو قصرًا مشيدًا وهو لا يملك الأرض التي يريد أن يقيم عليها تلك الدار أو ذلك القصر ؛ فنحن نعتقد من الخطأ أن يُفكِّر هذا الإنسان بمواصفات هذه الدار أو ذلك القصر ، وكيف ينبغي أن يكون وهو لا يملك الأرض التي ينبغي أن يُقام عليها ذلك القصر ؛ ففي هذه الحالة نرى من الصواب أن يسعى إلى تحصيل الأرض وامتلاكها ، فإذا امتلكها تأتي خطوة أخرى ؛ يُفكِّر هذه الأرض تحتاج إلى أساس ، تحتاج إلى حجارة ، ليس فقط " إسمنت " وحديد تحتاج إلى حجارة ، هذه الحجارة هي الأساس من أين يؤتى بها ؟ يقعد يقكر بقى ، وهكذا يمشي خطوات إلى أن تتوفَّر لديه المادة التي تُسمَّى اليوم بالمادة الخام ، بعد ذلك بقى يضع المخطط الكامل لهذا البنيان ، وبيمشي مع ذلك خطوة خطوة ؛ ما بيستطيع يبني الطابق العلوي قبل أن يبني الطابق الأرضي ، وهكذا .

فهل الدعوة اليوم لإقامة الدولة المسلمة تقوم على هذا الأساس من الانطلاق إلى تحقيق الغاية العظمى بالتدرُّج الذي يقتضيه الشرع ويقتضيه الفطرة ؟ أنا أقول : لا ، وألخِّص ذلك بأن كثيرًا من الذين يتحمَّسون لإقامة الدولة المسلمة لا يملكون الوسائل التي إذا أُتِيحَت لهم كما يُقال في ليلة لا قمر فيها إقامة الدولة المسلمة لا يملكون الوسائل التي تُمكِّنهم من إقامتها ؛ ما هي هذه الوسائل ؟ أوَّلًا تربية النفوس هذه الممتلئة غيرةً وحميَّة إسلامية لإقامة الدولة المسلمة أن تكون هذه النفوس قد تشبَّعت بالمعرفة بالإسلام أوَّلًا ، وبالتالي هالمعرفة تكون ويلًا عليهم إذا لم تقتَرِنْ مع العمل ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ )) .

إذًا يجب أن يكون هؤلاء الأفراد الغيورين على إقامة هذه الدولة المسلمة تشبَّعوا وارتَوَوا بالعلم بهذا الإسلام الصحيح على المصدرين السابقين كتابًا وسنة وعلى منهج السلف الصالح من جهة ، ومن جهة أخرى طبَّقوا ذلك على أنفسهم وعلى ذويهم في حدود التي يتمكَّنون منها قبل إقامة الدولة العظمى دولة الإسلام .

ولذلك فأنا تُعجبني فكرة لأحد الدعاة الإسلاميين في العصر الحاضر هي خلاصة هذا الشرح الذي نقوله الآن ؛ ألا وهي قوله : " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تُقَمْ لكم في أرضكم " هدول جملتين ، " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تُقَمْ لكم في أرضكم " ، تحتاج إلى هذا المنهج الذي حاولنا نُلخِّص ما نستطيع منه في كلامنا السابق ، " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم " هذا معناه بجهل بالإسلام ولَّا بمعرفة بالإسلام ؟

الحاضرون : بمعرفة بالإسلام .

الشيخ : بمعرفة بالإسلام .

كيف نعرف الإسلام ؟ هيك أبي قال وجدي وستي وإلى آخره ؟ لا ، إنما نعرف الإسلام على ما قال الله وقال رسول الله ؛ طيب ، على ما قال الله وقال رسول الله ، هذا الإسلام له مفاهيم تفرَّع منها ثلاث وسبعين فرقة ؛ على أيِّ فرقة ؟ على منهج السلف الصالح ، هَيْ معناها " أقيموا دولة الإسلام " ، " في قلوبكم " إيش معناها ؟ اعتقادًا بهذا الإسلام اعتقادًا جازمًا ، وتطبيقًا عمليًّا في قلوبكم ، بعد ذلك " تُقَمْ لكم في أرضكم " . أكثرنا اليوم لا يُقيم الإسلام في شخصه ، تنظر إليه تجده يمتلئ حرارة وشعلة في الدعوة إلى الإسلام ، لكن هو في شخصه لا يتمثَّل الإسلام ، ولا تراه يتَّبع الرسول - عليه الصلاة والسلام - .

تنظر إليه في أهله وفي أولاده لا تجده يُطبِّق الإسلام ؛ إذًا أين ذهبنا من هذه الحكمة " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم " ؟ " فاقد الشيء لا يعطيه " !! إذا نحن لم نُقِم الإسلام في حدود ما نستطيع إقامته في هذا الزمان سوف لا نستطيع أن نُقيم إسلام كُلًّا حتى ندخِّل فيه كل دول الأرض ، ويُرفرف عليهم راية الإسلام ، " فاقد الشيء لا يعطيه " هذه حكمة معروفة من قديم الزمان .

السائل : لو تسمح لي في كلمة أستاذ .

الشيخ : نعم .

السائل : بينما تأخذ قسط من الراحة يعني .

الشيخ : إي نعم ، خذ يا أستاذ ، هل ترى أجب على هذا السؤال ، يطلب السَّائل البحث عن الاقتصاد في الإسلام ، هَيْ مشكلتنا نحن وين السَّائل يسأل .

يا الله .

نعم .

مواضيع متعلقة