ابتهال الشيخ فرصة كون هذا اللقاء الأخير لنصيحة الإخوة بلزوم العلم وسؤال أهله . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ابتهال الشيخ فرصة كون هذا اللقاء الأخير لنصيحة الإخوة بلزوم العلم وسؤال أهله .
A-
A=
A+
الشيخ : ... ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضلَّ له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمَّدًا عبده ورسوله ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) ، (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) ، أما بعد :

فإنَّ خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ، وبعد :

فبالنظر إلى أن هذه الليلة هي الليلة التي أظنُّ أنَّ الله - عز وجل - قدَّر أن تكون آخر ليلة نلتقي بكم في هذا المسجد المبارك - إن شاء الله - ، بناءً على ذلك فقد رأيت أن لا أطيل عليكم بكلمة ألقيها بين يدي أسئلتكم حتى يتسنَّى للكثيرين منكم أن يوجِّهَ ولو سؤالًا واحدًا مما يهمُّه من أمر دينه ، ولكن لا بد من التذكير بين يدي الإجابة عن الأسئلة بكلمة موجزة كنتُ ذكَّرتُ بها في جلسة ماضية ؛ ألا وهي أنَّ من طُرق تلقِّي العلم التي بيَّنَها لنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في سنَّته كالشرح لمثل قوله - تبارك وتعالى - (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) ، ففي هذه الآية يُبيِّن لنا ربنا - تبارك وتعالى - أن المجتمع الإسلامي مؤلف من حيث تعلُّقه بالعلم على قسمين أو نوعين ؛ النوع الأول - وهو الأكثر - هم الذين لا يعلمون ؛ كما قال وصرَّح في غير ما آية : (( وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )) ، والقسم الآخر هم العلماء ، وقد أوجَبَ الله - تبارك وتعالى - على كلٍّ من القسمين أمرًا ؛ فأوجب على القسم الأكثر - وهم الذين لا يعلمون - أن يسألوا القسم الأقل ؛ وهم الذين يعلمون ، وأوجب على هؤلاء الذين يعلمون أن يُجيبوا على أسئلة الذين لا يعلمون ؛ فقال - تعالى - : (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) ، وهذا أمر يقتضي وجوب سؤال مَن لا يعلم مَن كان يعلم .

مواضيع متعلقة