بيان زيف مذهب الصوفية . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان زيف مذهب الصوفية .
A-
A=
A+
السائل : ... الصوفية بتلعب دور كويس في التعليم على الوهابية .

الشيخ : كيف ؟

السائل : الصوفية بتلعب دور نشط في هذا الموضوع .

الشيخ : صحيح ؛ لأنُّو النور والظلام لا يجتمعان ، فهما دائمًا في خصام ، الدعوة التي نسمِّيها نحن بـ " السلفية " هي دعوة تبصير القلوب والعقول ، بينما الدعوة الصوفية تعمية القلوب والعقول ، استسلام كما فعل النصارى واليهود تمامًا لرؤسائهم . نحن من عقائدنا التي وَرِثْناها عن علمائنا المشهورين قول أحدهم :

" العلم قال الله قال رسولهُ *** قال الصحابة ليس بالتمويهِ

ما العلمُ نصبَك للخلاف سفاهةً *** بين الرسول وبين رأي فقيهِ

كلَّا ولا جحد الصفات ونفيها *** حذرًا من التعطيل والتشبيه "

هذا من التعطيل والتسبيه ، العلم قال الله قال رسول الله قال الصحابة ؛ انتهى ، قال الشَّيخ قال فريخ ما في عندنا ، قال الله قال رسول الله قال الصحابة ؛ هذا هو العلم ، وهذا الذي يجب أن يخضع له كلُّ مسلم ، ونحن اليوم بين تيارين مخلتفين أشد الاختلاف ، هذا التيار الصوفي ومن يحوِّم حوله من المتفقِّهة الجامدين ؛ حيث عطَّلوا التفكير السليم وفرضوا على الناس أجمعين أن يظلُّوا من جملة من زمرة المقلدين ، مقابل هؤلاء طرف انطلق عن كلِّ شيء اسمه شرع وقيد ، فعَبَدَ عقله ؛ (( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ )) ؛ فهؤلاء على طرفي نقيض ، الوسط (( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا )) ، و " خير الأمور الوسط ، وحبُّ التناهي غلط " ؛ أن لا نكون لا من هؤلاء ولا من هؤلاء ، لا نكون من هؤلاء الذين يعبدون الشيوخ والعلماء ، ولا نكون من هؤلاء الذين لا يعترفون بشيء قال الله قال رسول الله ، وإنما نحن وسط بين هؤلاء وهؤلاء ، وعنواننا كما قال عالمُنا المُشار إليه آنفًا :

" العلم قال الله قال رسولهُ *** قال الصحابة ليس بالتمويهِ

ما العلمُ نصبَك للخلاف سفاهةً *** بين الرسول وبين رأي فقيهِ

كلَّا ولا جحد الصفات ونفيها *** حذرًا من التعطيل والتشبيهِ "

اليوم لما تبحث مع المتخرِّجين من بعض الكليات والجامعات ، ويجي بحث - مثلًا - مُختلف فيه بين الفقهاء وبين العلماء ، وتقول له أنت : قال الله كذا ، قال رسول الله كذا ، بيقول لك : العالم الفلاني قال كذا ، إيش معناه ؟ معناه أن عقيدة التوحيد بالتفصيل السابق لسا هذا الرجل ما هَضَمَه ، بل كيف يليق بمسلم يسمع مَن يقول : قال الله قال رسول الله فيقف هو تجاه هذا النَّصِّ أو ذاك بقوله : لكن الشَّيخ الفلاني قال كذا ، هَيْ هي الرهبانية التي وصفهم ربُّنا في الآية السابقة : (( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ )) .

في الشطر الأخير في البيت الأخير في معنى مهم جدًّا ، وأرى نفسي لزامًا عليَّ أن أُلفِتَ نظركم إليه حتى تشعروا معنا في أيِّ جوٍّ نعيش فيه بعدًا عن العلم الصحيح والعقيدة الصحيحة ، قال :

" كلَّا ولا جحد الصفات ونفيها *** حذرًا من التَّعطيل والتشبيهِ "

قلنا : إنَّه من تمام التوحيد توحيد الله في أسمائه وصفاته ، اليوم ممَّا نسمعه دائمًا بمناسبة وغير مناسبة ، يقول أحدهم : " الله ما في غيره " ، هو عم يذكر الله قصده ، " الله ما في غيره " ، طيب ؛ والأشخاص وهالجبال وهالوديان وهالأراضي وهالسماوات ، هذا غيره ولَّا مو غيره ؟

سائل آخر : ... .

الشيخ : إي .

سائل آخر : ... .

الشيخ : إذا عرفتم عقيدة وحدة الوجود تفهموا معنى هذه الكلمة ، عقيدة وحدة الوجود لا تؤمن بلا إله إلا الله ؛ لأنُّو لا إله إلا الله كما يفهم منها كلُّ عربي نفي وإثبات ، لا إله نفي ، إلا الله إثبات ، إذًا في شيء نُثبته وآخر ننفيه ، أما اللي بيقول : " ما في غيره " ، ما في نفي وإثبات ، في بيقول : " ما في غيره " ، فهذا يعنون أنُّو كل شيء تراه بعينك فهو الله ؛ هَيْ اسمها عقيدة وحدة الوجود .

طبعًا أحيانًا نرى أن الجهل يكون خيرًا من كثير من العلم ، ولذلك أنا أقول : هاللي بتسمعوه الآن أنتم لا تعلمونه ، لا تعلمون أن في العالم الإسلامي مسلمين يعتقدون بأنُّو كل شيء تراه بعينك فهو الله ، وهذا مثال لِمَا قلت أنُّو ربَّ جهل خير من علم ، لكن هذا موجود ، ومن أمثالنا يجب أن يعرف هذا الموجود حتَّى يحذِّر الناس من أن يقعوا في مثله ، وقد وقعوا ، هناك من كبار أصحاب الطرق والصوفية مَن يقول : " لما عبد المجوس النار ما عبدوا إلا الواحد القهار " ؛ ليه ؟ لأنُّو النار هي جزء من الله ؛ لأن كل ما تراه بعينك فهو الله ، هناك مَن قال :

" الرَّبُّ عبدٌ والعبدُ ربٌّ *** فليتَ شعري مَن المُكلَّفْ .

إن قلتَ عبدٌ فذاك نفيٌ *** أو قلت ربٌّ أنَّى يُكلَّفْ "

فلسفة عريقة في الضلال ، لا يفرِّق هو بين العبد وبين الرَّبِّ ، ويقول - شو هاد البيت اللي بيقول - : " و ما الله إلا " في إيش ؟ في كنيسةٍ .

سائل آخر : " وما الكلبُ والخنزيرُ " .

الشيخ : " وما الكلبُ والخنزيرُ إلا إلهُنا *** وما الله إلا راهبٌ في كنيسةِ " .

مواضيع متعلقة