أكثر العادات والتقاليد لا أصل لها في الشرع ، منها القيام للداخل . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
أكثر العادات والتقاليد لا أصل لها في الشرع ، منها القيام للداخل .
A-
A=
A+
الشيخ : على كلِّ حال بدنا نرجع لبحثنا الأول ، أنا كان بحثي الأول له مناسبته وإن كان راحت المناسبة ، لكن الطَّلب لا يزال قائمًا ، نحن نعيش في المجتمع اليوم له عاداته وله تقاليده الاجتماعية ، قسم كبير من هذه العادات والتقاليد لا أصل لها في الكتاب ولا في السنة ، من ذلك ما كنت أريد أن أتكلَّم عنه أنَّه يدخل الداخل فيقوم الناس له قيامًا ، فهذه ليست عادة إسلامية ، بل هي عادة أجنبية وغريبة ودخيلة في الإسلام ، والرسول - صلوات الله وسلامه عليه - كما صح عنه أنه قال : ( ما تركت شيئًا يقرِّبكم إلى الله إلا وأمرتكم به ، وما تركت شيئًا يبعِّدكم عن الله ويقرِّبكم إلى النار إلا ونهيتكم عنه ) ، وكان من عادته - عليه السلام - أنَّه إذا خطب في الناس خطبةً ما وبخاصَّة خطبة الجمعة أن يفتتحَها بقوله : ( إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ) إلى آخره ، ( أما بعد ؛ فإنَّ خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمَّد ) .

نحن اليوم أصبحنا بعيدين كلَّ البعد عن هدي محمَّد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، أوَّلًا علمًا ، والعلم كما لا يخفى على الجميع هو أساس العمل ، ومن لا يعلم لا يعمل ، ثم قد نعلم ثم لا نعمل ، وكلٌّ من المصيبَتَين قائم بين المسلمين اليوم ؛ أي : هناك كثير من الأمور لا يعلمون إما لا يعلمون شرعيَّتها وهم بطبيعة الحال لا يعملون بها ، أو هناك أمور لا تُشرع هم يعملون بها ؛ لأنهم لا يعلمون عدم شرعيَّتها ، وهناك أمور أخرى يعلمون عدم شرعيَّتها ومع ذلك فهم واقعون فيها .

اليوم - مثلًا - مَن الذي يجهل ؟ نأتي بمثال ومثل ما بيقولوا عندنا في سوريا : " نضربها علَّاوية " ، حتى ما تخفى على إنسان . مَن الذي يجهل أنُّو تبرُّج النساء هذا حرام في الإسلام ؟ لا أحد ، لكن مع ذلك هذا موجود ، ونكتفي بهذا المثال الآن بالنسبة لعمل المسلمين بخلاف ما يعلمون ، لكن هناك أعمال يعملونها لا يعلمون عدم شرعيَّتها ، من ذلك هذه العادة التي يعملونها اليوم ، يدخل في داخل المجلس فلا بد للجالسين في المجلس أن يقوموا له ، وإن لم يفعل قيل وقيل ، صح ولَّا لأ ؟

نعم ؟

السائل : وما أكثر القيل !

الشيخ : آ ، لماذا يُقال ؟ لأنهم لا يعلمون ؛ ولذلك فلعلك تذكر وأنت كنت بجانبي أنُّو أنا ذكرت كلمة وسوسة شيطان ، تذكر ؟ لماذا ؟ لأنُّو إذا كان من طبيعة البشر الاختلاف ، قانون أبدي قرَّره ربُّ العالمين في الكتاب الكريم حين قال : (( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ )) ، فأمر طبيعي جدًّا أن تختلفَ مفاهيم الناس ومداركهم في الأمور كلها ؛ سواء ما كان منها متعلِّقًا بالعقيدة أو متعلِّقًا بالعبادة أو متعلِّقًا بالسلوك ، كل هذا وهذا وهذا ممكن يقع خلاف بين الناس .

وإذا كان الأمر كذلك فهناك أُناس اليوم مسلمون يختلفون أشدَّ الاختلاف في كثير من المسائل وليست من التي يُسمِّيها بعض الناس بالفروع ، بل إنَّ الاختلاف المُشار إليه يقع حتَّى فيما يسمُّونه بالأصول - أي : بالعقيدة - ، فإذا كان الأمر كذلك فلا بد من أن يحصل هناك شيء من الاختلاف الفعلي ، وهذا نلمسه حتَّى في الركن الثاني من أركان الإسلام وهي الصلاة ، واحد بيرفع يديه ، الثاني ما بيرفع يديه ، صحيح ولَّا لا ؟ واحد بيضع يديه هنا تحت السرة قريبة من العورة ، واحد شوية على السرة ، وواحد على الصدر إلى آخره ، هذا اختلاف في الصلاة ، فما بالك بالاختلاف في العاديَّات ، هذا سيكون من باب أولى -- بسم الله -- .

من هذا الاختلاف أنَّ ناسًا يقومون للداخل وناسًا آخرين لا يقومون للداخل ، وهذا الذي شاهدناه في هالوليمة ، ونحن نعيش في مثل هذا المجتمع ونعرف هذا الاختلاف ؛ ولذلك بناءً على قوله - عليه السلام - : ( الدين النصيحة ) . قالوا : لِمَن يا رسول الله ؟ قال : ( لله ، ولكتابه ، ولرسوله ) "" ولعامة المسلمين "" .

السائل : ( ولأئمَّة المسلمين ) .

الشيخ : ( ولأئمَّة المسلمين ، وعامَّتهم ) ، وإذ الأمر كذلك فنحن ننصح أيَّ مسلم إذا دخل مجلسًا فلم يقم له شخصٌ أو أكثر ألَّا يجد في نفسه غضاضة ، وأن لا يجول في خاطره أنُّو هذا الذي لم يقُمْ لي لم يقُمْ إلا متكبِّرًا ؛ لأن هذا نابع من وسوسة الشيطان ، والأصل من المسلم في المسلم أن يُحسِّن ظنَّه به لما جاء من النصوص في الكتاب والسنة من النهي عن الأخذ بالظَّنِّ ، وأصرَحُها في السنة قوله - عليه السلام - : ( إياكم والظَّنَّ ؛ فإن الظَّنَّ أكذب الحديث ) .

ولقد جاء في "صحيح البخاري" أن صفية - رضي الله عنها - زوجة الرسول المعروفة جاءت زائرةً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في غير نوبتها ، ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معها يقْلِبُها إلى أهلها - هكذا نص الحديث ؛ يقْلِبها يعني يوصلها ، يودِّعها - ، ثم وقف معها يتحدَّث ، الظاهر لما كان يتحدث حينما مرَّ شابَّان من الأنصار ، فلمَّا رأيا الرسول - عليه السلام - ومعه امرأة سارَعَ المشي أدبًا مع الرسول - عليه السلام - ، فقال لهما - عليه الصلاة والسلام - : ( على رسلِكُما ، إنها صفيَّة ) . لماذا يقول لهم هكذا ؟

السائل : الشك .

الشيخ : آ ، رسول الله واقف مع امرأة أجنبية بيتحدَّث في خلوة يمكن الشيطان يوسوس ... ، على مهلكم ما في أحد غريب معي ، هذه زوجتي صفية ، قالا : يا رسول الله ، إن كنا نشكُّ في أحدٍ فما كنَّا لِنشكَّ فيك يا رسول الله . قال : ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) .

فلا تؤاخذوني أنا - وأنا فرد من أفراد المسلمين - إذا خطَّرت في بالي احتمال أنُّو لما دخل زيد أو بكر المجلس وما قُمْنا أنُّو هدول ما عندهم أدب ، ما عندهم احترام ، ممكن هذا الخاطر .

السائل : لكن - يا شيخنا - تعوَّدنا على هذه .

الشيخ : اسمح لي ، شو بيدريني أنا ، أنا ما أدري ، أنا إذا دخل هذا ودخل هذا ما بيخطر في بالي هذا الشيء ؛ لأنُّو عاملين دروس عليها ، وتربينا عليها ، فأنت قد تكون مثل هذا والأخ ، ولكن قد يكون أحد الداخلين ليس كذلك .

فأقول : فإذا كان الرسول يخشى على صحابيَّين اثنين أنُّو يدخل الشيطان بالوسوسة إليهما من سيِّد البشر - عليه السلام - ، فما هو بعيد أبدًا أنُّو يدخل الشيطان في صدر إنسان أنُّو يوسوس له أنُّو هذا الشيخ وهذا الصاحب وذاك وإلى آخره ، هدول كلهم إيش ؟ متكبرين ، وإذا ما كان هيك فيكون واحدة ألطف بالشُّبهة يعني ؛ يعني هدول غير اجتماعيين يعني ، يعني هدول كأنُّو ما عايشين في هالبلاد ، مش عارفين العادات إلى آخره ، لا ، نحن نعرف هذه العادات ، ومن تمام معرفتنا لها أنَّها خلاف السنة ؛ ولذلك فنحن نحرص على المحافظة عليها وندعو الناس إلى العمل بها حتَّى ما تكون يومًا ما مساغ إشكالات حقيقيَّة ، وهذا نحن نلمسه كثير من المذاهب ، يمكن رأيتم كما رأينا بيدخل رجل ، يعني عامل من العمَّال لابس ثياب رثَّة ، يدخل المجلس ما أحد بيقوم له ، ليه ؟ لأنُّو مش مهندم ، مش لابس أفندي ، مش ضابط - مثلًا - إلى آخره . طيب ؛ شو الفرق بين هذا وهذا ؟ هذا مسلم وهذا مسلم ، إذا احترمنا هذا لأنُّو مسلم لازم كمان نحترم الثاني لأنُّو مسلم ، لكن التفريق بين هذا وهذا هو هاللي راح يوجد الحزازات في النفوس ، وراح يقول هذا المسكين : ليش أنا ؟ شو الفرق بيني وبين فلان ؟ آ ، فلان رئيس قوم إذا تكلَّم أنصت الناس له ، أما هذا رجل صعلوك لا قيمة له ، هذا من أسبابه أن نقوم لبعض الناس ولا نقوم لبعض الناس .

سيد البشر هو بلا شك أحقُّ من يستحقُّ التعظيم ، لكن التعظيم الذي يستحقُّه هو التعظيم الذي شرعه للناس على لسان ربِّ العالمين أو على وحي ربِّ العالمين - تبارك وتعالى - ، وإلا فليس كلُّ تعظيم مشروعًا ، وذلك أمر معروف في السنة ؛ فقد جاء في حديث معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أنَّه في عهده - عليه السلام - ذهب إلى الشام ، لما رجع إلى المدينة فأوَّل ما لقي الرسول - عليه السلام - همَّ له أن يسجد ، قال له : ( مَهْ يا معاذ ) . إيش هذا ؟ قال : يا رسول الله هو يتكلم الآن بمنطق الناس اليوم تمامًا ، وهذا الأمر طبيعي لولا الأمر الشرعي ، بيقول : يا رسول الله ، إني أتيت الشام ، فرأيت النصارى يسجدون لقسِّيسيهم ورهبانهم ، فرأيتك أنت أحقُّ بالسجود منهم . كلام سليم ، إذا كان الإنسان بدو يأخذ المسألة بالمنطق ؛ هدول النصارى بيسجدوا لقسِّيسيهم ورهبانهم ، وقد حدَّث التاريخ قديمًا وحديثًا أنُّو بعض الرهبان من أخبث من وُجد على وجه الأرض ، ويتظاهرون بالإيش ؟ الرهبنة وهم زناة !! فإذا كان النصارى يسجدون لأمثال هؤلاء فأنت يا رسول الله أحقُّ أن نسجد لك ، قال - عليه السلام - : ( لو كنْتُ آمرًا أحدًا أن يسجُدَ لأحد لَأمَرْتُ الزوجة أن تسجدَ لزوجها لِعظم حقِّه عليها ، ولكن لا يصلح السُّجود إلا لله ) .

إذًا معاذ لمَّا همَّ بالسجود تعظيمًا مش تحقيرًا فنهاه ؛ لماذا ؟ صرَّح الرسول - عليه السلام - بالسبب ؛ لا يصلح السجود إلا لله ربِّ العالمين .

تأتي صفة أخرى ، ما نسجد لكنَّنا نركع ، هل يجوز الركوع لبعض المشايخ أو العلماء ؟ لا يجوز ؛ لأنَّ الركوع ركن من أركان الصلاة أيضًا ، ونحن نعلم أن كثيرًا ممَّن يُسمَّوْن بالمُريدين عند بعض المشايخ الصوفيين خاصَّة الذين يُعرفون في سوريا بالمولويِّين ، الدَّراويش هدول اللي يطوفون بالتنانير ، تعرفونهم ؟ المولوية هدول يلبسوا فستان ولا كفستان العروس !!

السائل : بس عرب ؟ عرب يا شيخ ؟

الشيخ : نعم ؟

السائل : عرب هدول ولَّا ؟

الشيخ : عرب لكان إيش ؟

السائل : ولَّا مسلمين بس ؟

الشيخ : عرب ومسلمين .

السائل : عجم ولَّا عرب ؟

الشيخ : عرب في سوريا عرب ، فبتلاقيهم عم يدوروا بهالمساجد يعني بدون مبالغة الفستان تبعه لمَّا بيفرِّش هيك يمكن بيأخذ له مترين ثلاثة ، وبتلاقيه عم يلف ويدور ، هذا قبل ما يدور الدوران بيكون الشيخ جالس بيروح يسجد أمامه ، هذا شوف عيننا ، في المسجد الأكبر مسجد بني أمية في دمشق الشام ، يسجد له هيك كأنُّو بيأخذ الإذن من الشيخ ، فبتلاقي بيجي الثاني كمان يسجد له ، والثالث بتلاقي أربعة خمسة أخذوا مساحة طويلة جدًّا وهم يلفُّوا هذا إيش ؟ عبادة لله - عز وجل - زعموا !!

الشاهد : فهذا الانحناء فضلًا عن السجود لا يجوز - أيضًا - ؛ لأنه جاء في "سنن الترمذي" من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ رجلًا قال : يا رسول الله ، أحدنا يلقى أخاه ؛ أَفَينحني له ؟ قال : ( لا ) . قال : أفيلتزمه ؟ قال : ( لا ) . يلتزمه يعني يعانقه . قال : ( لا ) . قال أَفَيُصافحه ؟ قال : ( نعم ) . صار معنا الآن السجود ثم الركوع والانحناء ، الآن ندخل في القيام .

كلنا يعلم أنَّ القيام ركن من أركان الصلاة ، وأنَّه شعار التعظيم ؛ ولذلك قال ربُّ العالمين في القرآن الكريم : (( يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ )) ، فهل كان المسلمون الأوَّلون الذين هم أعرَفُ الناس بقدر الرسول وتعظيمه ؛ هل كانوا يقومون له ؟ الجواب عند أنس بن مالك الذي خَدَمَ الرسول خدمة خاصَّة عشر سنوات ، قال : " ما كان شخصٌ أحبَّ إليهم من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وكانوا لا يقومون له لِمَا يعلمون من كراهيته لذلك .

فإذًا سيِّد البشر يدخل كهذا المجلس لا أحد يقوم له ، وأكثر من هذا يجلس حيث انتهى به المجلس ، هذه من مناقب الرسول ومن شمائله - عليه السلام - الَّتي ينبغي على المسلمين أن يتَّبعوه فيها ؛ لأن الله يقول : (( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )) ، ليست الأسوة بالرسول - عليه السلام - بالأمر الخاصِّ فقط بالصلاة والصيام والحج و و إلى آخره ، وإنما الأسوة في كلِّ ما جاء به الرسول - عليه السلام - من الهدى والنور ؛ ولذلك قال في الحديث السابق : ( خير الهدى هدى محمَّد - صلى الله عليه وآله وسلم - ) ، فإذا كان هو - عليه السلام - يكره القيامَ من أصحابه له ونحن يقينًا لا نخشى عليه من وسوسة الشيطان ، بينما لا نضمن هذا لغيره - عليه السلام - ، هل نضمن أنُّو إنسان خاصَّة إذا كان له جاه أو له منزلة عند الناس ... أنه إذا دخل وما قام له الناس ما يصير في نفسه شيء ؟

ما نضمن هذا الشيء أبدًا ، فإذا كان الرسول المضمون أنُّو ما يصير في نفسه شيء من زيغ الشيطان ووسوسة الشيطان كان يكره ذلك من أصحابه الكِرام ؛ تُرى لماذا ؟ لكي نحن نقتديَ به ؛ لأنَّنا موضع لوسوسة الشيطان لنا بخلاف الرسول - عليه السلام - . من أجل ذلك جاء قوله الصَّريح الرهيب لأيِّ شخص يريد ويحبُّ إذا دخل مجلسًا أن يقومَ النَّاس بالتعظيم والإقامة ، فقال - عليه الصلاة والسلام - : ( من أحبَّ أن يتمثَّلَ له الناس قيامًا فَلْيتبوَّأ مقعده من النار ) .

وأنا أقول إن أنسى فلن أنسى يوم كنت تلميذًا في المدرسة الابتدائية في السنة الرابعة أو الخامسة - يعني الصف الرابع أو الخامس - ، كان لنا أساتذة مختلفي الاختصاصات ، أحدهم مختصٌّ في التاريخ وفي اللغة العربية أذكره جيِّدًا لا أزال مع بُعْد العهد اسمه " حلمي أفندي " ، كان هذا الأستاذ كسائر الأساتذة ، وأظن لا يزال هذا النظام قائمًا في المدارس ؛ يكون في عريف في الصف يختاره الأستاذ يقف أمام الباب ، مجرَّد ما يشوف الأستاذ جاء ... .

مواضيع متعلقة