هل كان عند الإمام محمد بن عبد الوهاب وأبنائه وأحفاده من علماء الدعوة هل كان عندهم غلوٌّ ؟ وهل كان الإمام متقيِّدًا بمذهب معيَّن ؟ وقصة لقاء الشيخ الألباني بـ " فهد المارك " قائد الجيش السعودي في حرب 1948 في فلسطين . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل كان عند الإمام محمد بن عبد الوهاب وأبنائه وأحفاده من علماء الدعوة هل كان عندهم غلوٌّ ؟ وهل كان الإمام متقيِّدًا بمذهب معيَّن ؟ وقصة لقاء الشيخ الألباني بـ " فهد المارك " قائد الجيش السعودي في حرب 1948 في فلسطين .
A-
A=
A+
طيب يا شيخ ، المسألة هي خارجة عن مسائل الحديث ، وظهرت عندنا أكثر من رسالة علمية في بعض الجامعات عن دعوة الشيخ محمد عبد الوهاب - رحمه الله - ، ونُوقشت فيها بعض القضايا ، وبالتالي : هل كان هناك غلو في دعوة الشيخ - رحمه الله - أو لا ؟ وأقوال ... الشيخ ، وأقوال مؤيِّديه ، والكلام فيها ، وقول ... طلبة العلم في هذه المسائل ، وبعضهم من كتب في هذه القضايا ، وأعطى محاضرة في هذا ، فبعضهم ينفي تمامًا وقوع أي شيء من ذلك ، وبعضهم يثبته ، وبعضهم يتوسَّط ، وكذلك في مسألة هل أتباع الشيخ - رحمه الله - علماء الدعوة أبنائه كـ " عبد الله ، وحسن ، وحسين ، وعلي " ، وكذلك أحفاده كـ " عبد الرحمن بن حسن ، وجماعة - أيضًا - من أهل العلم " ؛ هل كانوا يقعون في شيء من ذلك ؛ أعني مسائل في الغلو وكذلك مسائل في التَّمذهب ؟ يعني هل كانوا ؟

الشيخ : مسائل في الغلو وكذلك مسائل في ؟

السائل : قضية التمذهب ، وهل كانوا ؟

الشيخ : التمذهب ، نعم .

السائل : يتقيَّدون بمذهب أو لا ؟ فبعض الناس - خاصَّة بما نشر في بعض الرسائل - فَهِمَ أنهم لم يكونوا على مذهب إطلاقًا ، وأنهم على الكتاب والسنة فقط . نعم ؟

الشيخ : وأنهم ؟

السائل : يعني يأخذون من الكتاب والسنة مباشرةً ... على مذهب الإمام أحمد - رحمه الله - ، فأيضًا عندي مقولات كثيرة عنهم من الشيخ ... ، أم بعدهم من أحفاده من العلماء المعروفين في الدعوة ، قد يقصر الوقت عن قراءتها ، في مسائل الغلو ؛ كمسألة - مثلًا - التوسل ، وهل كان ... توسل بذات النبي أو ... أو بجاهه ، وقضايا مثل هذه ؛ فلو نستفيد ... هذا ؟

الشيخ : أنا الحقيقة ما عندي دراسة تاريخية حول محمد بن عبد الوهاب وذريته ، لكن عندي دراسة قديمة جدًّا حول بعض كتبه التي كانت نُشرت قديمًا من قبل الدولة السعودية وأفادت بلا شك هذه الكتب العالم الإسلامي ، الذي استقرَّ في نفسي من الاطلاع على بعض هذه الكتب أنه لا يخلو الأمر من شيء من الغلوِّ ومن كثير من التقليد واتباع المذهب ، والذي ذكرته في هذا الصَّدد هو فقط ما لا بد اطَّلعتم عليه وبخاصَّة لما ألَّف الشيخ إسماعيل الأنصاري رسالتَه التي قبل الأخيرة كـ " الانتصار لحديث : ( اللهم بحق السائلين عليك ) " إلى آخره ، فأنا كنت كتبت في " السلسلة " أظن ، وأشرت إلى خطأ محمد عبد الوهاب حين حشر هذا الحديث في رسالته " آداب المسجد أو الخروج إلى المسجد " ، والحقيقة أنُّو أنا ما وقفت ما كنت واقفًا على هذه الرسالة ، ولكن لما كتب الله لي أن أسافر السَّفرة الأولى إلى للرياض وبطريق البرِّ مع الفوج السعودي الذي كان من جملة المقاتلين في فلسطين ، ثم مع الأسف رجعت الجيوش الإسلامية بخُفَّي حنين ، وكان قائد الجيش السعودي الذي جُمع من السعوديين المقيمين في سوريا ، كان هذا القائد رجل طويل نحيل اسمه " فهد المارك " ، كنا من قبل نقرؤه بالقاف المارق -- وعليكم السلام ورحمة الله -- ، ثم رأيناه كأنه لم يستحسن هذا اللقب ، فحوَّله إلى الكاف " المارك " ، وألَّف كتابًا في أمجاد العرب أو نحو ذلك له علاقة بـ .

السائل : " شيم العرب " .

الشيخ : نعم ؟

السائل : " شيم العرب " .

الشيخ : نعم ؟

السائل : " شيم العرب " .

الشيخ : " شيم العرب " ، أحسنت ، الشاهد : فهذا الرجل كان هو قائد الفوج هذا لما قرَّروا بدعوة من الملك يومئذٍ الرجوع إلى السعودية ، وإلى السلام على الملك ، أظن يومئذٍ كان الملك سعود ؛ أليس كذلك ؟

السائل : عبد العزيز .

الشيخ : عبد العزيز لكن ابنه ، إي نعم ، الشاهد : فجاء هذا القائد " المارك " إلى دمشق ، فسأل صاحب المكتبة العربية الهاشمية هناك " أحمد عبيد " عن رجل عالم يكون مع هذا الفوج في سفرته إلى الرياض ، يعلِّمهم ويعمل لهم دروس ويصلي بالإمامة إلى آخره ، فدلَّه على رجلين أحدهما الشيخ " بهجت البيطار " - ولعل بعضكم يعرفه ، أو على الأقل سمع به - ، والآخر هو شخصي أنا ، فذهب إلى الشيخ " بهجت " لأنه كان شيخًا له في الطائف ، كان هناك مدرسة ، وين جماعة الطائف ؟

السائل : دار التوحيد .

الشيخ : دار التوحيد ، وينو جمال صاحبك ؟

السائل : ... .

الشيخ : ... طيب ؛ المهم كان الشيخ " بهجت " يعلم هناك في دار التوحيد ، " فهد " هذا كان تلميذًا عليه ، فلما أُخبر به ذهب إليه ، فاعتذر الشيخ " بهجت " لأنه كان مسنًّا يومئذٍ ، فقيل له : إذًا ما عليك غير الألباني ، فجاءني إلى دكاني ، وأنا يومئذٍ كنت مصلِّح ساعات ، وكنت أتحدث مع بعض الإخوان في بعض المسائل العلمية ، وهي عادتي في دكاني ، ودكاني كانت يعني غريبة الشكل بالنسبة إلى أصحاب الدكاكين ؛ فنصفها الخارجي ساعاتي ، ونصفها الداخلي خزانة كتب ، فما كان عندي شغل اشتغلته ، ما عندي شغل خلوتُ بالمكتبة ، فيأتي بعض إخوانا وأنا وراء الطاولة أعمل في مصلحتي ، ويسألوني أو يبحثون معي ، وإذ دخل علينا هذا الرجل ، وأنا لا أعرفه من قبل ، طويل نحيل أسمر البشرة ، سلام عليكم وعليكم السلام ، وعليه البدلة العسكرية السورية ، بعد السلام جلس ، كنت أتحدث في مسألة تتعلق بتفسير آية لا أذكرها ، وإذا به يتدخَّل في الموضوع كأنه يشعرنا أنه على الأقل طالب علم ، المهم فرحَّبنا به وتحدَّثنا معه ، بعد انتهاء الحديث وإذا به يقول : أنا دُللت عليك ، والقصة كذا وكذا ، أريد شخص يكون إمام الفوج ويصحبنا برًّا ، المهم القصة فيها طول ، في هذه الرحلات ركبنا بجانب السائق سيارة شحن ، أنا وإياه وحده ، لما وصلنا إلى مكان وإذ شخص منقطع في الطريق ، فركب بجانبنا فصرنا ثلاثة ، وإذا به طالب علم ، فاستأنستُ به ، حديث من حديث من حديث وإذ بيذكر لي من آداب الخروج إلى المسجد أن يدعو : ( اللهم بحقِّ السائلين عليك ) إلى آخره ، فأنا عجبت ! رجل سعودي المفروض أن هؤلاء كلهم يجمعون على إنكار التوسل بالمخلوق ، طبعًا هذا الحديث بخاصة حديث ضعيف ، فدخلت معه في هذا الموضوع ، قال : هذا ذَكَرَه الشيخ محمد عبد الوهاب في رسالته ، لأول مرة أسمع بهذه الرسالة ، فلما وصلت إلى مكة حصَّلت الرسالة ، وإذ فعلًا ذاكر هذا الحديث في الرسالة ، وكان ذلك من براعة الإشارة إلى إيراد الشيخ عبد الوهاب لهذا الحديث ، فنبَّهت في " السلسلة " أن الشيخ ذكر هذا الحديث في الرسالة .

فالشاهد : أنا ما عندي دراسة يعني واسعة حول سؤالك هذا الواسع ، لكن قناعتي أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب نشأ حنبليًّا ، وليس عنده انطلاق واسع ؛ فكان ابن تيمية - مثلًا - أو ابن القيم في تحرير الخلاف في المسائل العلمية ؛ لأنه يغلب عليه الحنبلية ، قد يكون له اختيارات أنا ما اطلعت عليها ؛ لأن الكتب التي يبحث فيها في المسائل الفقهية أنا ما اطَّلعت عليها ، إلى الأن ما عندي كتاب يمثِّل مذهب محمد بن عبد الوهاب بالذات في أبواب الفقهية كلها ، وأنا أعتقد أن الجهد الذي قام به في نشر الدعوة إلى التوحيد في البلاد النجدية أول الأمر هذا الحقيقة جهد جبَّار ، ويصرف هذا ... في نشر الدعوة عن المنشغل بالتحقيق العلمي الفقهي أو الحديثي ، وهذا خلاصة ما عندي من رأي ، وأنا بهمني أن أطَّلع على هذه الرسائل التي أشرت إليها إذا كانت منشورة أو مطبوعة .

سائل آخر : منشورة ومطبوعة .

السائل : له كلام - رحمه الله - في مسائل ... والتمذهب من أعجب العجب ؛ حتى إن يحتار من قرأه ظنَّ أن الشيخ ليس على مذهب إطلاقًا ، وأنه يأخذ من الكتاب والسنة مباشرةً ، وأن من المسائل الكبار التي كان يناقش فيها خصومه هي مسألة : (( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ )) ، والتقليد الذي لا يكون بالدليل ممَّن يصلح أن يسأل عن الدليل ولا يطلب الدليل ، هذا كثير في رسائل الشيخ عبد الوهاب - رحمه الله - وأبنائه الأربع ، وكذلك أحفاده عبد الرحمن بن حسن ، وابن معمر ، وغيرهم من أبناء الدعوة والأئمة ... مناقشة للدين في هذا ، وخاصة مثل هذه القضايا ... إنسان أن يعرضها على عالم حتى ... بعض الأمور ... فأحببت أن أقرأ عليك ، - الوقت الآن المؤذِّن قطع الطريق - ، وكذلك مسائل الغلو ... الشيخ محمد ربما يكون خائف منهم متساهل ليس هناك غلو .

الشيخ : هيك ؟

السائل : نعم جدًّا ، يعني هناك نصوص تستغرب منها ، فتبحث عمن يُجيبك عنها أحيانًا لا تجد جواب مقنع أبدًا ، إلا أن تقول ... متساهل جدًّا في هذه القضايا ... والبردة ، وفي مسائل أخرى ... رسالة إلى أهل القصيم ... أشياء مشكلة تمامًا ، وكذلك في مسألة - مثلًا - التكفير ... بغضِّ النظر ... .

الشيخ : فمثلًا ماذا يقول ؟

السائل : يقول بأنه لا يكفر ، بل إنه قال يعني سهَّل القضية حتى أنه قال في موضع ... هذا من مسائل الفروع ، ولم يكن خلافًا مع ... في هذه المسألة ، وكذلك قال ابنه عبد الله ... ، وكذلك قاله الشيخ إسماعيل بن إسحاق ... عن بعض أحفاده ، ونقلت ... أو نحو ذلك لهم قدوة ، أنا قرأت كثيرًا من كتب دعوته وكنت حريص بحث مثل هذه المسائل ما مرَّ عليَّ قط واحد قال بتكفير المتوسِّل بذات النبي - صلى الله عليه وسلم - أو بجاهه ... في الملة ، فغاية ما يقولون بأن هذا من البدع ، يقولون هذه بدعة ، ... لكن هذه من مسائل الفروع ، ... .

... ... ... .
  • رحلة النور - شريط : 54
  • توقيت الفهرسة : 00:28:08
  • نسخة مدققة إملائيًّا

مواضيع متعلقة