حديث : " نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن التَّرجُّل إلا غبًّا " . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
حديث : " نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن التَّرجُّل إلا غبًّا " .
A-
A=
A+
السائل : الرسول - صلى الله عليه وسلم - ينهانا عن ... عن التَّرجُّل إلا غَبًّا ؟

الشيخ : إلا غِبًّا .

السائل : إلا غِبًّا .

الشيخ : نعم ، الذي كنَّا انتهينا اليه أنه حديث صحيح ، ومعناه واضح ؛ لأنه من تمام الحديث الذي يقول : " نهانا عن كثير من الإرفاه " ، وهو الترفُّه ، والعناية الإنسان بهندسة جسده وثيابه ، فالإنسان وإن كان مكلَّفًا أن يُظهِرَ أثر نعمته على عبده ، ولكن هو من ناحية أخرى ينبغي ألا يهتمَّ كثيرًا بإصلاح مظاهره ؛ لأن هذا يدلُّ على شيء من المبالغة في التنعُّم ، والنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان يقول : ( إيَّاي والتنعُّم ؛ فإن عباد الله ليسوا بالمتنعِّمين ) .

( إياي والتنعُّم ) أي : إياكم والمبالغة في التنعُّم ؛ ( فإن عباد الله ليسوا بالمتنعِّمين ) ، أما قوله - تبارك وتعالى - : (( قل من حرَّم زينة الله التي أخرج لعباده والطَّيِّبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصةً يوم القيامة )) ، هذه الآية لا تنافي ما سبق من الحديث ، بل الآية تفسَّر بالحديث كما هي القاعدة ، ربنا ما حرَّم على عباده النعم المباحة في حدود السنة المبيِّنة ، ومن ذلك أنه نهى عن المبالغة في التنعُّم كما في هذا الحديث ، وإن قال - عليه السلام - بمناسبة الحديث - المعروف إن شاء الله لديكم - حينما قال : ( لا يدخل الجنة مَن كان في قلبه مثقال ذرَّة من كبر ) . قالوا : يا رسول الله ، أحدنا يحبُّ أن تُرى عليه ثياب حسنة ؛ أذلك من كبر ؟ قال : ( لا ) ، ثم قال الثاني والثالث ذكروا النعل وذكروا الثوب ، وفي كل مرة يقول - عليه الصلاة والسلام - : لا لا ، ليس ذاك من الكبر ، ثم قال - عليه السلام - : ( إنَّ الله جميلٌ يحبُّ الجمال ، الكبر بطر الحقِّ وغمص الناس ) ، هذا هو الكبر الذي مَن كان في صاحبه ذرَّة منه لا يدخل الجنة كما قال - عليه السلام - ، فهذا ترجُّل منهي عنه هو من باب ... الترفُّه ، و ... التنعُّم فلا خلاف في ذلك .
  • رحلة النور - شريط : 31
  • توقيت الفهرسة : 00:10:34
  • نسخة مدققة إملائيًّا

مواضيع متعلقة