كشف شبهة مَن يقول : إن الذهب غير المحلَّق - أي : المُقطَّع - غير موجود في الواقع وغير مُصنَّع ! - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كشف شبهة مَن يقول : إن الذهب غير المحلَّق - أي : المُقطَّع - غير موجود في الواقع وغير مُصنَّع !
A-
A=
A+
السائل : شيخ ، الذهب المحلَّق كيف يحصل ؟

الشيخ : كيف ؟

السائل : كيف يحصل الذهب المحلَّق ؟ الذهب المحلَّق ؟

الشيخ : ما باله ؟

السائل : كي يعني يحصل هذا ؟ ما يحصل ما موجود !

سائل آخر : لا يُصنَّع يقصد .

السائل : لا يُصنَّع !

سائل آخر : يقصد لا يُصنَّع .

السائل : ما يصنع الذَّهب غير المحلَّق !

سائل آخر : يعني يفهم أنه الزينة لا تكون إلا بالخاتم أو بإسوارة أو ما أشبه ذلك بالمحلق ، فلا يمكن أن ... إلا بما هو محلَّق .

الشيخ : هذا الذي أحاط به علمُك - والحمد لله - لا تُلام ؛ لأنه ليس من علم ... ( الشيخ يضحك - رحمه الله - ) .

السائل : هو موجود هذا ... .

الشيخ : لو سمحت ، ألا تتصوَّر أنُّو في أزرار ذهبية ؟

السائل : في هذا موجود .

الشيخ : موجود ؟

السائل : إي .

الشيخ : كيف قلت : لا تتصوَّر !

السائل : لا أقصد هذي ... والقروط و ... .

الشيخ : حينما نقول : ... قصدي الواقع أنُّو الذهب قسمان : أنت تقول : لا يُتصوَّر إلا أن يكون محلَّق .

السائل : ... .

الشيخ : طيب ، تتصوَّر المشكلة بالذهب ؟

السائل : هو .

الشيخ : طيب ، ما الذي لم تتصوَّره ؟

السائل : ... .

الشيخ : هذا لأمثالنا الدراويش ، أما إذا ... أشكال وألوان ... ما تتصور - أيضًا - ؟ إذًا صار أنواع الذهب المُقطَّع لما هو محلَّق أكثر مما تعرفه من المحلَّق .

السائل : مو قصة هذا ، قصة ... .

سائل آخر : يقصد أن المرأة لا يتصوَّروا ، حنَّا المرأة تلبس ... .

السائل : إي نعم .

سائل آخر : ولا ترضى إلا ... .

السائل : هذا الموجود يعني هو السائد .

سائل : الموضة الآن طالعة ... المفصَّل بعض الأشكال .

الشيخ : أنا عم قلُّو بقول لي ما أتصوَّر ، بعدين بيتصوَّر .

السائل : نادر نادر هذا .

الشيخ : خلاف القضية كلامك أنك أنت تلاحظ واقع مسائل العلماء والمفتين .

السائل : إي نعم .

الشيخ : هذا الواقع ... بناءً على فكرة قائمة ، لكن هذه الفكرة القائمة لو انعكست معهم ينعكس ... ؛ صح ولَّا لأ ؟

السائل : إي .

الشيخ : بمعنى في بعض المصريِّين من الذين يدَّعون العلم في العصر الحاضر يُبيحون للرجال التختُّم بالذَّهب ، ويستدلُّون بعموم قوله - تعالى - : (( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَٱلطَّيِّبَٰتِ مِنَ ٱلرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا )) إلى آخر الآية ، ... كلمة تحرِّمونها إنَّما تأتي بالأحاديث المحرِّمة للذهب سرعان ما أو خاتم الذهب بصورة خاصَّة ... ما بهمّهم عند البحث العلمي ، وإنما هذه أحاديث آحاد لا يجوز أن نعارض بها نصَّ القرآن المقطوع إلى آخره من هالفلسفة الغريبة عنَّا ، هؤلاء إذا قلت لهم : لماذا تستحلُّون بهذا ؟ جابوك بهذا الجواب ، تأمَّلوا الآن الشاهد من المثال ؛ لو أنَّ أحدهم اقتنع بأنُّو خاتم الذَّهب حرام على الرجال ؛ ماذا سيفعل ؟ يغيِّر طريقة الاستعمال ، فبدل أن يتَّخذ خاتم الذَّهب سيتَّخذ خاتم الفضَّة ، واضح ؟

السائل : إي .

الشيخ : فإذًا ؛ أنت لا تنظر للواقع ، أنُّو هذا الواقع ما في غيرو كما أنت تصوَّرت آنفًا ، أنت انظر لهذا الواقع مطابق للشرع أم لا ؟ فإن كان مطابقًا للشرع فهو مباح ما في كلام ، وإن كان غير مطابق للشرع فما يُفيد قولك أنُّو ها لا يوجد غيرو ! بالتعبير السوري : " عمرو ما يجي غيرو " ؛ لأنُّو هذا محرَّم ، لكن أنت ابحث المسألة بدليلها الشرعي ؛ إن اقتنعت بأنُّو هذا الواقع مخالف للشرع فيجب الإعراض عنه ، كما فعل السلف حينما حرم عليهم الخمر ... (( فهل أنتم منتهون )) ؟ قالوا : انتهينا يا رب .

هكذا فهمتْهُ ، أما أن تُردُّ النصوص لمجرَّد إيه ؟ قالوا لنا هذا مرارًا ، شو خلِّيت للنساء من الزينة ؟ في ظنِّهم - وهذا ما تعرفه النساء آنفًا - ... ... ، ونساؤنا هكذا ، فالفرق أنَّ نساءنا اقتنعن أنُّو هذا النوع من الذهب حرام فتركوه ، والآخرون ما اقتنعوا فتمسَّكوا به ، وهكذا ، ما ينبغي أنُّو ننظر للواقع ، لأنُّو الواقع منه ما هو مطابق للشرع ومنه ما هو مخالف .

مواضيع متعلقة