يقول البعض : لا بد من التمذهب في أول طريق العلم دون تعصُّب حتى ينضبط لك الأمر ، وتنضبط لك الألفاظ الاصطلاحية عند أهل العلم ، ثم بعد ذلك تنظر وتبحث بالترجيح والبرهان والدليل ؛ فما هو رأيكم ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
يقول البعض : لا بد من التمذهب في أول طريق العلم دون تعصُّب حتى ينضبط لك الأمر ، وتنضبط لك الألفاظ الاصطلاحية عند أهل العلم ، ثم بعد ذلك تنظر وتبحث بالترجيح والبرهان والدليل ؛ فما هو رأيكم ؟
A-
A=
A+
السائل : وردت عدة أسئلة : سؤال حول أو يتمِّم هذا الموضوع ولو من بُعد ، يقول فيه السائل : يقول البعض لا بد من التمذهب في أول طريق العلم دون تعصُّب ، حتى ينضبط لك الأمر وتنضبط لك الألفاظ الاصطلاحية عند أهل العلم ، ثم بعد ذلك تنظر وتبحث بالترجيح والبرهان والدليل ، فما هو رأيكم ؟

الشيخ : هذا هو الرأي مع قيدٍ ، نحن دائمًا نؤكد بأن واجب الدعاة الإسلاميين حقًّا أن يعودوا بمجتمعهم إلى هدي المجتمع الأول ، كيف كان المجتمع الأول ؟ هل كان هناك مذاهب ؟ هل كان هناك مذهب لبعض الصحابة ؟ مذهب يسمَّى بكري ، وآخر يسمَّى عمري ، وثالث عثماني ، ورابع علوي ؟ الجواب : لا ، إنما كانوا فعلًا أمة واحدة ، ولا شك أن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ليسوا كلهم علماء ، بل كما نفهم من كتب أهل العلم أقلُّهم كان من أهل العلم ، أما جمهورهم فكان كما أشار القرآن (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) ، فالجمهور كانوا يسألون يتقصَّدون في سؤالهم رجلًا منهم يتعصَّبون له دون الآخرين ؟ الجواب لا ، من تيسَّر لهم من أهل العلم من الصحابة سألوه ، دون تحيُّز إلى واحد منهم ، يجب كما يقال " التاريخ يعيد نفسه " ، لكن التاريخ يعيد نفسه بفعل أهل التاريخ ، فأريد أن أقول : القيد هو صحيح ما جاء في السؤال ، في العصر الحاضر ينبغي للإنسان أن يدرس دراسة نظاميَّة مذهبيَّة ، لكن القيد الذي أريد أن أقوله هذا في المجتمعات العامة المعروفة اليوم بالتمذهب ، أما إذا قُيِّد لرجل ما أنه يعيش في بلد أو في قرية فيها أفراد من أهل العلم الذين لا يتعصَّبون لمذهب من المذاهب الأربعة ، وإنما منهجهم الكتاب والسنة ، فهذا البعض المُقيم في هذا البلد ليس له أن يدرسَ هذه الدراسة التي قلنا عنها إنها هي اليوم ، وإنما عليه أن يدرس على هؤلاء العلماء دراسة على الكتاب والسنة في كلِّ أحكام الشريعة ، أما إذا كان لا يوجد - كما هو الواقع ، مع الأسف - في أكثر بلاد الإسلام إلا علماء مذهبيِّين ؛ فلا يسعه إلا أن يدرسَ على أحدهم ، ثم بعد ذلك يتوسَّع في دراسة السنة ، ودراسة تفاصيل الأئمة ليتعرَّف على أدلة الشريعة ، وعلى ما ذهب إليه كلُّ مذهب من الاستنباط فيُعمِل الترجيح حينما يصل إلى هذه المنزلة ، هذا القيد هو الذي أردتُ أن أضمَّه إلى ذاك السؤال الذي أقررتُه ؛ لكن مع هذه الضميمة ، وبهذا القدر كفاية ، والحمد لله رب العالمين .
  • رحلة الخير - شريط : 15
  • توقيت الفهرسة : 01:13:36
  • نسخة مدققة إملائيًّا

مواضيع متعلقة