تقسيم البدع وإجراءها على الأحكام الخفيفة الشرعية . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تقسيم البدع وإجراءها على الأحكام الخفيفة الشرعية .
A-
A=
A+
السائل : تقسيم البدع .

الشيخ : نعم ؟

السائل : تقسيم البدع وإجراؤها على الأحكام الخفيفة الشرعية ، كما قسَّمها أهل العلم ... ؟

الشيخ : هذا إذا أُخذ على إطلاقه ليس بصحيح ، أما مع شيء من التفصيل فيُمكن أن يكون صحيحًا ، وهذا يدخل الحقيقة ليست البدعة التعبُّدية المحضة ، وإنما في المصالح المرسلة ، فأظنُّ ذكرنا هنا أو في مكان آخر ما عاد أذكر لكثرة تكرار هذه المواضيع شرعيَّة الأذان لصلاة العيدين ، هذه البدعة ضلالة ، لكن ليس كذلك شرعيَّة الضَّرائب إذا كان المقصود فيها سدّ عجز في نظام الدولة ؛ لردِّ أمر عارض كهجوم عدو ، فهذه مصلحة مُرسلة وهي واجبة ، في قولهم : " ما لا يقوم الواجب إلا به فهو واجب " ، فالقسم المباح ما يُمكن أن يُقال فيه بدعة هي الأشياء اللي نراها الآن من أطعمة وأشربة وألبسة ومراكب و و إلى آخره ، هذه أشياء لم تكن موجودة في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - لكنها داخلة في عموم الإباحة =



-- وعليكم السلام ... وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته --



= ... يكفي ... الآن بالنسبة للثوم قوله - عليه الصلاة والسلام - - عفوًا - قول بعض الصحابة أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان يقول - لعلها عائشة الآن لا أستحضر - : ( حُبِّب إليَّ من دنياكم الطِّيب والنساء ، وجُعلت قرَّة عيني في الصلاة ) ، هكذا الحديث في " سنن النسائي " ، ( حُبِّب إليَّ من دنياكم الطِّيب والنساء ) ، وقد اشتهر الحديث بلفظ : ( ... دنياكم ثلاث ) ، فلفظة ثلاث لا أصل لها في شيء من روايات هذا الحديث ، أما هي مفسدة للمعنى ، ولذلك ينبغي أن يُقرأ هذا الحديث بلفظ : ( حُبِّب إليَّ من دنياكم الطِّيب والنساء ) نقطة ، جملة مستأنفة ( وجُعلت قرَّة عيني في الصلاة ) ، أما إذا قيل : ( حُبِّب إليَّ من دنياكم ثلاث : الطِّيب ، والنساء ، وجعلت قرَّة عيني في الصلاة ) دخلت الصلاة في الثلاث من أمور الدنيا ؛ وليس كذلك ، والصحيح الثابت في " سنن النسائي " وغيره ممَّن روى هذا الحديث دون لفظ ثلاث ، ويكون قراءة الحديث على النَّحو التالي : ( حُبِّب إليَّ من دنياكم الطِّيب والنساء ) ، نقطة .

وأقول : نقطة حديثية ، وهذه لها ترجمة ؛ ( حُبِّب إليَّ من دنياكم الطِّيب والنساء ) ، ثم نستأنف الكلام : ( وجُعلت قرَّة عيني في الصلاة ) ، أما النقطة الحديثية = -- وعليكم السلام -- = قد كان من عادة المحدثين القدامى أن الناسخ منهم إذا نسخ حديثًا ما = -- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته -- = فإنَّه بدل النقطة يدوِّر دائرة ، كلَّما انتهى حديث وضع عقبَه دائرة ، فإذا انتهى من النسخ عاد لمقابلة المنسوخ على الأصل ، فكلما قرأ حديثًا من تلك الأحاديث التي خَتَمَها بدائرة ، وقابل الحديث الأصل ؛ وضع نقطة في وسط الدائرة ، إشارة إلى أن هذا الحديث قد قُوبل بالأصل ، وصحَّت المقابلة ، وقد يقع للإنسان كثيرًا ؛ فإنه يتجاوز حديثًا إلى حديث آخر ، فيضع بعد الانتهاء منه نقطة في وسط الدائرة ؛ فإذا جاء وقت القراءة لهذا الجزء أو لهذا الكتاب على بعضهم فمرَّ بحديث فيه دائرة وليس فيه نقطة ؛ معنى ذلك أنُّو هذا الحديث بخصوصه لم يُقابل ، فهذه النقطة الحديثيَّة كبيرة ؛ لأنه دائرة وفي وسطها نقطة ، فحينما نقرأ الحديث السابق : ( حُبِّب إليَّ من دنياكم الطِّيب والنساء ) نقف كما لو كان هناك نقطة كبيرة ، ثم نستأنف تمام الحديث فنقول : ( وجُعلت قرَّة عيني في الصلاة ) ، إشارةً إلى أنَّ هذه الجملة جملة مستقلَّة ليست من أمور الدنيا ؛ ولذلك فالزيادة التي تُذكر في بعض الكتب التي ليس لها عناية برواية الأحاديث روايةً متقنةً حين يذكرون الحديث بلفظ : ( حُبِّب إليَّ من دنياكم ثلاث ) ؛ فلفظ الثلاث باطلة سندًا ومتنًا .

هذا الذي ينبغي ذكره الآن .
  • رحلة النور - شريط : 85
  • توقيت الفهرسة : 00:10:05
  • نسخة مدققة إملائيًّا

مواضيع متعلقة