ما رأيكم في بعض الشباب الذين يتركون الدراسة والعمل بحجَّة وجود بعض المنكرات ، ويدَّعون أنهم أهل الحديث ؛ فهل هذا فعلًا عملُ أهلِ الحديث السلف الصالح ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما رأيكم في بعض الشباب الذين يتركون الدراسة والعمل بحجَّة وجود بعض المنكرات ، ويدَّعون أنهم أهل الحديث ؛ فهل هذا فعلًا عملُ أهلِ الحديث السلف الصالح ؟
A-
A=
A+
السائل : يقول : ما رأيكم في بعض الشباب الذين يتركون الدراسة والعمل بحجَّة وجود بعض المنكرات ، ويدَّعون أنهم أهل الحديث ؛ فهل هذا فعلًا ؛ فهل عملهم هذا هو عملُ أهلِ الحديث السلف الصالح ؟

الشيخ : في السؤال شيء لم يظهر لي ؛ إلا إن كان يُريد السائل أن كلَّ الدراسات التي تُقام اليوم في كلِّ المدراس وفي كلِّ الجامعات فيها مخالفة شرعية ؛ هذا كلام مردود على صاحبه ؛ لأن الواقع - والحمد لله - لا يزال فيه خير كثير ، كما أشار إلى ذلك رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( لا تزال طائفة من أمَّتي ظاهرين على الحقِّ لا يضرُّهم مَن خالفهم حتى يأتي أمر الله ) ، وأما إن كان يُريد السائل بكلامه هذا أو بسُؤاله الإشارة إلى ما هو موجود في بعض الجامعات من اختلاط الجنسين النساء والرجال والرجال بالنساء فهذا حقٌّ لا سبيل إلى إنكاره ؛ لأنه منكر ؛ لأنَّ الفصلَ بين الرجال والنساء سنَّة تلقَّاها المسلمون عن النبيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم - خَلَفًا عن سَلَف ؛ فأنتم تعلمون قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( خير صفوف الرِّجال أوَّلها ، وشرُّها آخرها ، "" وخير صفوف النساء شرُّها وآخرها أوَّلها "" ، فقد فصل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وفرَّق بين الرجال والنساء في خير البقاع ؛ ألا وهي المساجد كما جاء في الحديث الصحيح أنَّه سُئل - عليه الصلاة والسلام - عن خير البقاع وشرِّ البقاع ؟ فصبر حتى نزل عليه جبريل - عليه السلام - فقال : ( خير البقاع المساجد ، وشرُّ البقاع الأسواق ) ؛ فإذا كان خير البقاع المساجد كما قال - صلى الله عليه وآله وسلم - ومع ذلك فقد فرَّقَ فيها بين الرجال والنساء فلا شكَّ أن مثل هذا التفريق ينبغي أن يكون في تلك الجامعات أولى وأولى ؛ لأن تلك الجامعات أقلُّ ما يُقال فيها مهما كانت مستقيمةً في برامجها وفي مناهجها فهي ليست خير البقاع ؛ لأنَّ النبي قال : ( إنما خير البقاع المساجد ) ؛ فهي أولى أن يكون من برنامجها الفصلُ بين الرجال والنساء ، ان كان السائل يشير لهذا ؛ فهذا هو الحقٌّ ما به خفاءُ *** فدَعْني عن بنيَّات الطريق .

نعم .

السائل : ملاحظة : في دراساتنا هنا في المملكة لا يوجد هذا الاختلاط الذي .

الشيخ : إذًا ما الذي ينكرونه ؟ وهذا ما أشرتُ إليه أن الأمَّة لا تزال في خير ، ولذلك كان السؤال إمَّا على ظاهره فهو خطأ ، وإما أن يكون في نفس السائل شيءٌ لم يحسِن التعبير عنه ؛ ولذلك فالجواب في حدود ما سمعنا وما سمعتم .

السائل : كأنِّي فهمت أنه غلوٌّ من بعض شباب هذه الصحوة ؛ تركوا العمل واتَّجهوا إلى بيت الله الحرام ، وقد لقيتُ بعضهم في بعض الرمضانات السابقة ؟

الشيخ : لا يدرسون في ... .

السائل : لا يدرسون ولا يعملون .

الشيخ : هذا انحراف عن السنَّة الصحيحة التي منها قوله - عليه الصلاة والسلام - أذكر الآن حديثين في هذه المناسبة أوَّلهما قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( ما اجتمعَ قومٌ في بيتٍ من بيوت الله ) في مسجد من المساجد التي ... ( يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلَّا نزلت عليهم السَّكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وذكرهم الملائكة فيمن عنده ) ، والحديث الآخر : أنه كان في عهد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أخوان ؛ أحدهما يطلب العلم ، والآخر يعمل بالرزق ، فشكا هذا أخاه طالبَ العلم إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قائلًا : إنه لا يعمل ، وإنما يطلب العلم ، فأدَّبَه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بعبارةٍ لطيفة ؛ حيث قال - عليه السلام - : ( وما يدريك ؟! لعلَّك تُرزق به ) ، وما يدريك أيها العالم الكاسب بكدِّ يمينك وعرق جبينك ؛ حيث تُنفق على أخيك المسلم لأنَّه لا يعمل كما تعمل ؛ لأنه يجوز لطلب العلم . قال - عليه الصلاة والسلام - : وما يدريك ؟! لعلَّك تُرزق به ، فإذًا طلبُ العلمِ كما ألمحنا في حديث سبق ذكره : ( من سلك طريقًا يلتمس به علمًا سَلَكَ الله به طريقًا إلى الجنة ) .



والآن أجيبوا المؤذِّن .
  • رحلة النور - شريط : 83
  • توقيت الفهرسة : 00:27:08
  • نسخة مدققة إملائيًّا

مواضيع متعلقة